"قاهر الأهلي".. لقب غير كاف لنجاح نيبوشا في الزمالك المصري بقلم: عماد أنور

  • 9/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قاهر الأهلي.. لقب غير كاف لنجاح نيبوشا في الزمالك المصري كانت البطولة العربية للأندية التي استضافتها مصر مؤخرا هي محرك التغيير في الإدارة الفنية بنادي الزمالك المصري، فهي من أطاحت بالبرتغالي أوغاستيو إيناسيو، وجاءت بالمونتنيغري نيبوشا يوفوفيتش بديلا لتولي تدريب الفريق، بعد قيادة ناجحة له مع الفيصلي الأردني في البطولة، لكن يبقى فوز نيبوشا على الأهلي (الغريم التقليدي للزمالك)، مرتين في البطولة نفسها، أكثر ما زين السيرة الذاتية للمدرب الشاب في عيون مسؤولي الزمالك.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/09/06، العدد: 10743، ص(22)]أدرك قيمة الرهان القاهرة – لقب “قاهر الأهلي” الذي منحته الجماهير للمونتينيغري نيبوشا، بعد أن حقق الفوز مرتين على فريق النادي الأهلي المصري في البطولة العربية، لفت أنظار مجلس إدارة الزمالك برئاسة مرتضى منصور، إلى المدرب صاحب الـ43 عاما، رغم أنه لا يمتلك سيرة ذاتية عامرة بالإنجازات، لاعبا ومدربا، وهو ما يكشف أن إدارة الزمالك لا تطمح في أبعد من التفوق على الأهلي. وعقب التفاوض مع ثلاثة مدربين، تعاقد الزمالك مع “نيبو” كما يطلق عليه، ليتولى المهمة خلفا لإيناسيو، بعد أن قدم مستوى متواضعا لا يناسب طموحات الملايين من جماهير النادي، ويحصل نيبوشا على راتب شهري قدره 37 ألف دولار (ما يعادل 650 ألف جنيه مصري)، على أن يزيد هذا الملبغ إلى 40 ألف دولار في السنة الثانية، وتحمل المدرب وإدارة الزمالك سويا، قيمة الشرط الجزائي المقرر لنادي الفيصلي نتيجة فسخ التعاقد مع نيبوشا. يدخل المدرب المونتينيغري من بوابة نادي الزمالك حاملا في يديه الرقم 20، وهو ترتيبه في عدد المدربين ممن تولوا الإدارة الفنية لفريق القلعة البيضاء في عهد رئيسه مرتضى منصور، الذي جلس على مقعد الرئاسة في 2014، ولم يتوان عن تغيير المدربين، إذا لم تتحقق النتائج الطيبة والأداء الجيد معا، وهو ما يردده الرجل دائما عبر وسائل الإعلام. لكن أزمة الزمالك الرئيسية تكمن في تحقيق الاستقرار من أجل العودة إلى زمن الانتصارات، وهو ما أكده المحلل الكروي خالد بيومي لـ”العرب”، وقال “نيبوشا مدرب جيد، لكن أعظم مدرب في العالم يحتاج إلى الاستقرار والهدوء، ويتميز المدرب الجديد للزمالك بالجرأة الخططية والتكتيكية، ويعتمد على الاختراق من منطقة منتصف ملعب المنافس”، لافتا إلى أن نجاحات نيبوشا مع الفيصلي الأردني ليست مقياسا لنجاحه مع الزمالك المصري، خاصة أن المنافسات في الدوري الأردني أقل حدة من الدوري المصري. سيناريو تولي المنصب السيناريو الذي أتى به نيبوشا إلى الزمالك، هو سيناريو متسرع نسبيا كانت البطولة العربية هي مسرحه، أما أبطاله فهم أندية الزمالك والأهلي والفيصلي، وشاركت الأندية الثلاثة في البطولة التي فاز بها الترجي التونسي. وأنهى الزمالك موسم الدوري في المركز الثالث، فضلا عن خروجه المهين من دوري أبطال أفريقيا، وهو ما دفع إدارة النادي إلى التفكير في مدرب جديد.قبل البطولة العربية التي مثلت نقطة التحول في مسيرة نيبوشا، لم يكن يمتلك سيرة ذاتية مغرية بالنسبة لفريق في حجم الزمالك وجاءت البطولة العربية لتزيد من أوجاع جماهير الزمالك، بعد أداء مخيب أدى إلى خروج الفريق من دور المجموعات، وهو ما زاد رغبة الإدارة في التغيير، وهنا ظهر على السطح فريق الفيصلي الأردني بأداء غير متوقع وضعه في المباراة النهائية، وقدم الفيصلي أداء خططيا لفت الانتباه إلى مدربه الشاب. قبل البطولة العربية التي مثلت نقطة التحول في مسيرة نيبوشا، لم يكن يمتلك سيرة ذاتية مغرية بالنسبة لفريق في حجم الزمالك، الذي سبق وأن تعاقد مع أسماء لامعة مثل مارتن يول وفييرا وغيرهما، لكنه في رأي الخبراء خامة جيدة ومدرب صاحب شخصية قيادية. مثل هذه المواصفات لم تنجح مع نادي يرأسه رجل متهم بالتدخل في كل كبيرة وصغيرة تخص الفريق الأبيض، إلا أن تصريحات نيبوشا في المؤتمر الصحافي الخاص بتقديمه إلى وسائل الإعلام، أوحت بأنه شخص يعي جيدا من أين تؤكل الكتف، وأشاد بشخص رئيس النادي كمحام كبير، وقد تحمي هذه الكلمات نيبوشا من الإطاحة به بعد شهور قليلة كما فعل رئيس النادي مع من سبقوه. وكان وجوده على المستطيل الأخضر في مركز المهاجم، لكنه لم يكن لاعبا بارزا طوال مشوار عمره 9 أعوام (1995-2004)، ولعل أبرز محطاته، هي الانتقال إلى قيصري سبور التركي، وغادر بعد أن لعب 7 مباريات فقط، بدأ بعدها مشواره التدريبي موسم 2007-2008 مع فريق ريبينكا أحد أندية الدرجة الثالثة في مونتنيغرو، وقاد الفريق إلى دوري الدرجة الثانية. ثم تولى تدريب عدد من فرق الشباب تحت 19 عاما في بعض الأندية المحلية، ثم قاد منتخب بلاده إلى نفس المرحلة السنية، وحقق نتائج سلبية، بينما حقق أول لقب دوري على مستوى الكبار مع بودنكوست بوجدوريا، لكنه كان يشغل منصب المدير الرياضي، وليس المدير الفني، ثم رحل نيبوشا إلى الخليج، وعمل مديرا فنيا لفريق هجر السعودي، وحقق معه المركز الحادي عشر، وهي نتيجة جيدة لفريق صغير مثل هجر، لكن تعد أبرز نتائجه هي الفوز على اتحاد جدة بهدف دون رد بالدوري. في الموسم التالي، أعلنت إدارة النادي السعودي إقالة نيبوشا لسوء النتائج، ليتولى بعدها الإدارة الفنية لفريق الفيصلي في مارس الماضي، وتبدأ نقطة التحول في مسيرته المتواضعة، ولم يقد الفريق سوى في 5 مباريات فقط بالدوري المحلي، حقق الفوز في 4 منها وتعادل في واحدة ليتوج بلقب الدوري الأردني في الجولة الأخيرة، كما حقق نيبوشا لقب الكأس بعد تخطي فريق الجزيرة في النهائي بركلات الترجيح، ثم كرر إنجازه بالفوز بلقب السوبر على حساب الجزيرة مرة أخرى. عقبات وتحديات تنتظر نيبوشا العديد من العقبات، ربما يخفف وطأتها أول فوز يحققه مع انطلاق الموسم الجديد، ولعل أبرزها تدخلات رئيس النادي السافرة في عمل الأجهزة الفنية وكثرة تغيير المدربين، وقبل أن يتخذ نيبو مكانه على دكة البدلاء، بات الجميع يتساءل عن موعد رحيله، وهو ما علق عليه بنفسه قائلا “لن أرحل عن الزمالك قبل موسمين لأنني جئت لتحقيق البطولات مع الفريق الأبيض”. أما التحدي الثاني فهو فني، لأن الزمالك تعاقد مع فريق كامل (18 لاعبا) في فترة الانتقالات الصيفية، لم يتدخل المدرب الجديد في اختيار لاعب واحد من هذه الصفقات، لأنه لم يكن قد تم التعاقد معه، وهذا خطأ كارثي وقعت فيه إدارة الزمالك، حيث جاءت باللاعبين قبل المدرب، ويبقى هذا الأمر مشكلة كبيرة أمام تعرف المدرب على قدرات اللاعبين، فهذا الفريق الذي يقوده ليس الفريق الذي شاهده في البطولة العربية، إلى جانب أن نيبوشا نفسه له رؤية فنية في ضم بعض اللاعبين مثلما تردد أنه طلب ضم البولندي لوكاس مهاجم الفيصلي. ووسط هذه الأجواء لم يستطع نيبوشا إدارة فترة الإعداد لفريقه، وحاول تحفيز اللاعبين نفسيا فقط من خلال بعض التصريحات التي أطلقها في مؤتمره الصحافي الأخير بالقاهرة، وشدد خلاله على فوزه مرتين على الأهلي، لتتلاقى وجهة نظره مع رئيس النادي.

مشاركة :