طبقة الأوزون.. هل لا تزال بحاجة إلى حماية؟

  • 9/5/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لابد للإجابة على هذا التساؤل من تعريف ما نقصد بطبقة الأوزون، ولماذا هي مهمة ويتطلب حمايتها؟ والموقف الدولي من ذلك وهل هي بالفعل مازالت بحاجة إلى حماية؟طبقة الأوزون هي «جزء من الغلاف الجوي لكوكب الأرض والذي يحتوي بشكل مكثف على غاز الأوزون. وهي متمركزة بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض وهي ذات لون أزرق». يتحول في هذه الطبقة جزء من غاز الأوكسجين إلى غاز الأوزون بفعل الأشعة فوق البنفسجية القوية التي تصدرها الشمس وتؤثر في هذا الجزء من الغلاف الجوي نظراً لعدم وجود طبقات سميكة من الهواء فوقه لوقايته. ولهذه الطبقة أهمية حيوية بالنسبة لنا، فهي تحول دون وصول الموجات فوق البنفسجية القصيرة بتركيز كبير إلى سطح الأرض. في العام 1913 اكتشف العالمان شارل فابري وهنري بويسون طبقة الأوزون لكن تفاصيلها حددها العالم جوردون دوبسون الذي قام بتطوير جهاز لقياس طبقة الأوزن. كما أنه بين العامين 1928 و1958 أسس شبكة عالمية لمراقبة طبقة الأوزون مازالت تعمل، وتم تكريم هذا العالم بتسمية وحدة قياس مجموع الأوزون في العمود باسمه (وحدة قياس دوبسون).أهمية طبقة الأوزون أنها تشكل درعاً واقية لكوكب الأرض وكافة الكائنات الحية سواء في اليابسة أو المحيطات والبحار وباقي المسطحات المائية، من تسرب الأشعة فوق البنفسجية الضارة UV التي تطلقها الشمس. وتم تصنيفها على حسب طول موجاتها إلى UV-A وUV-B وUV-C حيث تعتبر الأخيرة خطيرة جداً على البشر ويتم تنقيتها بشكل كامل من خلال الأوزون على ارتفاع 35 كيلومتراً. مع ذلك يعتبر غاز الأوزون ساماً على ارتفاعات منخفضة؛ حيث يسبب النزيف وغيره.من الممكن أن يؤدي تعرض الجلد لأشعة UV-B لاحتراقه (يظهر على شكل احمرار شديد)، والتعرض الشديد له قد يؤدي إلى تغير في الشفرة الوراثية والتي تنتج عنها سرطان الجلد. ومع أن طبقة الأوزون تمنع وصول الأشعة UV-B إلا أنه يصل بعض منها لسطح الأرض. معظم أشعة UV-A تصل الأرض وهي لا تضر بشكل كبير إلاّ أنها من الممكن أن تسبب تغييراً في الشفرة الوراثية أيضاً. ومن الأضرار الثابتة للأشعة فوق البنفسجية، إلى جانب سرطان الجلد، الصداع، وضيق التنفس، واضطرابات الجهاز التنفسي، واضطرابات الجهاز العصبي والتأثير على السلسلة الغذائية في البيئة البحرية من خلال تدمير البلانكتون الذي يعتبر أدنى تلك السلسلة الحيوانية الغذائية للأسماك وباقي الكائنات الحية البحرية، وكذلك إصابة المواشي بالعمى.استنزاف طبقة الأوزون يسمح للأشعة فوق البنفسجية وتحديداً الأشعة ذات الموجات الأكثر ضرراً أن تصل إلى سطح الأرض مما يؤدي إلى زيادة في احتمال حدوث تغييرات بالجينات الوراثية للأحياء على الأرض.كل هذه الأضرار تزداد عندما تحدث الثقوب في أي مكان من الغلاف الجوي الذي يحتوي على الأوزون أو ضعف هذه الطبقة من الغلاف الجوي بسبب البراكين، والملوثات العضوية وحرائق الغابات والغازات المستخدمة في أجهزة التكيف والثلاجات والبخاخات الكلورو فلورو كربونية وكذلك الدورات المناخية. البروتوكولات الدولية المعنية بحماية طبقة الأوزون بدأت من اتفاقية فيينا متعددة الأطراف والتي اتفق عليها في مؤتمر فيينا عام 1985 ودخلت حيز التنفيذ عام 1988 وتعتبر إطاراً للجهود والاجتماعات الدولية المبذولة في هذا المجال إلا أنها غير ملزمة قانونياً للحد من استخدام مركبات الكلوروفلوروكربونية والعوامل الكيميائية التي تسبب نضوب الأوزون والتي أدرجت في بروتوكول مونتريال الذي وضع للتوقيع من قبل دول العالم في 17 سبتمبر/ أيلول 1997 ودخل حيز التنفيذ في 7 يناير/ كانون الثاني 1999. ووضع البروتوكول خطة لإدارة التخلص التدريجي «عن طريق اتخاذ تدابير وقائية للسيطرة على إجمالي الانبعاثات العالمية من المواد التي تستنفدها، مع الهدف النهائي المتمثل في القضاء عليها، على أساس التطورات في المعرفة العلمية، مع الاعتراف ببنود خاصة لتلبية احتياجات البلدان النامية».ومع الأسف ما زال التفاعل والالتزام بهذه الخطط لا يتمّان بالشكل المطلوب وبخاصة في الدول النامية مع تزايد تأثيرات التغير المناخي والكوارث الطبيعية مما قد لا يتيح المجال للوصول إلى التاريخ المستهدف (2030) للتخلص التام من المركبات الكلوروفلوروكربونية أو مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية. والمطلوب من الجميع الحد من استخدام هذه المركبات وإجراء الصيانة لأجهزة التكييف والثلاجات بصورة دورية مع زيادة نشر الوعي البيئي بين الجمهور بأهمية المحافظة على طبقة الأوزون من التآكل، للبشر وجميع الكائنات الحية التي تعيش معنا في هذا الكوكب. د. داود حسن كاظم ** خبير بيئي وزراعيdaoudkadhim@yahoo.co.nz

مشاركة :