المعارضة القطرية تضع ثلاثة سيناريوهات لإنهاء «تنظيم الحمدين»

  • 9/15/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نشر موقع المؤتمر الخاص بالمعارضة القطرية في لندن ورقة بحثية حول السيناريوهات المحتملة لتعنت القيادة القطرية، والتي شرحت فيها الأسباب والعواقب التي قد تلحق بالدوحة داخلياً وخارجياً بسبب سياساتها الداعمة للإرهاب. وأفاد البحث الخاص بالمؤتمر بأن الأزمة الدبلوماسية بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر ستستمر حتى عام 2018، ذلك أن تعنت موقف حكومة الدوحة فيما يخص الحوار لإنهاء الأزمة سيؤدي إلى نتائج سلبية على الأصعدة الاقتصادية والجيوسياسية والدبلوماسية، ما سيدفع بشكل حتمي إلى تغيير النظام الحاكم في الدوحة.وفيما يخص إيران، قالت الورقة البحثية، إن التقارب القطري- الإيراني الحالي سيدفع العناصر المعتدلة من النخبة القطرية إلى خطوات لتحدي الوضع الحالي، وذلك عن طريق بناء جسور مستقلة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث توجد دلائل حالية لظهور هذا التوجه داخل قطر.وبالتالي، سيدفع التعنت القطري إلى مزيد من السخط الشعبي داخل ذلك البلد، ربما يصل إلى الإضرابات والاحتجاجات بسبب شح السلع والمواد الغذائية، ما قد يزيد من احتمالية نشوب أعمال عنف وتظاهرات تؤدي إلى مزيد من القمع على يد القوات القطرية، بالإضافة إلى وجود دلائل في مواقع صفحات التواصل الاجتماعي على حالة سخط متنامية وسط المواطنين.واقتصادياً، أشارت الورقة إلى تأثير الأزمة بالسلب على النمو الاقتصادي القطري، خاصة في ظل تصعيد العقوبات الاقتصادية، ما سيزيد من حالة السخط الشعبي في الداخل.وشددت الورقة على أن الوضع الحالي داخل قطر غير مستقر بدرجة خطيرة، بسبب ثلاثة أسباب رئيسية؛ أولها استمرار سياساتها المتخبطة ودعمها للجماعات الإرهابية مثل تنظيم «الإخوان»، وثانيها هو حمايتها للعشرات من المطلوبين للعدالة فيما يخص قضايا الإرهاب من قبل الحكومة الأمريكية بسبب تمويل «داعش» و«الإخوان» و«النصرة» و«القاعدة»، وثالثها عدم التقيد باتفاقيتي الرياض التي وقعتهما قطر في كل من 2013 و2014.ونتيجة لكل تلك المعطيات، شرحت الورقة أن هناك 3 سيناريوهات رئيسية ستنتهي إليها الأزمة القطرية، والتي هي نتيجة مباشرة لدعم قطر للإرهاب والتقارب مع كل من إيران وتركيا، والذي يؤدي إلى مزيد من التباعد بين الدوحة وجيرانها في المنطقة.تشرح الورقة السيناريو الأول، وهو أن استمرار المقاطعة، بإضافة إلى تنامي الآثار الاقتصادية والسياسية السلبية على قطر بسبب سياساتها، سيؤدي في النهاية إلى سعيها للتصالح، وذلك بعد عملية مفاوضات مطولة، ومن المرجح أن تلعب كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكويت دوراً مهماً في عملية الوساطة والجلوس على مائدة المفاوضات، وهو السيناريو الأكثر احتمالية بين الثلاثة.ويعد الجانب الاقتصادي هو ورقة الضغط في هذا السيناريو، حيث خسرت قطر الكثير في قطاع الطاقة بسبب المقاطعة، إضافة إلى أن الاحتياطي النقدي يشهد حالياً انخفاضاً في جودة الأصول مع استمرار الأزمة، ما يشكل عبئاً ضخماً على كاهل الاقتصاد القطري بسبب اندثار الاحتياطي بمعدل أسرع من المعتاد.وينظر إلى العناصر المعتدلة في النخبة القطرية أنها أهم القوى التي يمكن التعويل عليها لإجراء مصالحة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر، وبالأخص الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني الذي نجح في تسيير أمور الحجاج القطريين بعد لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، حيث ينظر لهم بأنهم «صوت الحكمة» داخل قطر والذي سيؤدي إلى تلاحم المواطنين مع تلك النخبة لدفع عملية المصالحة.أما السيناريو الثاني فيتمثل بالانقلاب السلمي، ويعد هذا السيناريو مرتبطاً بالآثار الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الشعب القطري نتيجة لسياسات الدوحة التي أدت إلى المقاطعة، حيث مع تزايد حالة السخط بسبب الأوضاع السيئة، قد تشتعل الاحتجاجات والإضرابات التي ستدفع القوات القطرية إلى القمع البالغ، وقد يؤدي ذلك إلى اصطفاف عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة، بدعم من الجيش ضد تميم لصالح حكومة أكثر استقراراً، ما سيؤدي إلى تغير سلمي في السلطة الحاكمة، وذلك بحسب الورقة البحثية.أما السيناريو الثالث، بحسب الورقة البحثية، فإنه هو الأقل ترجيحاً، حيث إن الغضب الشعبي بسبب الحالة الاقتصادية المتدهورة الناتجة عن اعتماد قطر على الاحتياطي والأصول الخارجية سيؤدي إلى حالة استياء واسعة في أوساط المواطنين وبالأخص بين أفراد الجيش القطري، ما قد يشعل اضطرابات عنيفة.ويحتمل في هذا السيناريو طلب الحكومة القطرية من القوات التركية المتواجدة على أراضيها المساعدة في قمع الاحتجاجات من قبل أفراد الجيش، ما سيدفع عدداً من القوى الإقليمية للتدخل بشكل سريع للحيلولة دون سفك المزيد من الدماء.وتختم الورقة بالقول، إن الأزمة القطرية الراهنة تشكل تهديداً خطيراً على استقرار الحكومة القطرية، وخاصة بالنظر إلى خطاباتها وتصرفاتها المتهورة، وأن اعتماد الدوحة على الاحتياطات المالية هو مجرد مسكن مؤقت لما قد يحدث من احتجاجات شعبية ربما تصل إلى مستوى الانتفاضة.

مشاركة :