«ملكات بمحض الصدفة».. تقييم تاريخي للحكم النسائي

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار متابعة مدى نجاح النساء أو إخفاقهن في السلطة، أصدر «مشروع كلمة»، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ترجمة لمؤلف تاريخي من اللغة الإيطالية بعنوان «ملكات بمحض الصدفة»، لأستاذة التاريخ بجامعة بولونيا، شيزارنيا كازانوفا، بترجمة المصرية أماني فوزي حبشي، ومراجعة التونسي عزالدين عناية. يتناول الكتاب إعادة تقييم الحكم النسائي على مدار التاريخ، وخاصة في الثقافة الأوروبية، التي ظلت ــ لفترة طويلة ــ تُهمش العديد من تجارب الحكم النسائي للملكات أو للحاكمات بالوصاية، حيث تناول الكتاب تلك التجارب من زوايا متعددة، مع إعادة تشخيص طرق تناولها. وقد ألقت الكاتبة الضوء على التباين في تقبُّل الحكم النسائي في إنكلترا وفي روسيا، وكيف أتاح وجود النساء الحاكمات للبرلمان الإنكليزي الحصول على قدر أكبر من الصلاحيات، مما أدى تاريخياً إلى الواقع السياسي الحالي. وعلى الجانب الآخر، كيف كان جلوس النساء على كرسي الحكم في روسيا، غير مسبب لردود الأفعال نفسها التي كانت تشهدها أوروبا من رفض واستياء، حيث تولت ثلاث نساء الحكم في روسيا في أعقاب وفاة القيصر بطرس الأول، ولم يتعرضن لما تعرضت له كثير من الملكات في أوروبا من عمليات تشويه للسمعة. تناول الكتاب أيضاً بالعرض بعض الشخصيات النسائية ودورهن السياسي في الوساطة، بل وألقى الضوء على حساسية دورهن. حيث غالباً ما كنّ يتولّين الحكم في ظل ظروف سياسية دقيقة، وأوضاع تتميز بالفوضى في أعقاب وفاة الملك. وكيف نجحت تلك الشخصيات، على الرغم من تناول حياتهن بشكل هامشي، في استعادة الاستقرار، أو في الوصول إلى نوع من الوساطة السلمية، وخاصة في حالة الحروب البروتستانتية الكاثوليكية. تناول الكتاب أيضاً دور تلك الشخصيات في رعاية الفنون، ولم ينكر الدور السلبي لبعض تلك الشخصيات وتأثيرهن السيئ على الملوك، حيث اعتمدت الكاتبة بشكل كبير على العديد من الأبحاث. الكتاب من تأليف شيزارينا كازانوفا، وهي جامعية تدرّس التاريخ الحديث في جامعة بولونيا الإيطالية، وتهتم بالدراسات المجتمعية وتاريخ العائلات والنساء والأجناس وتاريخ العدالة. وللمؤلفة أعمال أخرى، منها: «العائلة والقرابة في العصر الحديث»، «إيطاليا الحديثة: موضوعات واتجاهات تاريخية» وغيرهما. المترجمة أماني فوزي حبشي، حاصلة على الدكتوراة في الأدب الإيطالي، والجائزة الوطنية للترجمة عام 2005. مصرية مقيمة في المملكة المتحدة، سبق أن ترجمت عدة أعمال منها: «بندول فوكو» لأمبرتو إيكو، «الفسكونت المشطور» لإيتالو كالفينو، «شجاعة طائر الحناء» لماوريتزيو ماجاني وغيرها. أما المراجع عزالدين عناية، أكاديمي تونسي يدرس في جامعة روما، ترجم وراجع ما يربو عن خمسين عملا من الإيطالية إلى العربية.

مشاركة :