شارك مئات آلاف الكاتالونيين الاثنين في مظاهرة حاشدة بشوارع برشلونة للمطالبة باستقلال منطقتهم عن إسبانيا. وشكل المتظاهرون عبر تجمعهم في شارعين كبيرين علامة صليب ضخمة، للدلالة على شارة "إكس" التي يريدون وضعها في صندوقة الاقتراع دليلا على موافقتهم على الاستقلال يوم الاستفتاء المزمع إجراؤه في الفاتح من أكتوبر. قبل نحو ثلاثة أسابيع عن استفتاء حول استقلال كاتالونيا عن إسبانيا، نزل مئات آلاف الكاتالونيين الاثنين إلى شوارع برشلونة مطالبين بالاستقلال، ومؤكدين مشاركتهم في الأول من تشرين الأول/أكتوبر خلال موعد الاقتراع الحاسم. وأعلنت الشرطة البلدية في برشلونة في تغريدة على تويتر أن "نحو مليون شخص" يشاركون في التظاهرة. إلا أن متحدثة باسم الشرطة تمثل الدولة الإسبانية في المنطقة أعلنت أن العدد 350 ألفا فقط. وشكل المتظاهرون عبر تجمعهم في شارعين كبيرين علامة صليب ضخمة، للدلالة على شارة "إكس" التي يريدون وضعها في صندوقة الاقتراع دليلا على موافقتهم على الاستقلال يوم الاستفتاء. سيدي أحمد طلبة مراسل فرانس24 في إسبانيا حول المظاهرة الحاشدة في كاتالونيا "سنقترع" و"وداعا إسبانيا" وعلى اللافتات كانت الشعارات واضحة بالكاتالونية "سنقترع" و"وداعا إسبانيا". والحادي عشر من أيلول/سبتمبر هو "اليوم الوطني" للكاتالونيين وأهمية هذا اليوم هذه السنة أنه يأتي قبل ثلاثة أسابيع من استفتاء حول الاستقلال حظرته المؤسسات الإسبانية. ويعتبر الانفصاليون أن عيد كاتالونيا الوطني "ديادا" يمكن أن يكون الأخير هذه السنة قبل الاستقلال الذي تريد حكومة كارليس بيغديمونت إعلانه في الساعات الـ48 التي تلي الاستفتاء إذا فازت فيه. ودعت الحكومة إلى هذا الاستفتاء في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وقال بيغديمونت أمام مراسلي الصحافة الأجنبية "لا يزال أمامنا 20 يوما والتعبئة التي كانت وراء هذه العملية ثابتة". وأضاف "أن عدم إجراء الاستفتاء ليس خيارا بالنسبة إلينا" رغم المخاطر القضائية. وشعار التظاهرة هو "ديادا من أجل التصويت بنعم". وقالت أينيس أريماداس زعيمة فرع الحزب الليبرالي المناهض للنزعة الاستقلالية "سيودادانوس"، أكبر قوة معارضة في المنطقة، في كاتالونيا "اليوم الوطني لم يعد هو نفسه لكل سكان كاتالونيا منذ سنوات، أنه دليل واضح على السعي إلى استبعاد الأشخاص غير المؤيدين للاستقلال" ويعتزمون التصويت بـ"لا". وقدم رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي من جهته عبر تويتر تمنياته بعيد "حرية وتعايش واحترام لكل سكان كاتالونيا". وقال الناطق باسم حكومة كاتالونيا جوردي تورول الأحد أن "التاريخ اختارنا. إنه شرف كبير لكنه مسؤولية كبيرة أيضا". وينوي الاستقلاليون وضع إشارة في خانة الـ"نعم" في الاستفتاء "رمزا لكل الفرص التي ستتمتع بها الدولة الجديدة الجمهورية التي تنتظرنا"، كما كتبت الجمعية الوطنية الكاتالونية على موقعها الإلكتروني. وكان راخوي قد جدد القول السبت "لن يحصل استفتاء وسأقوم بكل شيء لازم من أجل ذلك، لأن هذا واجبي". من جهته يشدد بيغديمونت على أن الاستفتاء سيحصل مؤكدا أن الكاتالونيين في الخارج بدأوا بالتصويت. عرض قوة وأراد الانفصاليون أن يكون هذا اليوم أول استعراض قوة في الشارع قبل الاستفتاء الذي تبدأ حملته الرسمية الجمعة 15 أيلول/سبتمبر. وسواء اتخذ شكل سلسلة بشرية من جهة إلى أخرى في الإقليم أو مسيرات متعددة في خمس مدن مختلفة أو مجرد مسيرة ضخمة في شوارع برشلونة، فإن هذا التجمع حشد منذ عام 2012 ما بين نصف مليون و1,8 مليون شخص بحسب السنوات والإحصاءات. ووسط أجواء من تصاعد النزعة للاستقلال، يحيي الكاتالونيون في "اليوم الوطني" ذكرى سقوط برشلونة في 11 أيلول/سبتمبر 1714 في نهاية حرب الخلافة في إسبانيا التي انتصر فيها المطالب بالعرش من أسرة بوربون وكان بداية نهاية استقلالهم. وأكد بيغديمونت "الاثنين سنتفوق عليهم بطريقة سلمية وديمقراطية، كما يحدث دائما، وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر سنتفوق عليهم في صناديق الاقتراع". وأضاف ردا على اتهامات أطلقها معارضوه بتقسيم المجتمع، أن "صناديق الاقتراع توحد ولا تقسم"، مؤكدا أن "ما يقسم وما يضر بالديمقراطية هو عدم السماح بالتصويت" للمواطنين. فرانس 24/أ ف ب نشرت في : 11/09/2017
مشاركة :