«معظم الرجال تقريباً يمكنهم تحمل الصعاب، لكن إذا أردت اختبار معدن رجل فامنحه سلطة»، هكذا بدأت الكاتبة وناشطة حقوق الإنسان سوفيا أحمد مقالها، في اقتباس من الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لينكولن، مضيفة أنها «تنطبق للأسف على زعيمة ميانمار أون سان سو تشي، التي تعرضت لانتقادات شديدة لتجاهلها العنف ضد مسلمي الروهينجا». وأبدت الكاتبة في مقال لها نشر بصحيفة «إنبندنت» البريطانية، أسفها على ترشيحها السابق لسو تشي لدخول قائمة من النماذج النسائية، التي ناصرت حقوق الإنسان ووقفت في وجه الطغاة والأنظمة القمعية. وتشير الكاتبة إلى أن سو تشي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1991 بسبب «نضالها العنيف من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان» ضد الحكم العسكري في ميانمار، وأن الحزب السياسي لها فاز بالانتخابات في نوفمبر 2015، لكن العنف الحكومي ضد مسلمي الروهينجا تزايد وفقاً لتقارير من الأمم المتحدة وشهادات من الناجين تفيد بأن التطهير العرقي يرتكب ضدهم. وتقول سوفيا إن سو تشي اختارت أن تظل صامتة على كل شيء، ورفضت السماح لمحققي الأمم المتحدة ووسائل الإعلام في العالم بالوصول إلى المنطقة المعروفة باسم ولاية راخين، حيث يتم ذبح مسلمي الروهينجا، كما أوقفت جميع مساعدات الأمم المتحدة. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تقدر أن 87 ألف روهينجي هربوا إلى بنجلاديش في الأيام القليلة الماضية، وأن الآلاف ممن فشلوا في الفرار يختبئون في الغابات، كما انتشرت أيضاً تقارير عن قيام الجيش بإحراق جثث لإخفاء الأدلة. وتضيف الكاتبة: «يبدو أن سو تشي ليست أيقونة القرن الحادي والعشرين التي كان الغرب يتصورها، ولا تستحق أن تكون على قائمة النماذج النسائية التي تلهم إحساس العدالة للجميع»، معتبرة أن «صمتها يشير إلى أنها أرادت فقط الديمقراطية وحقوق الإنسان لنوعها وليس الروهينجا، التي تصفهم بالآخرين». واختتمت الكاتبة مقالها: «لا يمكن لسو تشي أن تدعي الحياد تجاه الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا، وبصفتها زعيمة بلدها، فهي متواطئة وهناك العديد من نشطاء حقوق الإنسان الذين يشعرون بالخيانة من قبلها، وأتصور أن هذا يشمل الرؤساء السابقين (ومنهم أوباما) الذين أشادوا بها قبل أن تصل إلى السلطة».;
مشاركة :