حوار: هديل عادلاستثمر سيف علي الشامسي، مواطن إماراتي جميع إمكاناته لتحقيق هدفه في نشر ثقافة الزراعة المائية، التي تبنى فكرتها من خلال مشروعه الذي حمل شعار «في كل بيت مزرعة»، ومن أجل توصيل رؤيته لأكبر عدد من الناس، صمم موقعه «ازرع دوت كوم»، واستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، وكان تفاعل الناس معه كبيراً، وتجاوز حدود الإمارات إلى السعودية والكويت وسلطنة عمان، وبعد سنوات من إطلاق مشروعه قام بتطويره ليشمل نظامين لتغذية النبات، الأول يعتمد على إدخال مغذيات سائلة إلى الماء، والثاني يعتمد على وجود الأسماك واستخدام مخلفاتها في تغذية النبات.تعاون الشامسي مع بعض المؤسسات التعليمية للتشجيع على استخدام نظام الزراعة المائية، ومع أصحاب العزب ومربي المواشي، حيث سيساعدهم هذا النظام على توفير الأعلاف الخضراء وترشيد استخدامهم للمياه مما يسهم في زيادة الإنتاج الحيواني واللحوم.. وعن مميزات هذا النظام ومشروعه والصعوبات التي واجهته في تنفيذه وإنجازاته حتى الآن، كان معه الحوار التالي: يتحدث سيف علي الشامسي عن مشروعه ورؤيته له، قائلاً: «يحمل شعار «في كل بيت مزرعة» من خلال استخدام الزراعة المائية، وفي المرحلة الأولى من المشروع كنت أعتمد في تغذية النبات على نظام الهيدروبونيك، الذي يستخدم المغذيات السائلة المضافة إلى الماء في التغذية، وبعد سنوات من العمل في المشروع، أصبحت أستخدم خياراً جديداً في الزراعة المائية وهو نظام ايكوبونيك، والذي يعتمد على إدخال الأسماك واستغلال مخلفاتها في تغذية النبات، ومن مميزاته أنه نظام صحي 100%، ومن وسائل إنتاج الأسماك (سمك البلطي)، بالإضافة إلى قلة تكلفته المادية، وأطلقت اسم (UAE 640 nft) على نظام الزراعة المائية المستخدم في المشروع». ويتابع : «أقدم للمستفيدين من النظام تدريباً عملياً على كيفية استخدامه، بالإضافة إلى توفير جميع مستلزمات الزراعة من البذور والمحاليل المغذية للنبات، وأدوات التعقيم، وأتكفل بمتابعة العملية الزراعية في كل مراحلها، وتقديم حلول في حالة مواجهة أي مشكلة تتعلق باستخدامه، وأتواصل مع الناس من خلال موقع المشروع «ازرع دوت كوم - azra3.com»، بالإضافة إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، انستجرام ويوتيوب)، حيث يتم استلام الطلبات والتواصل مع الأعضاء عبر الموقع، ومما شجعني كثيراً أنني تلقيت عددا كبيرا من الطلبات من داخل وخارج الدولة، علماً بأن الراغبين في اقتناء النظام، يضطرون إلى السفر من أجل الحصول عليه، ومن جهتي أقوم بتدريبهم عليه، والتواصل معهم عبر حسابهم الإلكتروني، أما إذا كان الطلب من داخل الإمارات، فإنني أقوم بتوصيله وتركيبه وتدريب المستخدم ومتابعته».يتحدث الشامشي عن تعاونه مع المؤسسات التعليمية وأصحاب العزب، قائلاً: «تواصلت مع إدارات المدارس، باعتبارها تضم أعداداً كبيرةً من الطلبة والمدرسين، وأرى أن البيئة المدرسية من أهم الجهات التي تدعم المشاريع المستدامة، من خلال تعريف الطلبة عليها ضمن الأنشطة المدرسية، وهذا ما قامت به إدارات المدارس في الدول الأوروبية، لأنهم أدركوا أهمية هذا النظام في توفير الغذاء الصحي وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه، بأقل التكاليف والجهود المبذولة، وكانت مدرسة ديرة للتعليم الثانوي في دبي، أولى المدارس المستفيدة من هذا النظام»، ويواصل: «بدأت كذلك في نشر الفكرة لدى أصحاب العزب ومربي المواشي، تحت شعار «ازرع ربوع الصحراء»، حيث يوجد لدينا عدد كبير من العزب في مناطق صحراوية، وتحتاج إلى كميات كبيرة من الأعلاف الخضراء، والتي لا يمكن تلبيتها بالطرق التقليدية، بسبب النقص الشديد في الموارد المائية، ونقص الأراضي الصالحة للزراعة، والتكلفة العالية للإنتاج في أساليبها التقليدية وتقلبات المناخ، في حين أنه باستخدام الزراعة المائية يمكن توفير الأعلاف الخضراء طوال العام مع ثبات جودة المنتج وتوفير المياه في الري، وعدم الحاجة إلى أرض زراعية للإنتاج، وقد بدأت وزارة التغير المناخي والبيئة بتبني هذه التقنية ذات الوفر المائي الكبير والإنتاج العالي من الأعلاف الخضراء من أجل تعزيز ترشيد استخدامات المياه في الزراعة، وتوفير الأعلاف الخضراء لزيادة الإنتاج الحيواني واللحوم وتحقيق عائد مادي ودخل مناسب للمزارعين».وعن تطلعاته المستقبلية لمشروعه، يقول: «أعمل على تطوير النظام ليسحب الرطوبة من الجو، ويحولها إلى قطرات ماء، فلا يحتاج لإضافة الماء إلى النظام».صديقة للبيئةيشرح سيف الشامسي فكرة نظام الزراعة المائية، موضحاً مميزاتها، ويقول: «تعتمد فكرة الزراعة المائية أو الزراعة بدون تربة على تدوير المياه وإعادة استخدامها في ري النبتة، ووضع كل ما تحتاجه من غذاء في الماء، وهو ما يعرف بالمحاليل الغذائية، ومن أهم مميزاتها أنها صديقة للبيئة، كونها تعتمد على استخدام عناصر غير ضارة بها، ومناسبة لمناخ الإمارات، لأنها مقاومة لدرجات الحرارة العالية، وتوفر كميات كبيرة من مياه الري، بما يعادل 20- 50% من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية، ويمكن تطبيقها في أرض زراعية قاحلة (غير خصبة)، ولا تحتاج إلى حرث أو تنقية حشائش أو غيرها من أساليب الزراعة التقليدية، وتسمح باستخدام مياه نسبة ملوحتها عالية إلى حد ما، وفي الزراعة التقليدية نحتاج لتعقيم التربة لنتلاشى الإصابة بالأمراض، أما في هذا النظام، لا يتعرض النبات لهذا النوع من المشاكل. ونظراً لارتفاع المحصول وجودته، فإن العائد الاقتصادي يكون مرتفعاً».
مشاركة :