مواقف السيارات في عجمان أزمة يومية تغذيها سلوكيات خاطئة

  • 9/10/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني بعض سكان إمارة عجمان وبالتحديد مناطق النعيمية، والراشدية ومشيرف التجارية، من قلة المواقف العامة وسط الأبراج السكنية، لاسيما الذين يقطنون على امتداد الشوارع الرئيسية في هذه المناطق، وذلك بسبب انحسار المواقف الترابية التي تحولت إلى مشاريع عمرانية جديدة، ضيقت الخناق على المواقف العامة، وتشهد هذه الساحات الترابية يوميا منذ الفجر الباكر مشاحنات عديدة بين السكان بسبب وقوف العديد من السائقين بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى إغلاق المخارج، الأمر يؤدي إلى إزعاج الذين يتأهبون للذهاب إلى أعمالهم أو إلى إيصال أطفالهم إلى المدارس مما يسبب أحيانا مشاجرات تصل إلى مضابط الشرطة، واحيانا يضطر البعض لركوب تاكسي الأجرة للوصول إلى مقر عمله بسبب عدم استجابة البعض لاتصال الشرطة والتجاوب السريع . ويرى عديدون أن هذه المشكلة التي يعاني منها السكان أطلت أخيرا بسبب قيام مشاريع عمرانية جديدة أخذت حيزا كبيرا من الساحات الترابية، إضافة إلى وضع معدات وآليات تخص شركات المقاولات، إضافة إلى وجود مركبات كبيرة وحافلات تقف وسط المناطق السكنية، لافتين إلى أهمية منع هذه المركبات الثقيلة بالوقوف في المناطق السكنية وتخصيص مواقف لها في المناطق الصناعية، وأن هناك مجموعة من المركبات التي تقف لفترات طويلة في وسط الساحات الترابية مما يشوه المظهر العام بسبب تراكم الأتربة والغبار عليها. ضرورة الالتزام كما أكد بعض السكان أهمية الالتزام بالوقوف الصحيح داخل الساحات الترابية وعدم إغلاق المخارج أو المداخل لانسيابية الحركة المرورية للآخرين وعدم التذمر عند الاتصال وأهمية الاستجابة عند الطلب بإخراج المركبة وذلك تقديرا لظروف الآخرين. وقال عزالدين حسين سند، موظف يعمل في دبي ويقيم في منطقة النعيمية قرب شارع الملك فيصل، نحن نعاني حقيقة من عدم توفر المواقف العامة للمركبات وعدد المواقف الموجود لا يستوعب عدد المركبات وإن غالبية البنايات السكنية في هذه المنطقة لا توجد بها مواقف خاصة بالمركبات وتوجد فقط ساحتان ترابيتان وهما لا تستوعبان كذلك عدد المركبات الخاصـــة بالبنايات السكنية التي تقع حولها. وأشار إلى أن كثيراً من السكان يقفون ما بين البنايات، لافتا إلى خطورة هذا الأمر عند حدوث حريق لا تستطيع مركبات الدفاع المدني الوصول إلى موقع الحادث بسبب وقوف المركبات الخاطئ، كما إن الساحات الترابية هي الآن في انحسار بسبب المشاريع العمرانية الجديدة القائمة والتي فاقمت المشكلة وذلك لقيام حراس هذه المشاريع باستغلال المواقف الجانبية التي تقع قرب المشاريع الجديدة بوضع أخشاب أو بعض المعدات والمتاجرة بهذه المواقف ليلا ومنع السكان من الوقوف ويسمحون للذين يدفعون لهم مبالغ مالية. وتساءل سند ما هو الحل لمشكلة المواقف العامة في منطقة النعيمية مطالبا بضرورة تحويل الساحات الترابية إلى مواقف عامة متعددة الطوابق لتستوعب كثافة المركبات وتحل إشكالية السكان وذلك نظير مبالغ رمزية تؤخذ من السكان أو طرح هذه الساحات للمستثمرين لعمل مواقف عامة للمركبات ويتم تأجيرها. وذكر بأنه في كثير من الأحيان يجد مركبته عند قيامه باكرا للتوجه للعمل في دبي قد أغلق أمامه الطريق للخروج ما يضطره لركوب تاكسي ذهابا وإيابا ما يكلفه 140 درهما، ما يثقل أعباءه المالية إلى جانب ميزانية الأسرة، لاسيما انه من أصحاب الدخل المحدود، كما انه أحيانا يوقف مركبته قرب أحد مراكز التسوق الكبرى في النعيمية ويستقل تاكسي للعودة إلى بيته. وأشار إلى أن بعض السكان في حالة المرض يقومون بالاتصال بالإسعاف الوطني لنقلهم إلى المستشفى لعدم تمكنهم من إخراج مركباتهم من المواقف الترابية لصعوبة الخروج وعدم وجود منفذ ليلا لتراكم المركبات والوقوف الخاطئ لغالبية أصحاب المركبات نسبة لضيق المكان. مشادات صباحية من جانبه، أفاد شومان محمد، شاه يعمل في مجال غسيل المركبات في الساحات الترابية بمنطقة الراشدية 3 ، بأنه يكاد يومياً يشهد مشادات كلامية منذ الساعة الرابعة فجرا، حيث يستعد بعض السكان للذهاب إلى مواقع العمل وتوجد مركبات لأشخاص آخرين تغلق أمامهم الطريق للخروج إلى الشارع العام، لافتا بأنه يطلب دائما من بعض سكان البنايات بوضع أرقام هواتفهم في الزجاج الأمامي لمركباتهم في حال الوقوف الخاطئ إلا أن الغالبية ترفض ولا تعيره اهتماما، موضحا بأن بعض السكان يقوم بالاتصال بالشرطة وتكون الاستجابة أحيانا متأخرة لصاحب المركبة الذي يأتي متثاقلا بسبب النوم مما يحدث مشادة بينه وبين الشخص الآخر. وأكد أن هذا الأمر ظهر مؤخرا وأن العام الماضي لم تكن توجد أية مشادات في هذه المنطقة مرجعاً الأمر إلى قيام مشاريع جديدة قرب 3 بنايات سكنية كانت تحيط بها ساحة ترابية كبيرة أغلقت الآن. مواقف جديدة وفي السياق ذاته، قال جلال الدين سنساوي، موظـــف ويقيم في برج «اللؤلؤية « في منطقة مشيرف التجارية: نعاني من عدم وجود مواقف قريبة في البناية وهي شقق تملك حر وبعد الساعة الثامنة مساء لا يوجد موقف في الساحات الترابية والكل يكون في حالة إعياء للبحث عن موقف، مطالبا بإيجاد مواقف عامة قرب الأبراج السكنية وتبنى على شكل طوابق. مصلحة المستثمر من جهته، أشار صالح الهويدي، صاحب شركة عقارية في منطقة النعيمية، إلى أن المستثمر عندما يقوم بتأجير المواقف التابعة للبرج السكني، ذلك لإرجاع تكلفة البناء ومن أجل مصلحته يتم توفير المواقف للمستأجرين بقيمة 3 آلاف درهم سنويا، واقترح على دائرة البلدية والتخطيط بطرح المساحات الخالية في منطقة النعيمية للمستثمرين لعمل مواقف عامة. أما سهام مصطفى، تعمل موظفة في احدى الشركات في منطقة النعيمية، فذكرت بأنها تعاني عند قدومها صباحا إلى مقر عملها من انعدام الموقف وأن جميع المواقف المتاحة في الساحات الترابية مشغولة وإن وجدت أحيانا لا تجد مخرجا لوقوف الكثيرين خلف مركبتها مما يضيع عليها الوقت للوصول إلى منزلها. مواقف مجانية بدوره، يرى سعيد النقبي، مستثمر في المجال العقاري، أهمية زيادة المواقف العامة المدفوعة القيمة في جميع مناطق الإمارة لتوفير مواقف لجميع السكان لاسيما المناطق التي تشهد ازدحاما بالمشاريع العقارية مثل النعيمية والراشدية ومشيرف التجارية، كما أشار إلى ضرورة التزام أصحاب الأبراج السكنية بتوفير مواقف مجانية للسكان المستأجرين وعدم المغالاة وأخذ مبالغ كبيرة مؤكدا أن هذا الأمر يرهق الأسر من أصحاب الدخل المحدود. كما أفاد حمزة صالح، موظف في شركة عقارية، بأنه يواجه دائما مشاكل ما بين المستأجرين وأصحاب المحلات التجارية في غالبية الأبراج التي تتبع لشركتهم بسبب المواقف، مؤكدا قلة عددها، مشيرا إلى ضرورة إيجاد حلول من الجهات المعنية. وفي سياق متصل، قالت فداء حسن المسلمي، تسكن في منطقة الراشدية 3 : أرى معاناة زوجي في عملية البحث عن موقف في الساحة الترابية قرب البناية وعند خروجه صباحا مع الأولاد إلى المدرسة وفي كثير من الأحيان لا يجد مخرجا ويدخل في مشادات مع بعض السكان جراء الوقوف الخاطئ. 999 طالب بعض السكان من القيادة العامة لشرطة عجمان بضرورة توعية السكان من مخاطر الوقوف العشوائي وسط البنايات، ما يشكل خطورة على القاطنين في البنايات السكنية، وأن عملية الاتصال على الرقم 999 ليست حلاً ناجعاً دائماً لعدم استجابة بعض أصحاب المركبات، وضرورة تنظيم برامج لإيصال رسالة التوعية للجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتوزيع نشرات. حلول أكد عدد من السكان ضرورة إيجاد حلول ناجعة لمشكلة انحسار المواقف العامة في المناطق السكنية في وسط عجمان، في ظل التطور العمراني المتسارع وزيادة الكثافة السكانية، التي تشهدها الإمارة، مشيرين إلى أن غالبية البنيات السكنية القديمة لا توجد بها مواقف للمركبات، والتي بها يفرض أصحابها مبالغ لإيجار سنوي وأهمية تنظيم الساحات الترابية، وأن تبادر الجهات المعنية بعمل مداخل ومخارج في هذه الساحات، وتنظم عملية وقوف المركبات، للحد من عملية المشادات التي تحدث عند فجر كل يوم. 3000 أبدى بعض السكان أسفهم لقيام بعض الملاك وأصحاب المكاتب العقارية بفرض رسوم إيجار سنوي للمواقف التابعة للبنايات بقيمة 3000 درهم سنوي خلاف الإيجار، الذي يدفعه المستأجر سنوياً، مما يرهق أصحاب الدخل المحدود، مطالبين بضرورة إلزام أصحاب الأبراج السكنية بعدم المغالاة في فرض رسوم للمواقف وأنه يجب أن تكون هذه المواقف ضمن قيمة عقد الإيجار الذي يدفعه المستأجر. ازدحام يرى بعض السكان أن توفير وسائل نقل جماعي على مدار الساعة قد يكون الحل المستقبلي الأمثل، وذلك من أجل حماية البيئة من التلوث من كثرة المركبات وإيقاف الازدحام المروري والضجيج المتزايد من المركبات، كما أن توفير شبكة النقل الداخلي بين المناطق السكنية يسهم في راحة السكان ويعزز التنمية الشاملة. طفرة عمرانية وكثافة سكانية متسارعة تشهد إمارة عجمان طفرة عمرانية متسارعة وكثافة سكانية متزايدة خلال السنوات الأخيرة، وانتشار الأبراج السكنية ومراكز التسوق الجديدة، إضافة إلى فتح العديد من المطاعم الشهيرة فروعاً جديدة نتيجة للطفرة العمرانية، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية من طرق وجسور وصرف صحي، مما أسهم في نمو السوق العقاري ورغبة المقيمين في السكن في إمارة عجمان لسهولة الحركة، وهذا الأمر أسفر عن كثافة المركبات. ويرى خبراء ضرورة إسراع الجهات المعنية في إيجاد حلول لتوفير مواقف عامة جديدة بشكل بناء متعدد الطوابق قرب الأبراج السكنية الكبيرة، التي لاستوعب مواقفها عدد مركبات السكان، وإلزام أصحاب البنايات السكنية بتوفير مواقف لمركبات المستأجرين على حسب عدد الوحدات السكنية التي تكون بالأبراج السكنية، وعدم أخذ مبالغ كبيرة وإرهاق المستأجرين أصحاب الدخل المحدود، أو طرح مشاريع مواقف عامة للمستثمرين.

مشاركة :