في وقت يزداد فيه التنسيق بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لاجتثاث تنظيم داعش من العراق وسورية، هناك جهود أخرى "ناعمة" انطلقت منذ سنوات تحارب التنظيم الإرهابي بالكوميديا والسخرية. أبرز هؤلاء الكوميدي العراقي أحمد البشير، 33 عاما، الذي استطاع في فترة وجيزة أن يصبح من أبرز المؤثرين الإعلاميين في العراق. واشتهر البشير بتقديم مجموعة من البرامج الكوميدية التي تسخر من تنظيم داعش وتحارب أفكاره المتطرفة، فقط بالكلمة والصورة. انطلق البشير في بداياته من منصة يوتيوب، قبل أن ينتقل إلى تقديم سلسلة فقرات كوميدية أشهرها، "البشير شو"، الذي يبث الآن على قناة إخبارية ألمانية. وقد يعتقد البعض أن الرجل اختار الكوميديا لأنه يريد أن يشارك ما يشعر به من سعادة مع الملايين من العراقيين، لكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن البشير فقد شقيقه المراهق بقذيفة أثناء معارك بين ميليشيات عراقية، كما اختطف تنظيم داعش والده الذي توفي جراء التعذيب الذي مارسه التنظيم عليه. وامتدت أيادي التنظيم الإرهابي أيضا إلى عدد من أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة، ولقي عدد منهم حتفهم، ودفعت كل تلك المآسي الإعلامي إلى الثأر من التنظيم ليس بحمل السلاح وإنما بالسخرية، التي لا تقل أهمية عن الرصاص حسب تعبيره. ويدافع البشير عن فكرة مفادها أنه لا يريد أن تمتد أيادي التنظيم إلى ما تبقى من الأسر العراقية، ويحاول من خلال المواضيع التي يعالجها في برنامجه، التوعية بخطر التطرف والعنف، الذي يمارسه التنظيم في العراق وفي سورية. وفي آخر دراسة قامت بها مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية في العراق، احتل البشير صدارة مقدمي البرامج التلفزيونية، وحقق برنامجه "البشير شو" نسبة متابعة قدرت بـ 65.4 في المئة. ذ وتحظى حلقات برنامج البشير بالكثير من المتابعة في العراق وفي خارجها، واستقطبت الحلقات أكثر من 18 مليون مشاهدة في الأيام الأولى للبرنامج، كل ذلك جعل التنظيم يهدد الإعلامي بـ"القتل ذبحا" في أكثر من مناسبة. ويقول البشير الذي سبق له أن اشتغل مراسلا صحافيا لعدة قنوات فضائية، إنه سيستمر في التصدي للتنظيم الإرهابي، ولأي فكر متطرف آخر قد يهدد بلاده. شاهد مقتطفا من فيلم وثائقي سيعرض قريبا على "الحرة" حول أحمد البشير المصدر: الحرة/وسائل إعلام عراقية/شبكات التواصل الاجتماعي
مشاركة :