•بصراحته وشفافيته المعهودة وضع خادم الحرمين الشريفين النقاط فوق الحروف في أهم قضية ( تشغل) و(تشعل) المنطقة بأسرها هذه الأيام ، ألا وهي قضية ( الإرهاب ) الذي بات يحيط بالمنطقة إحاطة السوار بالمعصم، سواء كان إرهاب الدولة الذي ترعاه وتتفنن فيه إسرائيل ، أو إرهاب الجماعات المتطرفة التي أضحت تتوالد كالأرانب ( داعش ، القاعدة ، النصرة ) والحبل على الجرار ! . وسأتوقف تحديداً عندما توجه حفظه الله إلى الدعاة والعلماء بالقول : "فيكم كسل وفيكم صمت " ..وهي كلمات صادقة لا تمثل اتهاماً لأحد بعينه بقدر ما تجسد تشخيص قائد حكيم، يدرك حجم المخاطر المحدقة بالمنطقة.. وغيرة قائد مسلم يعرف دور الدين الحق في مكافحة هذه الشرور والأخطار . • بالطبع .. لم يكن خطاب الملك موجهاً لكل من تسمى باسم " عالم " أو" شيخ" أو" داعية" .. بل قصد المعتدلين منهم ، أولئك الذين طلب منهم طرد الصمت والكسل والتشاغل ،لأنه يدرك أن هذا التشاغل والتكاسل هو ما منح الفرصة لقادة التطرف لاختطاف المشهد كله .. والإمساك بخيوط اللعبة ،فصاروا هم من يحركون دمى الإرهاب ، ويوجهونها حسب أهدافهم ومصالحهم . • من يرفضون الإسلام المعتدل عليهم أن يقبلوا بتيارات التشدد والعنف .. هذه أبسط قواعد اللعبة القديمة الحديثة .. ومن صمتوا لسبب أو لآخر عن محاربة التشدد و ترويج قيم التسامح والتفاهم والحوار ، وتقديم الأنموذج الإسلامي الجميل، والهوية الوطنية الإسلامية المشرقة ، لا شك أنهم يتحملون جزءاً من مسئولية المشهد الحالي .. فكرة الثلج التي تكبر يوماً بعد يوم، وحمى القتل التي تسبب فيها قطار التشدد الذي يستقطب يومياً المزيد من الشباب فاقدي الهوية ، ما كانت ستصل لهذا الحجم المخيف لولا تكاسل وصمت رموز الإسلام المعتدل وتخليهم عن أدوارهم كمرجعية رشيدة من أهم وظائفها حماية المجتمع ، وإصلاح مساره وكشف عوار كل حركات الإسلام السياسي التي دخلت في سباق محموم هدفه السيطرة على عقول الشباب وتجنيد أكبر عدد منهم خدمة لمصالحهم الدنيوية. •حماية النفس البشرية وإعمار الأرض من أعظم واجبات الدين الحق .. و من أوجب مهام الدعاة والمؤسسات الدينية أن تعيد صياغة أدوارها اعتماداً على مستجدات الأحداث ... كما أن من أوجب مهامها اليوم وفي ظل ماتشهده المنطقة من ظروف أن تكون جزءاً أصيلاً من شبكة العمل الوطني والاجتماعي لزرع بذور التسامح واللاعنف في المجتمع، وعدم الاستغراق في الأعمال والمناشط السياسية .. فالدين مرجعية روحية لكل الناس وليس أيديولوجيا وأحزاباً سياسية تتحرك وفقاً لأطماع ومصالح ضيقة. • لا أريد التعمق في بحث أسباب الصمت والتكاسل عن التصدي للتشدد وتيارات التكفير والإرهاب.. لكن الإحصاءات التي تزداد كل يوم في أعداد المتجهين نحو جماعات التكفير وقطع الرؤوس ، أو تلك التي تتزايد أيضاً في الاتجاه المعاكس نحو الإلحاد وكراهة الدين ، توجب علينا جميعاً الشعور بأكثر من الفزع ، والنهوض بمهامنا كل فيما يخصه للدفاع عن الوجه المضيء للإسلام ، لا أن ننسحب صامتين متكاسلين ثم نتساءل ببلادة : من أين يأتي كل هذا الإرهاب والإلحاد ؟! m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :