مفاجآت التكنولوجيا تفرض تغيير نمط معارض السيارات

  • 9/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مفاجآت التكنولوجيا تفرض تغيير نمط معارض السياراتيواجه معرض سيارات فرانكفورت المقرر أن يفتتح غدا الخميس أمام الجمهور بعد تخصيص يومين لوسائل الإعلام، مشكلة كبيرة على ما يبدو، وفق المختصين في هذا المضمار، الذين أشاروا إلى أن دورة هذا العام ستكون أسوأ نسخة على الأرجح نظرا القائمة الطويلة للمعتذرين عن حضور فعاليات هذا المعرض.العرب  [نُشر في 2017/09/13، العدد: 10750، ص(17)]نجم غائب عن الأضواء فرانكفورت (ألمانيا) – منذ مارس الماضي كثر الحديث عن مجموعة كبيرة من السيارات التي سيتم الكشف عنها في معرض فرانكفورت للسيارات 2017، بل وحتى بعض شركات صناعة السيارات التي أزاحت الستار عن النماذج الرائدة قبل شهر سبتمبر الحالي من بينها أودي. غير أن الأمر اختلف قبل أسابيع قليلة من بدء المعرض. ومن الواضح أن سوء الطالع ومدى نجاحه بدآ يحيطان بالمعرض بعد تأكد غياب قرابة 9 من عمالقة صناعة السيارات في العالم، وهو ما يعكس الوضع الذي يعاني منه المصنعون. ويقول البعض إن المصنعين في مواجهة شديدة مع التغيرات التي يحدثها عمالقة التكنولوجيا في العالم وهذا يؤثر على صناعتهم بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى الدعوات والقرارات التي أطلقت خلال الفترة الأخيرة من أجل الحد من استخدام السيارات التي تعمل بالوقود. وإلى جانب غياب شركة تسلا وسيارتها الإلكترونية (موديل3) تنامت قائمة أسماء الشركات الكبيرة التي لن تشارك هذا العام ومنها نيسان وبيجو وفيات وفولفو وجيب وميتسوبيشي وإنفينيتي. ويعد معرض فرانكفورت أحد أبرز معارض السيارات المقامة في العالم نظرا إلى تاريخه الطويل الممتد إلى أكثر من قرن حيث قدم خلاله عددا لا يحصى من السيارات التي سطرت تاريخ عالم المركبات. ومنذ الدورة الأولى عام 1879 والتي شهدت عرض 8 سيارات فقط في ساحة فندق بريستول ببرلين، ظل المعرض عاما بعد عام يحقق المزيد من الإثارة والنجاح، ليصبح إحدى أهم منصات الانطلاق للطّرز الجديدة وقبلة لكل علامة تجارية في عالم المركبات لاستعراض أفضل ما لديها أمام محبي السيارات. واليوم، يحذر المختصون من اندثار هذا المعرض وربما معارض أخرى للسيارات في العالم خلال السنوات القليلة القادمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم وعدم الإقدام على تغيير النمط السائد. وقال باتريك كولر، الرئيس التنفيذي لشركة “فوريشيا” موردة أجزاء السيارات والتي تبلغ مبيعاتها سنويا قرابة 19 مليار يورو، إن “معارض السيارات تحتاج إلى نهج جديد وإلا ستختفي”. وتستضيف فرانكفورت وباريس اثنين من أكبر معارض السيارات بالتبادل عاما بعد عام يتخللهما معرض ديترويت في يناير ومعارض أخرى في الصين واليابان والولايات المتحدة وسويسرا. لكن الكثير من المعارض التقليدية شهد تراجعا في أعداد الزوار منذ بداية القرن الحالي عندما كان يكشف النقاب عن أغلب السيارات الجديدة تحت أضواء هذه المعارض حيث تكون محاطة بالعارضات الجميلات.باتريك كولر: معارض السيارات تحتاج إلى نهج جديد في الوقت الحاضر وإلا ستختفي وربما بدأ التراجع يتسارع؛ فقد انخفض عدد الحضور في معرض باريس بنحو 14 بالمئة العام الماضي، بعدما أثرت المخاوف من شن هجمات على السياحة، في حين اجتذب معرض ديترويت أعدادا أقل بمقدار 9 آلاف زائر قبل عام. والشعور بالتوتر على أشده في ألمانيا التي تستعدّ لمعرض فرانكفورت، وهو أول حدث تفتتحه منذ فضيحة فولكس فاغن المتعلقة بعودام انبعاثات عوادم سيارات الديزل التي تنتنجها. وقبل أيام على افتتاح المعرض كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحث المسؤولين المحليين على عدم حظر وقود الديزل بينما اجتذبت حملتها الانتخابية في المعرض انتقادات المعارضين لما يعتقد أنه مؤشر على وجود علاقة وثيقة بين الحكومة وعالم الصناعة. لكن فضائح الديزل مجرد واحدة من المشكلات التي تواجه صانعي السيارات ومعارضها الأسطورية التاريخية. فقد أدى ظهور التكنولوجيا كساحة المنافسة الرئيسية للمركبات ذاتية القيادة المستقبلية إلى جذب شركات السيارات لمعارض منافسة مثل معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس وموبايل وورلد كونغرس في برشلونة. وعلى أي حال فقد أصبح الحضور الشخصي أقل أهمية؛ فبفضل الشبكات الاجتماعية تعتقد دايملر أن إبداعاتها الجديدة من مرسيدس بنز يطلع عليها نفس العدد من الجمهور في العالم والبالغ مليار شخص سواء كشفت عنها النقاب في فرانكفورت أو في موبايل وورلد كونغرس، وهو معرض تجاري مغلق أمام العامة ويحضره أقل من خُمس زوار المعرض الألماني. وقالت بيتينا فيتزر المتحدثة باسم الشركة إن “استراتيجية دايملر الإعلامية تغيرت مع تزايد أهمية التكنولوجيا”. ولمواجهة هذا الاتجاه المتصاعد يعيد منظمو المعارض والعارضون التفكير في أشكال المعارض مستقبلا وأصبحوا يتسابقون على الارتباط بأحداث وعلامات تجارية خارج مجال محركات الاحتراق. ولم يفوت معرض فرانكفورت الفرصة لاتخاذ هذا المسار إذ سيفتتح منتدى جديدا باسم “نيو موبيليتي وورلد” يشارك فيه عملاقا التكنولوجيا غوغل وفيسبوك في حين تستضيف مرسيدس مؤتمرا تحت راية “ساوث باي ساوث ويست” وهو منتدى للإلكترونيات يعقد في ولاية تكساس الأميركية. وحرصا على ألا يفوتهم الأوان سافر منظمو معرض باريس إلى لاس فيغاس في يناير، لبحث التعاون مع معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لكنهم عادوا صفر اليدين. ويؤكد المحلل أرنت إلينغورست، من إيفركور آي.إس.آي للوساطة، أن ثمة محاولات للبقاء في الساحة حيث أن طريقة استهلاك الناس للمنتجات بدأت تتغير بالفعل. وقال “لقد ولت منذ وقت طويل الأيام التي تكفي فيها الاستعانة بفتيات يرتدين ملابس قصيرة ويقفن بجوار السيارات من أجل جذب الزبائن إلى المعارض”.

مشاركة :