أعلن الجيش السوري أن طائرات إسرائيلية أغارت فجر اليوم (الخميس) على أحد مواقعه العسكرية قرب بلدة مصياف في محافظة حماة، ما أدى إلى مقتل جنديين، في حين ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية ولبنانية أن الغارة استهدفت مصنعاً لانتاج الصواريخ والأسلحة الكيماوية. ونقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) عن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» قولها في بيان إن «طيران العدو الاسرائيلي أقدم عند الساعة 2 و42 دقيقة فجر اليوم على إطلاق صواريخ عدة من الأجواء اللبنانية استهدف أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مصياف ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واستشهاد عنصرين في الموقع». وفيما رفض الجيش الإسرائيلي تأكيد الغارة أو نفيها، والتي تتزامن مع اجرائه مناورات عسكرية تعتبر الأكبر منذ 19 عاماً وتحاكي حرباً مع «حزب الله»، قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية إن الغارة «استهدفت مركزاً للدراسات والأبحاث العلمية يعمل على تطوير أسلحة كيماوية»، ونقلت عن حسابات سورية في مواقع التواصل الاجتماعي وقوع 3 إصابات. وذكرت صحف لبنانية ان «وسائل إعلام اسرائيلية أعلنت أن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت فجرا مصنع أسلحة كيماوية في منطقة مصياف بالقرب من حماة في سورية». وأوضحت أن «لبنانيين ذكروا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أنهم سمعوا فجر اليوم اصوات طائرات حربية مرت فوق لبنان على علو منخفض بالتزامن مع استهداف الموقع في سورية». ونقل موقع «عرب 48» الفلسطيني كلاماً للمحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، قال فيه إن «المركز المشار إليه هو مركز لتطوير الوسائل القتالية وانتاج الصواريخ، استناداً إلى معلومات مصدرها كوريا الشمالية وإيران، تنقل إلى حزب الله منها صواريخ أس 60». ولفت إلى أن إسرائيل «كانت حذرت من أنها لن تتساهل مع إقامة مصانع لإنتاج أسلحة دقيقة لحزب الله». ووصف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب عاموس يدلين، الغارة بأنها «غير عادية»، محذراً من إمكان رد سوري أو إيراني أو من «حزب الله». ونقل «عرب 48» تغريدات ليدلين في «تويتر» قال فيها إن «الهجوم هذه الليلة ليس عادياً. الحديث يدور عن مركزي عسكري – علمي سوري يطورون ويصنعون فيه، بين أمور أخرى، صواريخ دقيقة، وستكون مشاركتها مهمة في الحرب المقبلة». وأضاف: «أن المصنع في المصياف الذي تمت مهاجمته ينتج أسلحة كيماوية وبراميل متفجرة قتلت آلاف المواطنين السوريين. إذا كان الهجوم إسرائيلياً فعلاً، فإنه يعني أنه يوجد أخيراً رد أخلاقي إسرائيلي على المجزرة في سورية». وأشار يدلين إلى أن هذه الغارة تنطوي على «ثلاث رسائل مهمة: أن إسرائيل لا تسمح بتعاظم القوة وصنع سلاح إستراتيجي؛ توقيت الهجوم في وقت تتجاهل فيه الدول العظمى الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل؛ وجود الدفاعات الجوية الروسية لا تمنع نشاطاً منسوباً لإسرائيل في سورية». وختم يدلين قائلاً: «ثمة أهمية كبيرة الآن بالتركيز على مراقبة التصعيد والاستعداد لرد فعل من جانب سورية، إيران، حزب الله وربما خطوات احتجاجية روسية أيضاً».
مشاركة :