• إنتاج سيارة كهربائية واحدة يحتاج لطاقة كهربائية تعادل الضعف وأكثر من إنتاج السيارة التي تعمل بالوقود التقليدي • وفقا لوكالة الطاقة الدولية بيع أكثر من 1.2 مليون سيارة كهربائية فبي عام 2015. • في الولايات المتحدة الأميركية تدفع الحكومة إعانة مالية تصل إلى 7500 دولار لشراء السيارة الكهربائية • 50% من بطاريات شركة «تسلا» تنتج من كهرباء ذات مصدر أحفوري غالبا ما يكون الفحم • البصمة البيئية للمواد الخام في عمليات التعدين لإنتاج البطارية الكهربائية تعد مرتفعة جدا. جدة – إيمان أمان منذ سنوات ليست بالبعيدة يتلقى المستهلك يومياً أخباراً وإعلانات ترويجية لما يعرف بـ«السيارة الكهربائية»، ومن اسمها فهي تستخدم بطارية كهربائية بدلا من خزان البنزين، ومحركا كهربائيا بدلا من محرك الاحتراق الداخلي في السيارة التقليدية. ومن الواضح أن هناك حشدا إعلاميا إضافة إلى جماعات حماية البيئة المنظمة لتصوير السيارة الكهربائية، بأنها الخيار الآمن والصديق للبيئة، فهل هي فعلا كذلك؟ ويبدو أن الحجة تسير على هذا النحو: اتهام السيارة التقليدية بأنها تستخدم البنزين الذي يضخ ثاني أكسيد الكربون مباشرة من أنبوب العادم وإلى الهواء مما يتسبب في مضاعفة مشكلة الاحتباس الحراري عالميا، بينما في الواقع شحن البطارية قد يزيد من التلوث في محطات توليد الكهرباء. وتوجد في الغرب حملات شرسة من الجماعات البيئية المتطرفة والتي تسعى لتقديم «السيارة الكهربائية» بأنها الحل السحري لمشكلة الانبعاثات الكربونية الملوثة للهواء، مقارنة مع السيارة العادية ذات محرك الاحتراق الداخلي والتي تنفث غاز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين عن طريق عوادم السيارات. وتشجع حكومات الدول الأوروبية خصوصا على التحول إلى السيارات الكهربائية لأسباب تتباين ما بين دواعي أمن الطاقة والوصول إلى أهداف وطنية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومعالجة تلوث الهواء في مراكز المدن المكتظة بالسكان. والجدير بالذكر أن المنافع البيئية للسيارة الكهربائية تعد محدودة وليس كما يروج لها إعلاميا وفي منصات التواصل الاجتماعي الرقمية المختلفة والصحف اليومية والمجلات. مثلا أعلنت فرنسا بدعم من الرئيس ماكرون (فرنسا دولة منتجة للسيارات التقليدية) أخيراً عن هدف إنهاء بيع سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2040م. وقبل ذلك أعلنت شركة «فولفو» للسيارات عن التخلص التدريجي من محرك الاحتراق الداخلي! وأنه بحلول 2019م ستكون السيارات إما سيارات هجينة وإما سيارات تعمل بالبطاريات. وتخطط النرويج لبيع السيارة الكهربائية فقط من عام 2050م وتخطط الهند للقيام بذلك في عام 2030م! كما أعلنت الحكومة الألمانية عن رغبتها في وضع مليون سيارة كهربائية في الطريق بحلول عام 2020م وتقديم الحوافز المالية وبناء محطات شحن عامة. وفي لندن كشف عمدتها السيد خان عن مبادرة لجعل شبكة النقل في لندن خالية من الانبعاثات بحلول عام 2050م! لماذا السيارة الكهربائية ليست خضراء؟ تعتبرالسيارة الكهربائية ليست «خضراء» للأسباب التالية: • تحويل الانبعاثات من الطرق والتجمعات السكانية إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية! هناك جدل بشأن نوع الكهرباء المستخدمة في شحن السيارة الكهربائية، إذ إن الكهرباء غالبا ما تكون قادمة من محطات توليد الكهرباء التي هي بالأساس تعمل على مصادر الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز! وهذا يفند الترويج للسيارة الكهربائية بأنها صديقة للبيئة! فعندما تقوم بشحن السيارة سواء من المنزل أو محطات الشحن العامة، سيزيد استهلاك الطلب على الكهرباء وتزيد معه الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري. في الولايات المتحدة الأميركية مثلا، تشكل الطاقة من مصادر وقود أحفوري وفقط 16 في المائة من مصادر الطاقة المتجددة و20 في المائة من الطاقة النووية! وبينت دراسة في هذا الموضوع أنه كلما كانت الكهرباء منخفضة الكربون مثل تلك المولدة من مصادر مائية ومتجددة أو من الطاقة النووية، ستكون السيارة الكهربائية صديقة أكثر للبيئة، في دول غنية بهذه الموارد مثل البارغواي وآيسلندا والسويد والبرازيل. وعلى النقيض من ذلك صنفت الهند والصين وجنوب أفريقيا وأستراليا من أسوأ الدول لدعم السيارة الكهربائية كي تكون خضراء وصديقة للبيئة إذ إن جل الطاقة الكهربائية لديها مولدة من الفحم الحجري! • إنتاج السيارة الكهربائية حاليا يعد مشكلة كبيرة للبيئة! خلافا للاعتقاد الشائع، فإن عملية تصنيع السيارة الخضراء لا تعتبر صديقة للبيئة على الإطلاق! إذ تنطوي عملية التصنيع على انبعاثات وملوثات للبيئة بدرجة أكبر من إنتاج السيارة التقليدية. وهناك قلق بشأن الدعم والإعانات المالية السخية لشراء السيارة الكهربائية، ففي النرويج مثلا هناك تزايد في ارتفاع مبيعات السيارة الكهربائية مما أدى إلى تزايد الضغط على الشبكة الكهربائية وانخفاض استخدام وسائل وشبكات النقل العام! ومما يؤسف له أن المشكلات البيئية لا تقتصر فقط على الانبعاثات وإنما إلحاق الضرر بالبيئة المحيطة لأماكن التعدين والتي تتسبب غالبا في إزالة للغابات وتلويث للأنهار والتربة مما يرفع البصمة الكربونية للسيارة الكهربائية. وتحتاج بطارية السيارة الكهربائية إلى طاقة كهربائية هائلة لتصنيعها، وتحتوي على معادن مثل النحاس والكوبالت ومعادن نادرة مثل النيوديميوم. وعادة ما توجد أنشطة التعدين في بلدان مثل الصين والدول الأفريقية التي غالبا ما يكون فيها استخدام عمالة من الأطفال إضافة إلى ممارسات غير مستدامة للبيئة. • إعادة تدوير البطاريات! كما هو معروف فإن السيارة الكهربائية تعتمد على بطاريات تستخدم معادن وتركيبات كيميائية لا يمكن التخلص منها بسهولة، إضافة إلى معادن مثل النيكل والكوبالت وأيضاً معادن نادرة مثل «الليثيوم». وهي على غرار عمليات التعدين الأخرى، تشكل عملية استخراجه خطراً على البيئة المحيطة بالمناجم. حيث تحتوي البطاريات على مواد كيميائية سامة يجب التعامل معها بحذر عند نهاية عمر السيارة الكهربائية أو تدويرها، الأمر الذي يسبب مشكلات عندما يتعلق الأمر بمسالة التخلص منها ومن الممكن أن تشكل مخاطر بيئية حقيقية. وفي دراسة للمعهد السويدي لأبحاث البيئة، بينت أن غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن بطارية السيارة الكهربائية هي بين 150 إلى 200 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلووات ساعة، ومن 350 إلى 650 ميغاجول من الطاقة لكل كيلووات ساعة، وذلك مقارنة مع بطاريات المركبات العادية من 25 إلى 30 كيلووات ساعة حيث ينتج عنها 5 أطنان من ثاني أكسيد الكربون!
مشاركة :