قال الشاعر :متى يبلغ البنيان يوما تمامهإذا كنت تبنيه وغيرك يهدميقول المثل (يا فرحة ما تمت) فقد طغى جو من التفاؤل بقرب انتهاء الأزمة الخليجية بين دولة قطر والدول المقاطعة الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين بعد الاتصال الذي أجراه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وصاحب السمو الملكي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حيث أوردت وكالة الأنباء السعودية خبرا مفاده أن ولي العهد السعودي تلقى اتصالا من أمير قطر ورحب برغبته بالجلوس على طاولة الحوار .قررت الرياض تعليق الحوار مع الدوحة وذلك بعد مرور عدة ساعات من الاتصال الهاتفي الذي أجراه أمير قطر بولي العهد السعودي وكان السبب المعلن هو أن الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء القطرية كان به تحريفا للحقائق وقد كان الخبر الذي أورته وكالة الأنباء القطرية هو أن الاتصال الذي أجراه أمير قطر تم بتنسيق من الرئيس الأمريكي ترامب وأن أمير قطر وافق على طلب ولي العهد السعودي بتكليف مبعوثين لبحث الخلافات .واضح أن الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) يختلف جملة وتفصيلا عن الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا) مما دفع وزارة الخارجية السعودية على لسان مصدر مسؤول للإعلان عن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني وتؤكد المملكة العربية السعودية أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار . الجدير بالذكر أن الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة اولر يسكن صرح في حوار صحفي أن الاختراق المحتمل ويقصد الاتصال الهاتفي الذي أجراه أمير قطر مرتبط باللقاء بين أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والاتفاق على ما يبدو بأن الأزمة طالت بما يكفي ولابد من حلها وقد أجرى الرئيس ترامب اتصالا هاتفيا بأمير قطر سبق الاتصال الذي أجراه أمير قطر بولي العهد السعودي.إن ما حدث من تحريف للحقائق من خلال وكالة الأنباء القطرية يكشف أن هناك أطرافا سياسية في قطر تسيطر على الإعلام القطري الرسمي أو غير الرسمي ولعل أبرزها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يضع العراقيل في طريق أي تقارب بين قطر وشقيقاتها من دول الخليج وهناك أيادٍ خفية تعبث من وراء الستار ولا تلتزم بالسياسة التي ينتهجها أمير قطر وهي تسير في الاتجاه المعاكس للسياسة العامة للدولة. صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض أعرب عن استيائه من انحراف الإعلام الذي ساهم في تعقيد الأزمة وما حدث و عطل لغة الحوار بين قطر والسعودية هو انحراف في الإعلام الرسمي القطري حيث حرف الحقائق مما أزعج القيادة السياسية في المملكة ودفعها لتعطيل الحوار بانتظار توضيح من السلطات في قطر وكان المفروض أن يصدر بيان من الديوان الأميري في قطر يوضح الموقف القطري ولا يترك الأمور غامضة مما يعقد الأزمة أكثر من السابق ولكن وراء الأكمة ما وراءها والله بالسر عليم .من المفيد القول أن العلاقات الخليجية الإيرانية لاتتحسن وخاصة بين النظام الإيراني والمملكة العربية السعودية بسبب وجود عدة مراكز القرار وكل مركز قراره وموقفه يختلف عن الآخر فتجد موقف رئيس الجمهورية لا يتطابق ويتفق مع موقف المرشد الأعلى للثورة أو البرلمان الإيراني أو الحرس الثوري وهناك أيضا جهات أخرى مثل هيئة تشخيص النظام وغيرها وهذا التشابك مقصود حتى لايكون هناك التزام إيراني بأي قرار أو اتفاقية مع أي دولة أخرى مما يعطي النظام حرية الحركة فهو غير مقيد بموقف أو قرار تجاه أي دولة تتعامل معها .أن الكرة كما يقولون في ملعب الحكومة القطرية لتوضيح الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء القطرية ولابد من تدارك الأمور قبل أن تتعقد الأزمة أكثر وتستفحل ويصعب حلها وهناك حاجة لوجود سياسة قطرية خارجية واضحة وأن لا تمارس التقية السياسية التي يمارسها النظام الإيراني فهناك برتوكولات واتفاقيات ومعاهدات دولية ينبغي أن تحترم وقطر وقعت على اتفاق الرياض سنة 2014 ولم تلتزم فيه وهو ما فجر الخلاف مع الدول المقاطعة فهل تعيد قطر النظر في سياستها الخارجية وعلاقتها بدول مجلس التعاون التي تربطها بها اتفاقيات تتعلق بكثير من المجالات ؟! .أحمد بودستور
مشاركة :