أبوظبي:عدنان نجم انطلقت صباح أمس بفندق جميرا أبراج الاتحاد، أعمال ملتقى الإمارات تشاد للاستثمار، والذي نظمته غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بحضور ومشاركة المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد و حسين إبراهيم طه وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي و محمد حامد كوا، وزير التنمية الصناعية والتجارية وتطوير القطاع الخاص في جمهورية تشاد ووفد وزاري تشادي يضم أكثر من 10 وزراء، ومحمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وإبراهيم المحمود النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الغرفة، ورؤساء ومديري أكثر من 400 شركة ومؤسسة إماراتية وتشادية تعمل في عدد من القطاعات الاستثمارية والصناعية والخدمية وممثلي الغرف التجارية ومجلس أرباب العمل في تشاد. تحدث في الجلسة الافتتاحية للملتقى المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، الذي أكد أن دولة الإمارات تتبنى نموذجاً اقتصادياً رائداً يقوم على المرونة والانفتاح وبناء الشراكات الاقتصادية الناجحة مع مختلف بلدان العالم، مشيراً إلى أن الأسواق الإفريقية برزت في الآونة الأخيرة بصفتها محوراً مهمّاً على خريطة العلاقات الاقتصادية لدولة الإمارات. ولا شك في أن جمهورية تشاد الصديقة تمثل وجهة بارزة للتعاون التجاري والاستثماري في هذه الأسواق الإقليمية المهمة.التبادل التِّجاريوقال المنصوري إن دولة الإمارات وجمهورية تشاد، ترتبطان بعلاقات ثنائية متينة تقوم على أسس الصداقة والاحترام والمصالح المشتركة، مؤكداً الرغبة المشتركة للبلدين الصديقين في تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية، بما يحقق تطلعاتهما التنموية المتبادلة.وأشار المنصوري إلى أن حجم التبادل التِّجاري بين الإمارات وتشاد شهد نمواً ملموساً خلال السنة الماضية، مرتفعاً من نحو 177 مليون دولار في عام 2015 إلى نحو 245 مليون دولار (900 مليون درهم) العام الماضي، مشيراً إلى أن هذا المعدل لا يُعبِّر عن تطلعات البلدين ولا يعكس الإمكانات المتاحة في البيئة الاقتصادية لكل منهما، وهذا يبرز أهمية تكثيف الحوار والتنسيق لتحديد سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وفق رؤية وأهداف واضحة تخدم مصالح الطرفين، وكذلك استكشاف الفُرص الاستثمارية المتاحة، والعمل على تعميق الروابط التجارية والاستثمارية بين القطاع الخاص في البلدين. وأعرب المنصوري عن أمله في أن تسهم تشاد ومن خلال هذا الملتقى بتعريف مجتمع الأعمال الإماراتي بالسياسات الاقتصادية والمالية والتجارية، وإطلاعهم على الأطُر التشريعية والإدارية الناظمة لأنشطة الأعمال والاستثمار في تشاد، وإلقاء الضوء على القطاعات الاقتصادية الواعدة فيها، مؤكداً أن الملتقى يُمثِّل مِنصَّةً قيّمةً لتحقيق هذا الهدف، كما أنه نافذة مهمة للجهات الحكومية والقطاع الخاص في جمهورية تشاد للتعرّف أكثر إلى المناخ الاقتصادي بدولة الإمارات وما يوفره من فرص للتعاون الاقتصادي.وأكد وزير الاقتصاد أن مسيرة التنمية في دولة الإمارات أثبتت قدرتها على تحقيق الإنجازات الضخمة وتجاوز التحديات والضغوط الاقتصادية، ورسَّخت الدولة مكانتها كثاني أكبر اقتصاد عربي، وباتت مركزاً إقليمياً وعالمياً للاستثمار والأعمال، فضلاً عن كونها منبعاً لتدفقات استثمارية ضخمة نحو عدد كبير من بلدان العالم، موضحاً أن هذه الريادة جاءت نتيجة الالتزام بتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة، والتي عبرت عنها رؤية 2021 ببناء اقتصاد تنافسي عالمي متنوع ومستدام، قائم على المعرفة والابتكار بقيادة كفاءات وطنية.وقال المنصوري: إنه «انطلاقاً من الأجندة الوطنية لهذه الرؤية الطموحة، عَمِلت الدولة حثيثاً على تنويع قاعدتها الاقتصادية وتنمية القطاعات المستدامة وغير النفطية، ومن أهمها الصناعة والسياحة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية والتجارة والخدمات اللوجستية والقطاع المالي والتطوير العقاري. كما نعمل على تحفيز التقدم القائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي في مختلف القطاعات الاقتصادية، ولا سيما تلك التي حددتها استراتيجيتنا الوطنية للابتكار باعتبارها محاور للتنمية المستقبلية المستدامة، وهي الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء».حوافز جاذبةوأكد المنصوري أن الاقتصاد الإماراتي يمتلك مقومات استثمارية كبيرة وحوافز جاذبة، من أبرزها البنية التحتية المتطورة، والأطر التشريعية والإدارية والسياسات المالية المشجعة للاستثمار والتجارة، والمشاريع الطموحة والفعاليات الاقتصادية الكبرى مثل إكسبو 2020، فضلاً عن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة، وحالة الاستقرار والأمن الراسخة فيها؛ حيث أسهم ذلك في تبوّؤ الدولة المرتبة الأولى عربياً و12 عالمياً بين قائمة الاقتصادات الواعدة للاستثمار خلال الفترة من 2017 حتى 2019، وفقاً للأونكتاد. ودعا المنصوري المستثمرين في تشاد إلى الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواسعة التي تطرحها القطاعات الحيوية المتنوعة في دولة الإمارات؛ حيث تمثل تنمية الاستثمارات الإماراتية في الخارج ركناً أساسياً في سياساتنا الاقتصادية، نظراً لدورها المهم في تطوير القطاع الخاص الوطني وتعزيز تنافسية الدولة وتعميق الخبرات ونقل المعرفة.وأضاف أن الإمارات اليوم بفضل هذه السياسة هي أكبر مستثمر عربي في الخارج، ووصل إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر منها إلى العالم في عام 2016 فقط ما يقرب من 16 مليار دولار، تمثل ما نسبته نحو 54% من إجمالي التدفقات الاستثمارية الصادرة من الدول العربية مجتمعةً، حيث شهدت الاستثمارات الإماراتية في الخارج توسعاً كبيراً وخاصة في السنوات الأخيرة؛ حيث وصلت إلى معظم الأسواق العالمية، واكتسبت بفضل ذلك تنوعاً كبيراً وسمعة مرموقة وخبرة واسعة في مختلف القطاعات الحيوية، ولا سيما النفط والغاز والضيافة والسياحة والخدمات اللوجستية والنقل والاتصالات وإدارة الموانئ والاستثمار الزراعي والصناعي والتعدين والبنى التحتية.وقال إن هناك فرصاً مهمة للاستثمارات الإماراتية في جمهورية تشاد، ونتطلع إلى ما يمكن أن يقدمه الاقتصاد التشادي من تسهيلات وحوافز للمستثمر الإماراتي في القطاعات الواعدة في هذه الدولة الصديقة، مشدداً على الاهتمام بتعزيز فرص المنتجات الوطنية الإماراتية التي أثبتت جودتها العالية في الاستفادة من الإمكانات التي تتيحها الأسواق التشادية.وذكر المنصوري أن تبادل الخبرات وتقاسم المعرفة يعد ركناً أساسياً في تعزيز علاقاتنا مع شركائنا الاقتصاديين. مؤكداً على اهتمام دولة الإمارات بتقوية التعاون في هذا الجانب مع أصدقائنا في تشاد، ومعرباً عن الاستعداد لوضع الخبرات الاقتصادية الواسعة التي حققتها دولة الإمارات للاستفادة منها في مختلف المجالات التنموية بجمهورية تشاد الصديقة.ووجه وزير الاقتصاد الشكر والتقدير لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، على تنظيمها لهذا الملتقى الناجح الذي سيسهم في بناء الشراكات بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين الصديقين. غرفة أبوظبيمن جانبه قال محمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في تصريح صحفي بمناسبة تنظيم الملتقى إن دولة الإمارات العربية المتحدة ترتبط بعلاقات صداقة متميزة مع جمهورية تشاد، ولكن هذا المستوى المتميز من العلاقات لم ينعكس بالقدر الكافي على صعيد المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين؛ حيث إن حجم المبادلات التجارية لا يزال دون طموحاتنا، مؤكداً أن الإمكانيات والقدرات الطبيعية الكبيرة المتوفرة في البلدين الصديقين وكافة المجالات ستسهم في دعم التحرك لاتخاذ إجراءات مشتركة لإعادة تنشيط المبادلات التجارية وزيادتها، من خلال تشجيع الاستثمار في البلدين وزيادة الوفود المتبادلة والمشاركة في المعارض العامة والمتخصصة التي تقام في الإمارات وتشاد.وذكر الرميثي أن استراتيجية غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، قائمة على بذل المزيد من الجهود لفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص في إمارة أبوظبي خاصة ودولة الإمارات العربية وتشاد عامة، بهدف زيادة الاستثمارات المشتركة وتسهيل ودعم الشركات الإماراتية الراغبة في تعزيز تواجدها وزيادة استثماراتها في أسواق جمهورية تشاد. وأكد الرميثي الاستعداد التام لدعم الشركات التشادية الراغبة في العمل والاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح الاستثمارات التشادية في الإمارة.اتفاقيات تعاونمن جانبه وجّه حسين إبراهيم طه وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي في جمهورية تشاد، الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة لدولة الإمارات على دعمهم لاقتصاد بلاده وتنظيم هذا الملتقى الذي يهدف إلى تشجيع الاستثمارات الإماراتية وتكثيفها في الأسواق التشادية.وأكد أن الملتقى سيعمل على وضع أسس قوية لتطوير علاقات التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات الإماراتية من خلال تشجيع شركات ومؤسسات القطاع الخاص في البلدين لإقامة المشاريع في جمهورية تشاد، مشيراً إلى أن حكومة بلاده ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل وإنجاح هذه الاستثمارات. كما أعلن أن حكومة بلاده ستقوم بإعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرات الدخول المسبقة، وستقوم بتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي واستثماري مع الإمارات، داعياً رجال الأعمال والمستثمرين لاغتنام هذا الملتقى لتوقيع تفاهمات واتفاقيات استثمارية تخدم مصلحة البلدين الصديقين. كما تحدث في الملتقى المهندس محمد حامد كوا، وزير التنمية الصناعية والتجارية وتطوير القطاع الخاص في جمهورية تشاد الذي نقل للمشاركين في الملتقى، تحيات رئيس جمهورية تشاد وتقديره لغرفة أبوظبي وللمشاركين في الملتقى وحرصهم على دعم الاستثمارات الإماراتية في بلاده.وقال: إن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً اقتصادياً ومن الدول الرائدة عالمياً في كافة المجالات التجارية والصناعية والخدمية، مؤكداً رغبة بلاده بالاستفادة من تجربتها الرائدة.وأشار إلى أن تشاد بلد مستقر وآمن ويوفر فرصاً كبيرة ومتنوعة للمستثمرين الإماراتيين، موضحاً أن حكومة بلاده قامت بتطوير وتحديث قوانين الاستثمار لتوفير الدعم للشركات الإماراتية الراغبة في العمل والاستثمار في أسواق تشاد.استقطاب الاستثمارات إلى أبوظبيتحدث محمد الرميثي رئيس اتحاد الغرف رئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي عن المزايا التي تقدمها إمارة أبوظبي للمستثمرين على الصعيدين المحلي والدولي، بفضل موقعها الاستراتيجي، وبنيتها التحتية المتطورة للغاية، إلى جانب ما توفره المناطق الحرة والمدن الصناعية بالإمارة، من سهولة الوصول إلى الأسواق الإقليمية والتسهيلات اللوجستية وغيرها، وقد تمكنت الإمارة من تحقيق زيادة ملحوظة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تجاوزت ال 95 مليار درهم في نهاية العام 2016. وقال «نتطلع إلى تعريف رجال الأعمال بالفرص الاستثمارية في تشاد، والإجراءات والتسهيلات».صندوق أبوظبي يوفر 50 مليون دولار للاستثمارأوضح محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، أن الصندوق سيوفر 50 مليون دولار للشركات والمستثمرين الإماراتيين الراغبين في إطلاق مشاريع استثمارية تنموية في تشاد، مشيراً إلى وجود برنامج يحدد المجالات والقطاعات التنموية المتاحة أمامهم.وقال السويدي: «منذ العام 2016، يوجد توجه لدى الصندوق لدعم المستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار في عدد من الدول التي يهتم الصندوق بإطلاق مشاريع فيها عبر توفير التمويلات اللازمة لهذه المشاريع، ونأمل توسعة العمل بنافذة تمويل رجال الأعمال والشركات الاماراتية للاستثمار خارج الإمارات، وفي الدول التي نهتم بإطلاق مشاريع بها».وأضاف: «يمكن لرجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين الاستفادة من النافذة الاماراتية التي يطلقها الصندوق وبرنامج دعم الصادرات عبر توفير التمويلات لهم».وأوضح أن لدى الصندوق 3 نوافذ هي: نافذة العمل التنموي، نافذة الفرص الاستثمارية في الدول النامية التي تستهدف دعم الاقتصاد المحلي في تلك الدول، إلى جانب نافذة تمويل المستثمرين كشركات ومؤسسات إماراتية، وبذلك يصبح الصندوق جهة تمويل فقط للشركات والمستثمرين للتغلب على عوائق توفر التمويل لإطلاق المشاريع في الدول التي نستهدفها.واستدرك بالقول: «لم نصل إلى برنامج واضح حول نافذة تمويل المستثمرين في الخارج، ولكن سيجري إعداد هذا الأمر مع شركة كورية وسيعلن عن هذا الأمر في المستقبل».رحلات جوية ولا تأشيراتأفاد محمد علي الشامسي سفير الدولة لدى تشاد، أنه سيجري خلال الشهر الجاري إبرام اتفاقية في نيويورك تتيح لمواطني الإمارات دخول تشاد بدون تأشيرة مسبقة، بينما تتيح لحملة الوثائق الدبلوماسية في تشاد من دخول الإمارات، موضحاً أن الشركات والمواطنين الإماراتيين سيستفيدون من التسهيلات التي تتاح أمامهم في تشاد. وذكر أن هناك وجودا لشركات وأفراد من الإمارات في تشاد، ولكن التوجه الحكومي نحو مزيد من الاستثمار والتعاون مع جمهورية تشاد. وأوضح أنه يجري بحث إطلاق رحلات جوية مباشرة بين الإمارات وتشاد.
مشاركة :