الحزب الحاكم يعيد هيكلة الإعلام السوداني لإخضاعه قبل الانتخابات

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

التغييرات تشمل مديري المؤسسات الإعلامية ومجالس إداراتها، إضافة إلى أسماء جديدة في الإدارات التي تتبع قطاع الإعلام داخل الحزب الحاكم.العرب  [نُشر في 2017/09/08، العدد: 10745، ص(18)]إعادة تنظيم الإعلام تعني قيود جديدة الخرطوم – يعمل الحزب الحاكم في السودان على إعادة هيكلة شاملة لقطاع الإعلام الحكومي في البلاد، لتهيئته للانتخابات العامة في 2020. وقد بدأت المشاورات داخل حزب المؤتمر الوطني، حول عملية إحلال وإبدال واسعة ستطال جميع أجهزة الإعلام الحكومية، وأفادت مصادر مطلعة بأن الحزب بعد أن رفع أمانة الإعلام إلى قطاع أوكل رئاسته إلى وزير الموارد المائية والري والكهرباء معتز موسى في أغسطس الماضي، بدأ في دراسة تغييرات وإعادة هيكلة لأجهزة الإعلام التابعة للدولة والتي تشمل تلفزيون السودان والإذاعة القومية ووكالة السودان للأنباء (سونا) وقناة الشروق الفضائية وصحيفة “الرأي العام”. وتشمل التغييرات مديري المؤسسات الإعلامية ومجالس إداراتها، إضافة إلى أسماء جديدة في الإدارات التي تتبع قطاع الإعلام داخل الحزب الحاكم، مثل دائرة الصحافة ودائرة النشر الإلكتروني. وذكرت وسائل الإعلام السودانية المحلية، أن المؤتمر الوطني بدأ بالفعل مشاورات لاختيار قيادات جديدة لهذه المؤسسات، وأمامه الآن العديد من الترشيحات التي يجري عليها عملية التعديل. وأكدت أن الرئيس عمر البشير ونائبه الأول بكري حسن صالح، أعلنا أكثر من مرة عن عدم رضا قيادة الدولة عن الأداء داخل مؤسسات الحكومة الإعلامية. ونقلت تقارير إخبارية عنهما أن “الإعلام الحكومي في الفترة الماضية يتحرك بعيدا عن الدولة ولا يستطيع عكس مبادرات مثل الإصلاح وجمع السلاح”. وأشارت إلى بروز مشاكل داخل المؤسسات الإعلامية ما انعكس سلباً على أدائها، فضلا عن تباينات في الشأن الإعلامي بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، ظهرت إلى العلن وباتت معروفة للجميع. وأوضحت المصادر أن مشاكل مثل غياب “الرؤية المركزية” بدت جلية في قيام مؤسسات إعلامية بديلة للمؤسسات الحكومية على غرار إذاعة “بلادي”، وأضافت أن “التغييرات ستطال جميع مؤسسات الإعلام التابعة للحكومة، إذ أن قيادة الدولة والحزب مهتمة بالإعلام من واقع اقتراب انتخابات عام 2020”. وتبدو هذه الخطوة استباقية لقطع الطريق على الصحافيين ووسائل الإعلام السودانية المستقلة التي قاطعت الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2015، حيث اتهمت منظمة العفو الدولية “أمنستي” جهاز الأمن والمخابرات السوداني بشن حملة قمعية غير مسبوقة على وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، قبيل الانتخابات العامة. وأشار تقرير أمنستي إلى الحادثة النادرة بمصادرة عملاء جهاز الأمن لنسخ 14 صحيفة في يوم واحد في 16 فبراير 2015، دون أي مبرر قانوني. ويبدي المسؤولون السودانيون حرصا شديدا على ما يسمونه التحدي الإعلامي قبل الانتخابات عام 2020، حيث أكد رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني معتز موسى جاهزية القطاع لخطة الألف يوم لخوض انتخابات 2020 مبيّنا أن التحدي القادم هو تحد إعلامي.

مشاركة :