تعرف على عادات أهالي جازان في استقبال الحجاج العائدين

  • 9/7/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

توارث أبناء منطقة جازان العديد من العادات والتقاليد والمظاهر القديمة والأهازيج الشعبية المصاحبة لاستقبال الحجاج بعد أداء فريضة الحج. ومن العادات التي مازال الاهالي يحرصون عليها استعداداً لاستقبال الحاج؛ تزيين المنزل حيث كانت النساء قديمًا يقمن بطلاء جدران المنزل بعد تنظيفها بمادة النورة البيضاء أو الجبس في عمل دؤوب ومتواصل في سباق مع الزمن لإنجاز المهمة بوقت كافٍ قبل وصول المحتفى به فرحاً واسبشاراً بمقدمه وما مّن به الله تعالى عليه من قضاء الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي الحنيف، وهن يرددن أجمل الأهازيج الشعبية دون عناء أو مشقة. ومن تلك الأهازيج التي تغرد بها النسوة وهن يقمن بعملهن بإتقان تام، وتعاقب للأدوار في ترتيل الأهازيج بأصوات شجية تتفاعل معها جنبات المنزل وتطرب لها آذان الحاضرات؛ ما يعرف بـ"العَجل" وهو نوع من الأهازيج أخذ مسماه من التعجيل أو استعجال مجيء الحجاج في طريق عودتهم من المشاعر المقدسة بعد تأديتهم لفريضة الحج ، حيث كانت فرحة عودة الحاج قديماً لا تعادلها فرحة بسبب انقطاع أخبارهم عن ذويهم لفترة طويلة. وما يزال أهالي منطقة جازان، حتى وقتنا الحاضر، يحتفون بحجيجهم عند عودتهم وإن اختلفت الطرق والعادات والتقاليد , حيث تستعد أسر الحجاج لاستقبالهم بوضع الزينة على الأبواب والنوافذ وتزيين الجدران بالأعلام والكلمات الترحيبية واستقبالهم في لحظات وصولهم بالزغاريد والألعاب النارية التي تعبر عن الفرحة برجوع الحاج. ويتم تحضير الأواني التي ستقدم بها الضيافة للمهنئين حيث تقدم تلك الأسر التمر وماء زمزم وأصناف الحلويات المختلفة للزوار مع الحلوى الخاصة بهذه المناسبة , وتوزيعها على الأقارب والجيران الذين يبدؤون التوافد على منزل الحاج العائد منذ وصوله للمباركة وتقديم التهنئة له بما مّن الله عليه من إتمام الحج وسلامة الوصول إلى منزله ودياره. ومن العادات التي عرفت منذ قديم الزمن ولازالت بعض القرى والهجر تحرص عليها لتبرز مظاهر التكريم والاحتفاء والفرح بعودة الحاج خاصة عندما يكون الحاج هو رب الأسرة أو صاحب جاه ومكانه بين أفراد قبيلته، أنه يتم تجهيز قعادة الحاج وهي عبارة عن كرسي مصنوع من الخشب والحبال المُعدة من سعف النخيل وأشجار الدوم وأخشاب شجر السدر يقوم شخص متخصص في النجارة وتجميل القعايد بإعدادها لتكون مخصصة لجلوس الحاج العائد من رحلة الحج أثناء استقباله لضيوفه. وتختلف "القعادة" التي يمنع الجلوس عليها حتى عودة الحاج ليكون هو أول شخص يجلس عليها , عن غيرها من القعايد الأخرى من حيث كبر حجمها وارتفاعها وطريقة إعدادها حيث تحظى بعناية خاصة من حيث تصميمها ودهنها وتزيينها واختيار الموقع المناسب لها في صدر مجلس الاستقبال , التي تعدّ باجتماع الأقارب من الرجال وهم يرددون أهازيج وأبيات شعرية تخصص لمثل هذه العادة من عادات استقبال الحاج , ويتم فرش القعادة الكرسي الخشبي بالسجاد والمراتب والمخدات الجديدة وتزيينها بالورد والفل والريحان والكادي والبعيثران وغيرها من النباتات العطرية التي تضفي على المنزل رائحة مميزة تعكس مشاعر الفرح والسعادة والبهجة بعودة الحاج. ويحرص الحجاج على جلب الهدايا التذكارية التي عادة ما يشتريها الحاج في رحلة العودة من مكة المكرمة من السبح والخواتم والمكسرات والصنبران والحمص والحلوى الخاصة به وألعاب الأطفال لتقدم للأقارب والزوار بمختلف أعمارهم عند زيارتهم للحاج في منزله بعد عودته من رحلة الحج التي عادة ما يروي تفاصيلها كل زائر يزوره على حدة في عادة تعكس مدى الألفة والمحبة والتآخي بين أبناء البلدة والمدينة الواحدة بل والوطن بأكمله.

مشاركة :