الإجازات الطويلة تزيد إنتاجية الموظف!

  • 9/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في النرويج، يشير مصطلح «فيلسفيري» إلى إجازة مدتها أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، يأخذها الموظفون بشكل جماعي في يوليو، ليتركوا شركاتهم إما مغلقة أو تعمل لساعات قليلة. في هولندا، يأخذ الموظفون في صناعة البناء عطلة بناء تسمى «بووفاك» لعدة أسابيع. وقبل عامين في فرنسا، كان القانون يفرض على الخبازين الباريسيين أن يأخذوا عطلتهم الصيفية بالتعاقب، حتى تبقي المخابز مفتوحة للعملاء خلال عطلة الأعياد. ذلك الأمر يثير حسد كثير من الأميركيين، فالولايات المتحدة هي البلد الوحيد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي لا تفرض عطلة مدفوعة الأجر. وتظهر الأبحاث أن العديد من الأميركيين، الذين يتلقون إجازة مدفوعة الأجر يخافون من أخذها بسبب ضغوط العمل. لكن اتضح أن عقلية الإجازة الأوروبية يمكن أن تساعد في الواقع على زيادة الإنتاجية. ويضمن توجيه الاتحاد الأوروبي، بشأن وقت العمل للعاملين في الاتحاد الأوروبي 20 يوماً إجازة على الأقل مدفوعة الأجر سنويا، خلافا للولايات المتحدة، التي لا يوجد فيها حد أدنى قانوني للإجازة السنوية. بعض الدول الأوروبية تفرض إجازة إضافية: المملكة المتحدة وفرنسا والنمسا والدانمارك وفنلندا ولكسمبورغ والسويد تفرض جميعها 25 يوما أو أكثر إجازة سنوية مدفوعة، وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتظهر البيانات أن منح الموظف أيام إجازة أكثر لا يترجم بالضرورة إلى تراجع في الإنتاجية. إذ إن تسع بلدان من بين البلدان العشرة الأكثر إنتاجية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2015، استنادا إلى مقياس الناتج المحلي الإجمالي للساعة الواحدة، كانت في أوروبا. واحتلت الولايات المتحدة المركز السادس. كاتي دينيس، نائب الرئيس، والباحثة الرئيسية في مشروع تايم أوف، وهي مجموعة بحثية ممولة من قبل جمعية وكالات السفر الأميركية، أجرت دراسة حول آثار العطلة على مكان العمل لعدة سنوات. وتقول دينيس «لم تثبت لنا الدراسات صحة فكرة أن نضحي بالإجازة هذه المرة للتقدم في الوظيفة». ووجد تقرير أعده مشروع تايم أوف عام 2016 أن الموظفين، الذين أخذوا عطلة لمدة 11 يوما أو أكثر كانوا أكثر عرضة للحصول على زيادة أو مكافأة في السنوات الثلاث السابقة من الموظفين، الذين أخذوا اجازة لمدة 10 أيام أو أقل. الحصول على مصدر إلهام أخذ إجازة بعيدا عن المكتب والعمل يمكن أيضا أن يحفز الإبداع. فكثير من الأفكار الكبيرة لشركات رئيسية، مثل انستغرام، أو المسرحية الموسيقية «هاميلتون»، مستوحاة أثناء قضاء عطلة. تقول دينيس «الإنتاجية والإبداع وتقديم أفكار جديدة لا يقدمها شخص يعمل لساعات طويلة وجنونية. بل تأتي من شخص يخرج من روتينه اليومي». وتجد الدراسات أيضا فوائد صحية للعطلة، مثل انخفاض الضغط وتحسن الصحة العقلية، بل حتى احتمال أقل للإصابة بنوبة قلبية. تقول كاثلين بوتيمبا، الأستاذة في كلية التمريض بجامعة متشيغان «الإجازات مهمة لأنها لا تجدد العقل فحسب، بل تقلل أيضا من الآثار الجسدية للإجهاد على الجسم». ضغط العمل هو العائق الأول الذي يردع كثيرين عن أخذ إجازة، وفقا لتقرير مشروع تايم أوف لعام 2017. إذ وجدت دراسة استقصائية لأكثر من 7000 أميركي أن %43 من الموظفين لم يأخذوا إجازة بسبب خوفهم من العودة، ليجدوا كميات هائلة من العمل بانتظارهم. كما كانت التكلفة عاملا معيقا آخر، حيث قال %32 إنهم لا يستطيعون ماليا تحمل تكاليف أخذ إجازة. لكن الخبراء يقولون إن الإجازات القصيرة والمتكررة بعيداً عن المكتب يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الإنتاجية. فكما تقول بوتيمبا إن العديد من الدراسات توصي بأخذ إجازة مرتين سنويا لتحسين الفوائد الصحية. وتضيف بوتمبا أنه من المهم للموظفين أن ينفصلوا عن العمل تماما عندما يكونوا في إجازة. إذ وجد استطلاع أجري في يونيو الماضي، أعده مركز أسوسياتد بريس- نورك سنتر فور بابليك أفيرز، أن ثلث الأميركيين يعملون أو يتواصلون مع العمل أثناء الإجازة. وتقول «إن الأمر الأكثر أهمية هو أن تصبح الإجازة منتظمة. لقد ظهرت آثار سلبية رئيسية عند الأشخاص الذين لا يأخذون إجازة لسنوات عدة». CNBC

مشاركة :