عواصم - وكالات: قال جيش النظام السوري إن إسرائيل استهدفت أحد مواقعه في محافظة حماة في وقت مبكر من صباح أمس الخميس، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الموقع ربما يكون مرتبطا بإنتاج أسلحة كيماوية. وذكر بيان للجيش أن الضربة الجوية قتلت جنديين وألحقت أضرارًا مادية قرب مدينة مصياف، وحذر من التداعيات الخطيرة لهذا العمل العدائي على أمن واستقرار المنطقة. وقال المرصد إن الضربة استهدفت منشأة لمركز الدراسات والبحوث العلمية، وهو الهيئة التي تقول واشنطن إنها تصنع الأسلحة الكيماوية في سوريا. وجاءت الضربة في الصباح التالي لإعلان محققين تابعين للأمم المتحدة أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بغاز السارين السام في أبريل. وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية، وفي عام 2013 وعدت بالتخلي عن برنامجها للأسلحة الكيماوية، وتقول دمشق إنها فعلت ذلك. وقال المرصد إن الضربة أصابت أيضًا معسكرًا للجيش بجوار المركز يستخدم في تخزين الصواريخ (أرض أرض)، وأن مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني شوهدوا هناك أكثر من مرة. وامتنعت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن مناقشة تقارير بشأن توجيه ضربة إلى سوريا. وجاءت الأنباء عن الهجوم في الذكرى العاشرة لتدمير إسرائيل مفاعلاً نوويًا في سوريا. من جهة أخرى، وصفت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية أمس تصريحات المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا بأنها «صادمة ومخيبة للآمال»، غداة دعوة الأخير المعارضة إلى الاعتراف بأنها «لم تربح الحرب». وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف نصر الحريري في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول أمس، ونقلت وقائعه قنوات عربية: «هذه التصريحات أقل ما يقال إنها صادمة ومخيبة للآمال»، معتبرًا أن دي ميستورا يدرك «من هو الطرف الذي تعاون إيجابيًا للدفع بالعملية السياسية ويعرف من هو المعرقل»، في إشارة إلى النظام السوري. واعتبر أن «عملية جنيف بهذا الشكل تفقد مصداقيتها؛ لأن الاتجاه الحالي في العملية السياسية يُتلاعب به من بعض الأطراف الدولية، لاسيما روسيا» أبرز حلفاء دمشق. وفي السياق ذاته، أشار المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في تغريدة على موقع «تويتر» إلى أن «تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي». وتأتي مواقف الهيئة العليا للمفاوضات غداة تأكيد دي ميستورا أنه «لا يمكن لأحد الآن أن يقول إنه ربح الحرب» في سوريا. وسأل في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في جنيف «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتوحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟». وأضاف «هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة، أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟»، وحملت الهيئة العليا للمفاوضات، على لسان الحريري، على «صمت المجتمع الدولي وهذا الدعم المفتوح والظاهر للنظام من قبل حلفائه، سواء كانت إيران أو روسيا». وقال الحريري إن ذلك «لا ينبغي أن يسوغ للمبعوث الخاص أن يتخلى عن التزاماته السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوري، في تبني عملية سياسية حقيقية وفعالة هدفها وأهمها الوصول إلى حل سياسي حقيقي (...) بدءًا برحيل بشار الأسد» عند بدء المرحلة الانتقالية.
مشاركة :