سقوط «ملك تهريب» النفط في غرب ليبيا يربك حسابات الجماعات المسلحة

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فهمي بن خليفة كما ظهر على صفحة قوة الردع الخاصة الليبية على «فيسبوك». طرابلس: عبد الستار حتيتة* يقوم بتهريب المحروقات ويشمل نشاطه كذلك المخدرات والخمور. * منذ أكثر من شهر، ذكرت صحف في مالطة أنه يملك شركة مع شريكين آخرين، وسفينة في مالطة. أدى القبض على فهمي بن خليفة، الرجل المعروف بملك تهريب النفط في غرب ليبيا، في يد سلطات الأمن، إلى إرباك حسابات الجماعات المسلحة، حيث تشمل التحقيقات الليبية مع بن خليفة، الذي جرى ذكر اسمه في تقارير الأمم المتحدة، العلاقات المتشابكة بمراكب الهجرة غير الشرعية وتمويل تحركات المتسللين عبر الحدود التونسية. وقامت قوة الرد الخاصة، في العاصمة طرابلس، وهي قوة محسوبة على المجلس الرئاسي الذي يرأسه فايز السراج، بالقبض على بن خليفة، البالغ من العمر 48 عاما، يوم 29 أغسطس (آب)، حيث قالت المصادر الأمنية إنه يشتهر في مدينة زوارة بمنطقة غرب العاصمة، بلقب «ملك التهريب». ومن جانبها، وصفته قوة الردع الخاصة على صفحتها على «فيسبوك» بأنه من أكبر المهربين عبر البحر، وقالت إنه يمتلك ناقلات يستعملها في تهريب المحروقات، كما يعتبر من الناشطين الكبار في إرسال قوارب الموت عبر شواطئ المدن الواقعة غرب طرابلس مثل زوارة وصبراتة. وذكرت أيضا أن نشاط الرجل يشتمل كذلك تهريب المخدرات والخمور. وفي أول رد فعل من جانب الجماعات الخارجة عن القانون والتي تعمل على شواطئ البحر بين طرابلس والحدود الليبية التونسية، قالت المصادر الأمنية إن غالبية تلك الجماعات، بما فيها الجماعات المتطرفة، قللت من نشاطها بشكل مفاجئ عقب القبض على بن خليفة ذي الأصول الأمازيغية، إلى جانب ارتباك في نشاط الهجرة غير الشرعية. وبعد يوم واحد من توقيف بن خليفة واحتجازه قيد التحقيق في طرابلس، رصدت الأجهزة الأمنية تجمعا لعدد من الشركاء والأتباع في نشاط التهريب، في منزل أحد كبار التجار في زوارة. وقال مسؤول أمني: «يبدو أنهم ينتظرون ما ستسفر عنه التحقيقات. الكثير من الجرافات (الناقلات البحرية الصغيرة) توقفت عن الحركة. الجرافات التي توجهت للشواطئ التونسية لم ترجع، والجرافات الراسية في موانئ زوارة وصبراتة لم تتحرك». وكان اسم بن خليفة، وقضية التهريب من الشواطئ الليبية، قد وردت جميعا في تقرير للأمم المتحدة يتحدث عن علاقات مع شركات في البحر المتوسط منها شركة من مالطة، بالإضافة إلى شركات ليبية أخرى تعمل في تقديم خدمات في مجال النفط والغاز، حيث أكد التقرير الأممي أن تهريب الوقود أدى إلى ارتفاع الأسعار في السوق السوداء في ليبيا، وأنه يعد من المصادر الهامة لتمويل الجماعات المسلحة والشبكات الإجرامية في تلك المنطقة التي تعد هشة أمنيا. وكان أول ذكر صريح وعلى مستوى دولي، حول بن خليفة، قد ورد في تقرير لفريق الخبراء بالأمم المتحدة حول ليبيا، والذي أحيل لمجلس الأمن في مثل هذا الوقت من العام الماضي، ووصفه التقرير بأنه «المسؤول الأول عن أنشطة التهريب»، واتهم التقرير أيضا السلطات المالطية بالتورط في أنشطة بن خليفة. وقال إنها كانت على علم بأعمال واحدة من شركاته. كما تحدث تقرير خبراء الأمم المتحدة عن أن الرجل يمتلك سفن «بسبوسة ستار» و«سي ماستر إكس». واسما السفينتين وردا ضمن قائمة لتعقب الناقلات البحرية التي تدور حولها شكوك في البحر المتوسط، خاصة فيما يتعلق بنظام تعريف التتبع الآلي للسفن. ومن جانبها، قالت قوة الردع الخاصة التي تولت توقيف بن خليفة إنها تشتبه في جنيه أموالا طائلة من نشاطه على شواطئ غرب طرابلس، وإنه جمع معلومات عن ثروته، في مالطة وتركيا. وأضافت أن ما أثار الانتباه إلى نشاط بن خليفة، محليا ودوليا، مزاعم عن قيامه أخيرا ببناء قرية سياحية ضخمة في مدينة زوارة. وعلى الصعيد نفسه، نفت مصادر محلية على علاقة ببن خليفة، التهم الموجهة إليه، وقالت لـ«المجلة» إن القبض عليه يرجع لأسباب سياسية، وأضافت: «يوجد تنافس محموم على النفوذ في المنطقة، والقوات التي قامت بتوقيفه واحتجازه لجأت إلى ذلك بعد أن فشلت في كسب تعاونه أو إخضاعه لأهدافها». وأضاف أحد أقاربه: «كل أنشطة بن خليفة قانونية، وشركاته مسجلة رسميا في دواوين طرابلس، وكان يعتزم إقامة مجمع تجاري كبير بالمنطقة». وكان الرجل أمضى في سجون القذافي 15 عاما، ضمن تهم تتعلق بأنشطة غير قانونية، وهرب من زنزانته عقب فتح أبواب السجون، أثناء الانتفاضة المسلحة في 2011. وانخرط بن خليفة في «الثورة» ضد القذافي انطلاقا من مدينة زوارة، وتحول سريعا إلى أحد نجوم منطقة غرب طرابلس ممن يشار إليهم بالبنان، إلا أن ظهوره في الأوساط العامة ظل يتراجع، مع تزايد نشاطه الاقتصادي المثير للريبة، وفقا للمصادر الأمنية. وبدأ اللغط يدور حول بن خليفة، منذ أكثر من شهر، بعد أن ذكرت صحف في مالطة أنه يملك شركة مع شريكين آخرين، وسفينة في مالطة، وأن نشاطه يتركز في مدينة زوارة وعبر مينائها الذي قالت إن نفوذ الرجل تعاظم حد تسميته لميناء المدينة باسمه. وظهر بن خليفة في صور على صفحة قوة الردع الخاصة على «فيسبوك» مرتديا لباس السجن وحليق الرأس والوجه. ووصفته بأنه أحد أكبر مهربي الوقود والمنتجات الهيدروكربونية في ليبيا وفي البحر المتوسط، ويملك شبكات ووسائل متعددة للنقل، وكان يعمل على بناء قرية سياحية في مدينة زوارة. ومن مظاهر الارتباك الذي تسبب فيه توقيف بن خليفة، قيام قوة الردع الخاصة باحتجاز ناقلة نفط على متنها 20 شخصا يحملون جنسية الفلبين كانت راسية قبالة سواحل زوارة، حيث قال بيان لقوة الردع إن الناقلة تم ضبطها واقتيادها إلى ميناء طرابلس، والتحفظ على طاقمها واستجوابهم. وزعمت صحيفة «مالطة توداي» في عدد يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، عن امتلاك بن خليفة استثمارات من بينها شركة «إيه دي جي تريدنج» في مالطة بالإضافة إلى صلات له بمسؤولين في مالطة، ورجال أعمال آخرين بينهم عرب. ويقول نص بيان قوة الردع الليبية: «في عملية أمنية معقدّة وبفضل من الله عز وجل تمكنت قوة الردع الخاصة من إلقاء القبض على أحد كبار مهربي المحروقات والمتلاعبين بقوت الليبيين والشهير بـــ(ملك التهريب) المدعو فهمي سليم موسى بن خليفة من مدينة زوارة ويعتبر المذكور من أكبر المهربين عبر البحر ويمتلك نواقل يستعملها في تهريب المحروقات، كما يعتبر نشطا جداً في إرسال قوارب الموت عبر شواطئ زوارة وصبراتة (الهجرة غير الشرعية) ناهيك عن تهريب المخدرات والخمور». ويضيف: «زاد نشاط المشبوه حتى أصبح يُلقب بملك التهريب، كما استطاع شراء عقارات في مالطة وتركيا ويعمل على بناء قرية سياحية بمدينة زوارة. ومن خلال التحقيقات الأولية أفاد بأن هناك العديد من الشخصيات المتورطة معه في عمليات تهريب المحروقات في مدن زوارة، والزاوية، وصبراتة». وتقول قوة الردع إن التحقيق لا زال جاريا مع المذكور، و«بصدد إصدار أوامر قبض على كل المتورطين معه».

مشاركة :