قال وزير خارجية مصر الأسبق عضو البرلمان المصري الحالي السفير محمد العرابي، إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تمتلك النفس الأطول في الأزمة مع قطر. وإن الدوحة لم يعد أمامها سوى إعادة النظر في سياساتها، التي أدت إلى ذلك المشهد الراهن، مشيراً إلى تماسك الرباعي العربي باعتبار أن ذلك التماسك هو حجر الزاوية في مواجهة قطر وحلفائها، كما انتقد بعض القوى الدولية التي تصمت على الجرائم القطرية. خرق الإجماع وأوضح العرابي في تصريحات لـ«البيان» أن الدوحة اختارت منذ البداية طريقاً بعيداً تمام البعد عن الإجماع العربي، ولا توجد مؤشرات حالياً تقول، إن الدوحة لديها نية للخروج من هذا الطريق الذي سلكته منذ أن آثرت الخروج عن الصف العربي، وإدارة ظهرها له، وذلك بالاستقواء بكل من إيران وتركيا. وتحدي إرادة مجلس التعاون الخليجي وكذا تحدي المنظومة العربية بشكل عام، مشدداً على أن قطر مستعدة للتعاون والتحالف مع أي طرف يحقق لها مصالحها ومخططاتها بصورة مباشرة، ما يبرر تحالفها مع إيران التي تستخدم الدوحة كونها ثغرة في المنطقة تنفذ منها. ضغط الاستثمارات وتابع: «لا أعتقد أن الدوحة يمكن أن تتراجع عن موقفها في الوقت الحالي، رغم أنه لم يعد فعلياً أمام قطر سوى إعادة النظر في سياساتها والطريق الذي سلكته». مشيراً إلى أن بعض الأصوات تدعم قطر ما يعطي لها قدراً من الراحة النسبية في إصرارها على موقفها الرافض للمطالب المقدمة من قبل دول مكافحة الإرهاب، خاصة أن الدوحة قامت باستغلال استثماراتها في الخارج لإسكات بعض الدول وشراء مواقفها، ما يفسر حالة هرولة بعض المسؤولين الغربيين للدوحة وحالة التراخي الدولي في مواجهة الدوحة. النفس الأطول وشدد وزير خارجية مصر الأسبق على أن حسم الأزمة يكون من خلال «النفس الأطول في التعامل» والدول الداعية لمكافحة الإرهاب نفسها أطول بكثير جداً من قطر، كما أن لديها إمكانيات تتعامل من خلالها بقوة، موضحاً أن أهم ما في المسألة هو تماسك الدول الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. ومن ثم فإن التماسك بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والثبات على الموقف هو حجر الزاوية الرئيسي الذي يرجح كفتها باعتبار تلك الدول هم أصحاب النفس الأطول الذي لن تستطيـع قطرـ مواجهتـه أو الصمود أمامــه بأي حــال مـن الأحــوال. لا حلول وسط وقال العرابي، إن الأمور وصلت إلى مرحلة خطيرة ليس بها حلول وسط، وبالتالي «أعتقد أن قطر عليها أن تعيد النظر في سياستها وتعود مرة أخرى إلى الجسد العربي». ورأى أن حلفاء قطر سوف يتخلون عنها في وقت من الأوقات، لأن تلك النوعية من العلاقات مرتبطة بلغة المصالح المتغيرة. وحول ما إذا كان التعويل على الشعب القطري بكونه قادراً على صنع الفارق خاصة مع الأصوات المرحبة بظهور الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، قال وزير خارجية مصر الأسبق «الأوضاع في الدوحة تسير بطريقة معروفة، والتغيير يتم عن طريق القصر». مشيراً للنظام القطري الذي يدعي الديمقراطية ويفرض في الوقت ذاته قيوداً على الشعب والإعلام ولا يوجد بالدوحة أي شكل من أشكال الحرية، بما لا يجعل التعويل واضحاً على الشعب القطري أو المعارضة القطرية.
مشاركة :