محللون لـ«البيان»: الدوحة تستنفر لحماية الإرهاب في غرب أفريقيا

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واجهت زيارة تميم بن حمد لبعض دول غرب أفريقيا الأسبوع الماضي انتقادات حادة من محللين وسياسيين مهتمين بشأن المنطقة، الذين اعتبروها تأتي في إطار جهد قطري متصل منذ أعوام لدعم جماعات التطرف والتشدد في القارة السمراء. وزار تميم خلال الأيام الماضية مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال. وقال الخبير السنغالي جالو سك في اتصال مع «البيان» إن «عدة أوساط سنغالية لديها شكوك وريبة حيال أهداف هذه الزيارة وما تخطط له الدوحة مستقبلاً»، مؤكداً أن «النظام القطري لا يحل في مكان إلا وجلب معه الإرهاب والتطرف، فبدلاً من أن يساهم في جهود التنمية والدعم الإنساني يقوم بإنشاء ميليشيات موالية له تزعزع الاستقرار وتنشر الفوضى ولنا في ليبيا وسوريا واليمن خير شاهد على ذلك». ويضيف الخبير جالو سك أنه يخشى أن تتعرض مصالح بلاده للخطر لو وطدت الحكومة السنغالية علاقاتها أكثر بالنظام القطري وسمحت له بالتغلغل في البلاد تحت عناوين إنسانية وخيرية مزيفة لم يعد يخفى على أحد أغراضها الخفية. إفشال قوة الساحل من جانبه، قال رئيس حزب العدالة الديمقراطي الموريتاني محمد الأمين ولد البان في تصريح لـ«البيان» إن زيارة تميم إلى مالي في هذا التوقيت لها غرض أساسي وحيد غير معلن وهو محاولة قطرية بائسة لإفشال قوة الساحل المدعومة من السعودية والإمارات والمجتمع الدولي. وشدد على أن الزيارة جاءت مباشرة بعد أن استُكملت الاستعدادات لانطلاق هذه القوة. وأضاف أن قطر بدأت تستنفر قواها لحماية الجماعات المتطرفة بعدما شعرت بجدية المجتمع الدولي في القضاء عليها حيث شاركت دول عديدة بينها السعودية والإمارات في تمويل قوة الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهاب، ولم يستبعد ولد البان أن يكون من أهداف قطر أيضاً إزعاج موريتانيا من خاصرتها الرخوة المتمثلة في حدودها الطويلة مع مالي وذلك بتنشيط هجمات الإرهابيين مرة أخرى بعد أن تمكن الجيش الموريتاني من صدها، وتسعى قطر من وراء ذلك للانتقام من موريتانيا لقطعها العلاقات مع قطر ووقوفها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. تورط قطري وكانت صحف فرنسية قد نشرت، قبل أعوام، تقارير قدمتها الاستخبارات العسكرية إلى رئيس أركان الجيوش الفرنسية أكدت أن أكثر من حركة في مالي تستفيد من الدعم المالي القطري، سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك. وهو الاتهام ذاته الذي وجهه عمدة مدينة غاو في شمال مالي سادو ديالو للنظام القطري، حيث أوضح أن من بين المستفيدين من هذه المساعدات القطرية على وجه التحديد، حركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا، التي تعتمد أيضاً في مصادر تمويلها على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف. دعم مالي كما أكدت صحيفة «لوكانار أنشينيه» الفرنسية، مؤخراً، على أن «حركة أنصار الدين» التابعة لـ«القاعدة» وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا والانفصاليين الطوارق، يتلقون دعماً مالياً من قطر بحجة المساعدات والغذاء والتي كانت تهبط في مطارات «غاو» و«تمبكتو» في مالي لتصل إلى أيادي المتطرفين والإرهابيين. ترحيب مفقود يؤكد مراقبون أن زيارة تميم لمالي لم تكن محل ترحيب من النخب المالية التي ما زالت تستحضر الفظائع التي ارتكبها الإرهابيون ضد بلادهم مدعومين بأموال قطرية وسلاح قطري. ويستبعد هؤلاء المراقبون أن يجد النظام القطري موطئ قدم له في مالي، حيث لا يزال جرح الإرهاب القطري ينزف ولا تزال المواجهات مستمرة حتى اللحظة بين الجيش المالي وعصابات مدعومة من الدوحة تتمرس في الصحراء الشاسعة والوعرة شمال البلاد.

مشاركة :