صنعاء - وكالات - في أحدث تداعيات الشقاق بين طرفي الانقلاب على الشرعية في اليمن، أفادت تقارير، أمس، أن ميليشيات الحوثيين قررت اعتقال حليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وإنهاء الشراكة معه. ونقلت قناة «العربية» الفضائية عن مصدر يمني، لم تكشف عن هويته، تأكيده صدور قرار من الحوثيين بإنهاء الشراكة مع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يترأسه صالح، واعتقال الأخير ونقله من العاصمة إلى صعدة. إلى ذلك، أكد قيادي بارز في ميليشيا الحوثي، في رسالة «نارية»، أن صالح كان يحضر لانقلاب عليهم في صنعاء، خلال احتفال حزبه بالذكرى الـ35 لتأسيسه، في 24 أغسطس الماضي. واعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، أن الفعالية كان هدفها «النزول للساحات بهدف القيام باعتصامات احتجاجية وهذا ما كان مخططاً له بالفعل لولا اتخاذنا للإجراءات الأمنية المناسبة لإفشالها». وفي رسالة «تحريض» مطولة وجهها، عبر حسابه الخاص على «فيسبوك»، لأنصار صالح لحضهم على الانقلاب عليه، قال البخيتي إن صالح أصبح في متناول اليد، لكن الجماعة (الحوثيين) لا تريد أن تنهي تواجده، حسب قوله. من جهته، قال النائب البرلماني الموالي للحوثيين أحمد سيف حاشد، إن الحوثيين يعرفون المكان الذي ينام فيه صالح، لكنه حذرهم من مغبة قتله، مضيفاً «ربما تتمكنون من قتله.. لكنكم إن فعلتم ذلك فأنتم تكتبون شهادة وفاتكم». وكانت الأيام الماضية شهدت زيادة في حدة التوتر بين شريكي الانقلاب، إذ لجأت قيادات مقربة من صالح إلى الفرار والاحتماء بقبائلها بعد تسريب قائمة اغتيالات حوثية. إلى ذلك، كشفت مصادر في محافظة مأرب عن وصول وزير التعليم العالي في حكومة الانقلابيين حسين حازب إلى مناطق سيطرة الشرعية، معلناً انشقاقه. وأوضحت أن حازب تمكن من الإفلات من الميليشيات، والهرب من صنعاء إلى مأرب مع عدد من مرافقيه وأولاده. وكان حازب دخل في مواجهات مع «اللجان الثورية» التابعة للحوثيين، ومُنع من قبل مشرف اللجنة تلك من دخول مكتبه، كما حصلت صدامات بين حراسه وحراس نائبه المعين من قبل الحوثيين. وفي حين أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع وفيات «الكوليرا» في اليمن إلى 2043 حالة، منذ 27 ابريل الماضي، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الوضع الصحي في اليمن «ينذر بكارثة» مع خروج أكثر من نصف مستشفياتها وعياداتها من الخدمة. وأعربت عن حزنها العميق إزاء وفاة الدكتور عبد الله الخميسي مؤسس جمعية الهلال الأحمر اليمني ورئيسها لنحو 3 عقود، مشيرة إلى أن وفاته تعود إلى نقص في الإمدادات الطبية الأساسية. وكانت وسائل إعلام يمنية ذكرت أن الخميسي توفي في مستشفى في صنعاء بعد معاناة مع المرض، مشيرة إلى أن عائلته سعت الى استيراد معدات طبية تساعد على تحسين حالته الصحية إلا أنها عجزت عن ذلك بسبب الوضع في صنعاء.
مشاركة :