وقع لبنان في البركان الذي أجّجه الفساد وأشعله قادة المحاصصة السياسية، ما أوجد البلد المحتل بين مطرقة «الثنائي الشيعي» وسندان «التيار العوني». فلبنان اليوم بلد محتل من الثنائي، ومواطنوه مرغمون على العيش فيه تحت سطوة السلاح وقانون تحالف الميليشيا مع الفساد، إلا أن الأحرار وأصحاب الحق لا يزالون يقاومون هذا الاحتلال لحين الانتصار على الباطل. وفيما يتسيد «حزب الله» والتيار الوطني الحر المحاصصة السياسية والفساد، طالب المتقاعدون العسكريون بحقوقهم، التي شددوا على أنهم لن يملوا حتى الحصول عليها. ونفذ المعتصمون أمس الخميس اعتصاما في ساحة رياض الصلح بعد دعوة من المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام ومشاركة كثيفة من تجمّع «الولاء للوطن»، بالإضافة إلى رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعمًا لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف للجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب.وتم رفع لافتات تندد وتدين المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة والكارثية بالبنوك، ومصرف لبنان. وأجمعت كلمات عدد من المحتجين على «التنديد بالمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا شعبهم ودمّروا البلد بكل مؤسساتها وإداراتها». وحذّر المعتصمون «السلطة من تمييع وتضييع قضيتهم المحقة وصولا إلى تصعيد لا تحمد عقباه». كما طالبوا بأن «يكون سعر صيرفة على دولار 22»، في حين أكد عدد من المحتجين التظاهر أمام مصرف لبنان. واعتبر العميد السابق جورج نادر «أن هذه المطالب محقة، ولا أحد يستطيع التحمّل بعد الآن». يذكر أن عددًا من العسكريين المتقاعدين حاولوا إزالة الأسلاك الشائكة، في مواجهة فرقة مكافحة الشغب، وتوجّه عدد من المعتصمين في رياض الصلح إلى محيط مصرف لبنان، وتمَّ استقدام تعزيزات أمنية إلى محيط المصرف «المركزي» وذلك تحسبًا لأي طارئ.
مشاركة :