في خطوة اعتبرها البعض متسرعة وغير مفهومة، أعلن عدد من شيوخ ووجهاء العشائر المتحدرة من دير الزور الواقعة شرق سوريا أنهم يستعدون بدعم من «قوات سوريا الديمقراطية» لتشكيل مجلس مدني يتولى إدارة شؤون المدينة بعد تحريرها من تنظيم داعش، على غرار ما حصل في المدن التي سبق لـ«قوات سوريا الديمقراطية» أن سيطرت عليها وتم تسليمها لمجالس مماثلة.ورد خبراء بالملف وصفهم الخطوة بـ«المتسرعة وغير المفهومة»، كون المحافظة التي لا يزال «داعش» يسيطر على نحو 72 في المائة، بحسب ما قاله مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، هي حاليا مسرح لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي، والثانية فأطلقتها «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم أميركي من الضفة الشرقية لنهر الفرات، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كان هذا المجلس سيحصر أعماله في المناطق التي ستسيطر عليها «قسد» في المستقبل أم أنه سيوسع مهامه لتشمل كل المدينة والمحافظة، علما بأن المدينة تقع على الضفاف الغربية لنهر الفرات التي يُفترض أن تكون خاضعة بإطار اتفاق روسي - أميركي غير معلن لنفوذ النظام السوري. وفي بيان وزعته «قوات سوريا الديمقراطية» الاثنين، أعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور «تأسيس لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني أسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب». وجاء في البيان الموقع باسم «اللجنة التحضيرية لمجلس دير الزور المدني» أنها مكلفة بمواصلة المشاورات «للوصول إلى صيغة نهائية تعبر عن تطلعات كل أهلنا في دير الزور ويتمخض عنه بناء مجلس مدني لدير الزور يكون معنيا بإدارة المدينة فور تحريرها».وأكدت اللجنة دعمها لحملة «قوات سوريا الديمقراطية» في محافظة دير الزور ضد عناصر «داعش»، ودعت شبان المحافظة للانتساب إلى هذه القوات لطرد «داعش» الذي يسيطر على منطقتهم الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، منذ صيف عام 2014، علما بأن التنظيم المتطرف فرض في مطلع عام 2015، حصاراً مطبقاً على الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. إلا أن الحملة الأخيرة التي بدأتها هذه القوات الأسبوع الماضي بدعم روسي نجحت بكسر الحصار عن المدينة وعن المطار العسكري المحاذي لها، قبل أن تسيطر الأحد على جبل ثردة المطل على المطار ومحيطه وجبل آخر يطل مباشرة على مدينة دير الزور.
مشاركة :