الدوحة تخصص 50 ألف دولار شهريا للتواصل مع الجالية اليهودية بهدف التأثير على القرار الأميركي بشأن أزمتها مع جيرانها.العرب [نُشر في 2017/09/12، العدد: 10749، ص(3)]يد قطرية في واشنطن واشنطن - كشفت مصادر أميركية مطلعة عن توجّه قطر نحو اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة سعيا وراء الحصول على دعم لموقف الدوحة في النزاع الحالي ضد السعودية ومصر والإمارات والبحرين. وخصصت قطر ميزانية تصل إلى خمسين ألف دولار شهريا للتواصل مع الجالية اليهودية من خلال أحد الوجهاء اليهود في الحزب الجمهوري. وتسعى الدوحة من خلال شبكة اللوبيات في الولايات المتحدة للتأثير على قرار واشنطن الذي ما زال يسعى إلى التمسك بموقف متوازن في الأزمة القطرية على الرغم من موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أدان من خلاله قطر وعلاقتها المالية بدعم منظمات إرهابية. وكشفت معلومات صحافية أن ميزانية خاصة تدفع من قطر إلى نيكولاس موزين من صحيفة أودوير، وهي نشرة إخبارية تغطي قطاع العلاقات العامة. وموزين يهودي محافظ، وهو نجم صاعد بين الجمهوريين المحافظين، وعمل كبير المستشارين للسيناتور الجمهوري تيم سكوت في جنوب كارولاينا، وكان مستشارا للحملة الرئاسية للسيناتور تيد كروز من التجمع الجمهوري بتكساس في مجلس النواب الأميركي. وكان موزين قد كتب في تلك الصحيفة مدافعا عن الموقف القطري معتبرا أن “التعاون مع قطر لا يمكن إلا أن يصب في مصلحة الولايات المتحدة والمجتمع اليهودي، لأننا لا نستطيع أن نسمح بنبذ دولة قطر على يد جيرانها ودفعها إلى نفوذ التأثير الإيراني”. واعتبرت أوساط مراقبة في واشنطن أن هذا التصريح يأتي من ثمار الميزانية التي تدفعها الدوحة لموزين ومؤسسته من أجل الترويج للموقف القطري داخل الأوساط السياسية والإعلامية، لا سيما داخل الحزب الجمهوري. وسبق أن حاول رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني استثمار علاقته السابقة برجال الأعمال والسياسة في الولايات المتحدة من أجل ممارسة ضغوط على الإدارة الأميركية لتتخذ موقفا منحازا لصالح الدوحة. وقام الشيخ حمد بن جاسم بتحركاته داخل الولايات المتحدة معتمدا على شبكة العلاقات التي أقامها في الأوساط الأميركية. وتتضمن هذه الشبكة رجال أعمال لديهم علاقات قوية بالرئيس ترامب. ومن بين هؤلاء اللبناني الأصل توم براك، الذي كلّفه ترامب بتنظيم احتفال توليه منصب رئيس الولايات المتحدة في يناير الماضي. وسعى رئيس الوزراء القطري السابق إلى الاستعانة من دون جدوى تذكر، بوزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أقام علاقات قوية معه، عندما كان الوزير الأميركي رئيسا لمجلس إدارة شركة إكسون موبيل العملاقة. وأجمعت أوساط أميركية متخصصة في الشؤون الخليجية على أن الأموال القطرية لن تستطيع اختراق الموقف الأميركي، وأن ما تعرفه أجهزة المخابرات الأميركية حول تورط قطر مع منظمات إرهابية، بات ثابتا لا يمكن للوبيات واشنطن إسقاطه.
مشاركة :