الدولة ليست مسؤولة عن كل شيء - راشد محمد الفوزان

  • 8/7/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر شيء ملاحظ لدينا في بلادنا أننا نحمل كل شيء مسؤولية الدولة، فمثلا، مشاكل المرور والتجاوزات، التستر، الغش، عدم اتقان العمل، احترام الشارع، السلوك للأخرين في السوق أو الشارع، الموظف المخفق والمقصر بعملة بكل تفاصيل ذلك، النظافة في الشارع والأماكن العامة، وغيره كثير، لا أعرف لماذا نرى أن كل الدور هو قائم على الدولة بأن تصلح كل شيء، حتى من خسر بالأسهم يحمل جهات حكومية، ولا أعرف لماذا نصرّ على هذا التحامل والتحميل الكبير بلا مبرر حقيقي وسبب منطقي، في حين أن المواطن إذا قام بدورة "المسؤول" فإننا سنوفر على الدولة وأنفسنا الكثير، حين لا يتستر المواطن ولا يغش ولا يقطع إشارة ولا يرمي ورقة في الشارع وعلبة، والموظف يقوم بدورة وينجز عملة بلا تأخير وتجاوزات، ويبدأ المواطن بنشر هذا السلوك للجميع في منزله وعمله ومدرسته والشارع ويلوم ويوقف من يتجاوز، هل يمكن بعد ذلك أن نرى تجاوزات كما يحدث الأن؟، حيت يدرك المواطن نفسه الدور الذي عليه هو وليس الدولة، سنجد أنفسنا حللنا معظم مشكلنا، فلا تتستر ولا تغش والتزم نظام المرور واحترم الشارع وأتقن عملك واحترم الجميع، وانشر هذا الوعي والثقافة واسأل المخالف وهكذا، فهل نتوقع بعد كل ذلك أن نظل بنفس مشاكلنا وتجاوزاتنا؟ لا بالطبع، في أوروبا تجد الإنسان العادي بالشارع يوقفك، لماذا ترمي الورقة؟ ولماذا أنت مزعج بصوتك أو سيارتك؟. الناس أصبحت هي المراقب والمحاسب وليس رجل الدولة والأمن. يجب أن ندرك أنّ ثقافة الوعي المجتمعي والسلوك تنقصنا كثيرا، فلا أحد يقوّم نفسه ويحاسبها كثيرا، فكم حجم المخالفات والتجاوزات؟ من هو المخالف للمرور ووجود ساهر؟ من هو المهرب للعمالة؟ من هو المتستر؟ من هو الذي يؤخر العمل الحكومي والإنجاز؟ وهكذا غيره كثير، أليس مواطنا؟؟ علينا جميعا مسؤولية "كمواطنين" بكل شيء أن نقوم بدورنا وعملنا كل فيما يخصة، حين نضع اللوم على الدولة في سن القوانين والمراقبة والمحاسبة وغيرها، هذا منطقي، ولكن غير المنطقي ألّا نلتزم بهذه القوانين وهذه التشريعات، والمعيب أن يظل المواطن "غالبا" يحاول أن يلتف على القوانين بل ويتذمر منها، كساهر مثلا، ويظل المواطن أيضا يلوم الدولة بالبطالة وعدم وجود فرص عمل مثلا رغم أنها موجودة بالقطاع الخاص ولكن المشكلة أنه يريد وظيفة وفق شروطه ورغبته، فهذه لا تسمى بطالة اختيارية لا إجبارية بعدم وجود فرص عمل، وهكذا، نحن نحتاج أن نكون جديين أكثر عمليين بفاعلية، أن ندرك أن الدولة ليس كل شيء يقع على عاتقها، من يقطع إشارة ويخالف ويتستر ويهرّب هو مواطن، بأي قانون ونظام يُسمح بذلك؟ والدولة واضحة بشروط المنع والعقوبات وكل شيء، ولكن يظل هناك مخالف وهو مواطن. علينا مسؤولية كمواطنين لم نقوم بها وهذه حقيقة، أن نقوم بدورنا الفعال ونكون إيجابيين باحترام القوانين والأنظمة والتشريعات ونكون حامين لها وندافع عنها، عندما نصل لهذا المستوى من الوعي بأن الجميع يقوم بدوره ولا يكون هو العبء على الدولة بمخالفاته وتقصيرة، سنجد أن الدولة تتفرغ أكثر لأعمال أكبر وأوسع، علينا أن نقوم بدورنا وأن يسأل الجميع نفسه هل قمت بكل دورك تجاه وطنك وحقوقه وحقوق المجتمع؟!

مشاركة :