وصف طالب سعودي أوضاع المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة بأنها في غاية الرفاهية والأريحية مقارنة بزملائهم القادمين من دول أخرى، الأمر الذي جعلهم يشعرون بأنهم قادمون من كوكب آخر. جاء في ذلك في مقال نشرته صحيفة "العرب نيوز" بتاريخ (4 أغسطس 2014) للطالب تميم الموسى. وقال الموسى في مقاله إن المبتعثين السعوديين هم الأوفر حظًّا بين أقرانهم من دول أخرى، مؤكدًا أن الحياة المريحة السهلة التي وفرتها لهم المملكة جعلتهم يشعرون بأنهم كالقادمين من كوكب آخر. وأضاف قائلا: "المنحة التعليمية التي تقدمها الحكومة السعودية تكفي تمامًا لتغطية جميع النفقات المطلوبة لكي يستكمل المبتعث دراسته الأكاديمية في الخارج، سواء امتدت هذه الدراسة لأربع سنوات أو أكثر، كما أنها تشتمل كذلك على راتب شهري يكفي لتغطية جميع النفقات الحياتية للمبتعث من مأكل ومسكن ومشرب، وجميع الاحتياجات الحياتية الأخرى، بالإضافة إلى مبلغ جيد للأنشطة الترفيهية". واستكمل الطالبُ مقاله بالحديث عن ضيق ذات اليد الذي يُعاني منه أقرانه المبتعثون القادمون من دول أخرى قائلا: "إن المنح التعليمية التي يحصل عليها هؤلاء المبتعثون ضئيلة للغاية، ولا تكاد تكفي النفقات المطلوبة لاستكمال أربع أو خمس سنوات من الدراسة في الخارج، ناهيك عن النفقات الحياتية التي يحتاجها هؤلاء المبتعثون لكي يعيشوا بكرامة في الولايات المتحدة". ولفت إلى أن ذلك الوضع دفع معظم هؤلاء الطلاب إلى طلب قروض من الجامعات التي ذهبوا للدراسة فيها، والبحث عن وظائف ذات أجور متدنية تمكنهم من توفير المال المطلوب لتسديد القروض. وأوضح المبتعث أنه بالرغم مما يشعر به من فضل لكونه مواطنًا في بلد سخي مثل المملكة جنبته المشاق التي يكابدها الطلاب القادمون من بلاد أخرى، فإنه يجد نفسه دائمًا حريصًا على عدم الحديث عن الطريقة التي يوفر بها احتياجاته المادية، وذلك ليتجنب حسد وكره الطلاب الآخرين، ولكي يتجنب أيضًا اعتقاد بعضهم بأنه شاب مدلل قادم من أسرة خليجية ثرية هي التي تنفق عليه". وعلى الرغم من حديثه عن الرفاهية، فإن الطالب السعودي أكد أنه وجد نفسه مضطرًا للبحث عن عمل بجانب دراسته، وذلك لحفظ كرامته وسط المجتمع الأمريكي الذي يحتقر الأشخاص الذين لا يعملون حتى وإن كانوا طلابًا جامعيين. وأكد تميم أنه استمتع كثيرًا بعمله التطوعي بمحطة الراديو التابعة للجامعة التي يدرس فيها.
مشاركة :