تختلف كثيرًا العادات والطقوس بين شعوب الدول الإسلامية، حول طريقة التعبير عن الفرحة بالحجيج، سواء في مرحلة الوداع عند السفر، أو الاستقبال عند القدوم. الجزائر يجمع سكان المنطقة التي يقطن فيها الحاجّ بيض الدجاج الذي بحوزتهم، لمدة 15 يومًا قبل توجه الحجاج إلى مكة، ثم يتم سلقه لكي يأخذ الحجاج جزءا منه، إلى الأراضي المقدسة.ويعد أهل الحجيج قبيل ثلاثة أيام من موعد السفر، ما يسمى بـ"الكرامة"، وهي صدقة من طعام كثير يطبخ باللحم، ويدعى إليه الأقارب والجيران، ويعتبر سكان الجنوب هذه العادة الوداع الأول للحاج، ليأتي الوداع الثاني والأخير، حين ينتقل الحجيج إلى المساجد ومنها إلى الحافلات، ثم المطار. سوريا يأخذ الحاج معه بعض الأطعمة كالكشك، والجبن، والسمن البلدي، والزيتون وزيت الزيتون، والزعتر الحلبي، توفيرًا للنفقات وخلال فترة وجوده في مكة، تشرع عائلته بتجهيز الكتابات والرسومات، التي تتحدث عن فضل حج بيت الله، وقبل عودته، يعدّ أهله مآدب طعام من بينها الكباب والمحاشي والمناسف، استعدادًا لاستضافة من سيأتي ويسلم عليه في منزله. اليمن تنصب الأرجوحة أو ما يعرف محليا بـ "المدرهة"، تمثل أحد أبرز المظاهر التقليدية المرتبطة بموسم الحج لسكان مدينة صنعاء القديمة. ويوضع على المدرهة شال أو عمامة الحاج الذكر، أو قماش وخمار امرأة إذا كانت الذاهبة للحج أنثى، وتستمر بعد عودة الحاج من مكة شهرين تقريبًا، يجتمع خلالها الجيران والأهل والأقارب والأصدقاء، "يتدرهون" وينشدون. مصر تعقد الأفراح التي تتخللها جلسات المديح والإنشاد الديني، ويلبس الحاج فيها الثوب الأبيض، ويودّع بصفّ من السيارات، أما السيارة التي تقل الحاج فتعلق عليها الرايات البيضاء. وقبيل عودته من الحج يقوم أهله بـ"دهان" منزلهم، والنقش عليه ببعض الرسومات كالطائرات والسفن، وكتابة بعض آيات القرآن والأبيات الشعرية المعبرة عن الابتهاج بالحجاج.وتجهز بعض العائلات في صعيد مصر، حصاناً مزيناً بزي معين، ويمر الحصان حاملا الحاج على كل منزل بالقرية، ليستقبله الأهل والجيران كما يبادله الأهل والأصدقاء المصافحات والتبريكات، كإحدى العادات المتوارثة. الأردن ويتحول بيت الحاج إلى قِبلة لأهل البلدة، ممن يأتون لتوديعه وطلب الدعاء لهم، وعند عودته يوزع الهدايا للحضور، وغالبًأ ما يكون أبرزها: السبح، ومياه زمزم المباركة. فلسطين ويزين الفلسطينيون بيوت الحجاج وهي عادة ملازمة لأهاليها، ووسيلة لإعلام الجميع بعزم السفر إلى بيت الله الحرام، لأداء مناسك الحج.واعتاد سكانها توديع ذويهم من الحجاج بما يعرف بـ "التحنينة"، وهي تعبير عن حنين وشوق الذاهبين لأداء مناسك الحج، وتقوم على مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم. العراق يزور من ينوي الحج الأهل والأصدقاء وتوديعهم، ويسألهم عن ما يودون أن يدعي لهم به في مكة، وعند العودة يُستقبل الحاجّ العائد بالزغاريد والتهليل والتكبير، وليقوم هو برواية الرحلة وتفاصيلها للحاضرين. إندونيسيا تنتشر طقوس "باسيتنغ"، وهي عادات يؤديها الأقارب والأصدقاء أثناء اجتماعهم لتوديع الحجاج، عبارة عن أعمال من التراث القديم، والمحاضرات الرسمية، تمهد لموسم الحج، يوعظ فيها الحاج، ويوم الوداع، يجتمع أهالي القرية لتوديع حجاجهم في موكب الحجاج القافلين إلى مكة. المملكة اعتاد بعض أهل المدينة ومكة والطائف، إقامة احتفال خاص لكل من أراد الحج لأول مرة، يتضمن زفّ الحاج بعد ارتدائه زي الإحرام، ويتم إلقاء الورود والحلوى عليه، ويقام له حفل على وجبة الغداء.ويتضمن أهازيج شعبية تنتهي بعد صلاة المغرب، كما تقدم للحاج هدية تسمى بلهجة أهل الحجاز "توجيبة"، وهي عبارة عن مبلغ مالي، كنوع من المساعدة.ويُستقبل الحاجّ، عند عودته بأهازيج وأكلات شعبية في احتفالية اسمها يطلق عليها "سرارة"، كما تُؤدى بعض الرقصات الشعبية، ليأتي بعد ذلك دور توزيع هدايا الحج، وكعلامة فارقة، يتم أحيانًا، وضع الحناء على ذقن الحاج، وقدميه.
مشاركة :