“الداخلية” تصطاد الإرهابيين والمتسترين بـ“الضربات الاستباقية”

  • 8/6/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

«الضربات الاستباقية» تمثل قمة النجاح للجهود الأمنية المتوالية التي أدّت إلى حصار الإرهاب وتجفيف منابعه. وشهدت المملكة خلال الفترة من 2003 وحتى 2009 نحو 38 ضربة استباقية تنوعت بين ضبط خلايا إرهابية وأعداد من المطلوبين أمنيًّا بمداهمة أوكارهم وضبط الأسلحة والذخائر والأموال التي بحوزتهم، والوسائط الإلكترونية التي تستخدم كأدوات لتمويلهم، والقبض على من يؤويهم أو يتستر عليهم، بمن فيهم مراجعهم الدينية الذين يحضونهم على الفكر التكفيري، ويستفتونهم فيما يقدمون عليه من أعمال إرهابية. ويتحدث العميد الدكتور نايف بن محمد المرواني الباحث الأمني في الحلقة الأخيرة عن الضربات الاستباقية وهي ما تعرف بتدابير الأمن الوقائي، لأنها تهدف إلى حفظ الأمن والسكينة للمواطنين بمنع وقـوع الجريمة، وتعرف أيضًا بالتدابير الاحترازية الوقائية أو العلاجية لمكافحة الجريمة، قبل وقوعها. وتنفيذ الضربات الإستباقية، يقتضي توفر القدر المناسب من المعلومات، لأنها هي خط الدفاع الأول عند وقوع العمليات الإرهابية، والتعامل مع الإرهابيين يتوقف على درجة النجاح التي يحققها جهاز الأمن في معرفة المعلومات الكافية، وفي الوقت المناسب، إلى جانب عنصر المفاجأة والتنبؤ. ويمكن القول أن الضربات الإستباقية، هي أكثر وسائل المكافحة أهمية، وهي السبيل لتفادي الخسائر المحتملة، مقارنة بالعمليات الأخرى التي تنفذها الأجهزة الأمنية وتتسم بالمواجهة الحقيقية مع الإرهابيين، وما تحمله من مخاطر في الأرواح والممتلكات. وقد انتهجت الأجهزة الأمنية السعودية أسلوب وطريقة الضربات الاستباقية، كإجراءات أمنية وقائية تهدف إلى ضبط الإرهابيين، وما يمتلكونه من أسلحة ووسائط إلكترونية تستخدم كأدوات في التمويل سواء بتقديم الأموال عبر شبكة الإنترنت، أو تقديم وتبادل المعلومات والخبرات ذات الصلة بالأعمال الإرهابية. عدد الضربات الاستباقية وكانت الضربات الاستباقية في المواقع التالية: ** مكة المكرمةإحباط عملية إرهابية جاهزة للتنفيذ ومقتل اثنين من العناصر الإرهابية، وقد ضُبط بحيازتهم وسائط إلكترونية، وحاسبات آلية، وأجهزة اتصال.4/11/2003م ** الرياض داهمت قوات الأمن فيلا بحي الفيحاء بالرياض أدت لمقتل أحد الإرهابيين، وضُبط بحيازتهم أسلحة، ووسائط إلكترونية، وآلات تصوير .12/4/2004م ** الرياضداهمت قوات الأمن أحد أوكار الفئة الضالة بحي الملك فهد بالرياض نتج عنها مقتل ثلاثة منهم وإصابة ثلاثة آخرين، ووُجد بموقعهم أجهزة حاسب آلي، ووسائل اتصال، وآلات تصوير، ومقتنيات أخرى.20/7/2004م ** القصيم حاصرت قوات الأمن أحد معاقل الإرهابيين بمحافظة الرس بالقصيم لمدة ثلاثة أيام نتج عنها مقتل (15) فردًا من الفئة الضالة، وقد وُجد بحيازتهم أسلحة وذخائر، وأجهزة حاسب آلي، ووسائط إلكترونية. 6/4/2005م ** المدينة المنورة ألقت قوات الأمن القبض على (9) من المنتمين للفئة الضالة في أكبر مواجهة أمنية بالمدينة المنورة، وقد ضُبط بحيازتهم أسلحة، ومعدات تزوير، وأجهزة اتصال، ومقتنيات أخرى. 18/8/2005م ** الرياضالقبض على أربعة من المواطنين ومقيم، ووجد بحيازتهم تجهيزات متكاملة لتزوير الوثائق ومعمل لتصنيع المواد المتفجرة، ووسائط إلكترونية تشتمل على مخططات إجرامية لتنفيذ اعتداءات آثمة داخل المملكة. 16/1/2006م ** الرياضداهمت قوات الأمن إحدى الاستراحات وقتلت (5) من عناصر الجماعات المتطرفة والقبض على أحد المشتبه به.. وضبط بموقعهم أجهزة حاسب آلي بملحقاتها وأجهزة اتصال وجوالات، وكميات من الأشرطة والمواد المصورة تحتوي توثيقًا للعديد من أنشطتهم ومواد أخرى لم يُفصح عنها لدواعي أمنية؟ وعُثر على كميات من الوثائق والخرائط والمستندات، ومبلغ من المال يقارب مئتي ألف ريال .27/2/2006م ** مكة المكرمة، والمدينة المنورة والقصيم، والمنطقة الشرقية وعسير القبض على (32) فردًا من عناصر الجماعات المتطرفة من المواطنين والمقيمين في عمليات متزامنة تربطهم علاقة ببعضهم، وُجد بحيازتهم كميات من الأسلحة والوثائق والأجهزة الإلكترونية ومقتنيات أخرى.29/3/2006م ** الرياضتم ضبط خمسة من العناصر المتطرفة لهم صلة بخلية إرهابية، وضُبط بحيازتهم أسلحة، وذخائر متنوعة، وأجهزة اتصال، وآلات تصوير وتوثيق، وجهاز حاسب آلي.18/4/2006م ** الرياض، ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية والحدود الشمالية، والجوف القبض على (43) من المتورطين في أنشطة إرهابية، ضُبط بحيازتهم أسلحة وذخائر وحاسبات آلية، ووسائط تخزين إلكترونية، وأجهزة اتصال، بالإضافة إلى موقع مجهز للتصوير بكامل معداته. 24/6/2006م ** مكة المكرمة، والمدينة المنورة والرياض، وجدة ضبطت السلطات الأمنية (34) شخصًا لانتمائهم للفئـة الضالة، ووُجد بحيازتهم أسلحة ومتفجرات محلية الصنع وأجهزة اتصال ووثائق ومستندات.26/8/2006م ** الرياض، ومكة المكرمة وجازان، والجوف، وحائل والمدينة المنورة، والقصيم والمنطقة الشرقية القبض على (136) فردًا يُشتبه في انتمائهم لخلايا إرهابية، وضُبط بحيازتهم أسلحة وأموال بعملات مختلفة ووثائق ووسائل اتصال وأجهزة حواسيب ووسائط إلكترونية.2/12/2006م ** مناطق مختلفة في المملكة قامت قوات الأمن بالقبض على (172) شخص لانتمائهم لخلايا إرهابية متعددة وضُبط بحيازتهم أسلحة متنوعة وأموال ووسائل اتصال وأجهزة حاسب آلي ووسائط إلكترونية.28/4/2007م ** مناطق مختلفة في المملكة أعلنت وزارة الداخلية عن القبض على (250) إرهابيًا في عمليات متتابعة ومداهمة متزامنة، وضُبط بحيازتهم أسلحة وذخائر، وأجهزة حاسب آلي، ووثائق ووسائط إلكترونية.25/6/2008م ** مناطق مختلفة في المملكةأعلنت وزارة الداخلية عن القبض على (44) مطلوبًا من أخطر المطلوبين أمنيًا وممن لهم انتماء للفئة الضالة، ومعظمهم من الحاصلين على مؤهلات علمية عالية في المجال التقني، وقد وُجد بحيازتهم أجهزة حاسب آلي وأجهزة اتصال ومقتنيات أخرى.19/8/2009م ضبط العناصر المتطرفة يتضح من ذلك الضربات الاستباقية أسفرت عن القبض على عديد من العناصر المتطرفة ممن تتوفر عنهم معلومات باعتناق الفكر الإرهابي، في مناطق مختلفة من البلاد، بلغ عددها (15) ضربة استباقية منها ما هو متزامن ومنفرد. ووُجد بحيازة المقبوض عليهم وسائط إلكترونية تُستخدم لتصنيع الأسلحة والتواصل فيما بينهم، وبرامجهم المعدة سلفًا لتنفيذ العمليات الإرهابية من حيث الزمان والمكان والأسلوب، واستخدامها أيضًا كمصدر رئيس للتمويل سواء بالمال أو الأفكار أو الدعم العيني، ولم تخل أي حالة من حالات الضربات الاستباقية من وجود وسائط إلكترونية وأجهزة حاسب متنوعة ومتعددة الأغراض. ويأتي اقتناء العناصر المتطرفة للوسائط الإلكترونية ليقينهم بالدور الذي تلعبه في مسار العمليات الإرهابية والدعم والتمويل، كون التمويل عبر شبكة الإنترنت يتميز بخصائص فريدة (أشرنا إليها في ثنايا الدراسة)، ممّا حدا بالجماعات المتطرفة إلى الاهتمام بتوظيف وتجنيد عناصر متخصصة في المجال الفني لاستخدام الوسائط الإلكترونية وشبكة الإنترنت، وهذا ما أكدته نتائج الضربات الإستباقية المنفذة بالتزامن في مناطق المملكة العربية السعودية بتاريخ 19/8/2009م والمنوه عنها أعلاه بالفقرة (15) من الجدول رقم (3). مركز مكافحة الإرهاب ويتطرق الباحث إلى الاقتراح السعودي بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.. و تم هذا الاقتراح عند عقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض، خلال الفترة من 5-8/2/2005م ويأتي تنظيمه بدعوة من المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر في إطار أهميتها الجيوسياسية ودورها ككيان فاعل مؤثر في محيطها الإقليمي . وقد شارك في هذا المؤتمر أكثر من خمسين دوله،ليمثل في ذات الوقت ردًا على الاتهامات الموجهة إلى المملكة، وتوضيحًا لمواقف الدولة السعودية ورؤيتها للإرهاب. فالاستجابة الدولية الكبيرة للدعوة السعودية لعقد هذا المؤتمر؛ تكتسي أهمية بالغة كعنصر يقف إلى جانب المملكة، في تصديها للاتهامات المتعددة التي تحاول أن تربط بين الإرهاب والإسلام. كما أن تنظيم هذا المؤتمر قد مكَّن المملكة من فرصة هامة لدعم دورها كعنصر فاعل ومؤثر في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، عبر إبرازها لحقيقة إرادتها في مكافحة الإرهاب، لاسيما وأن المملكة تعرضت إلى أشكال مختلفة من الإرهاب، الذي يمارس عبر وجود خلايا مسلحة تنتمي إلى جماعات إرهابية متطرفة على أراضيها. ولعل أهم أثر بالنسبة للمملكة خلفه هذا المؤتمر هو إحدى التوصيات التي تبناها، والتي تضمنت تصحيحًا لصورة الإسلام، عبر الدعوة إلى عدم الربط بينه وبين الأعمال الإرهابية التي ترتكبها بعض الجماعات المتطرفة والتي تحسب على الإسلام. وتتجلى الأهمية الكبرى للمؤتمر، بالنسبة للمجتمع الدولي، من خلال النتائج والتوصيات التي تم التوصل إليها، والتي من أهمها تبني الاقتراح السعودي بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال بهدف تطوير آليات تبادل المعلومات والخبرات بين الدول، وربط المراكز المختصة بقاعدة بيانات يمكن تحديثها باستمرار، ذلك أن مكافحة الإرهاب وتمويله هي مسؤولية مشتركه تتطلب أعلى درجات التنسيق والتعاون بين الدول، والاستعداد الكامل لتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية بين الأجهزة المختصة. وقد أسفر المؤتمر عن عديد من التوصيات تتعلق ببحث ودراسة الجوانب التالية: - جذور الإرهاب وتمويله وثقافة فكره. - العلاقة بين الإرهاب وغسل الأموال والأسلحة وتهريب المخدرات. - الخبرات والدروس المستفادة من محاربة الإرهاب. - التنظيمات الإرهابية وتشكيلاتها.

مشاركة :