ضغوط المقاطعة تدفع قطر إلى البحث عن متنفس لعزلتهاتؤكد تحركات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العواصم الأوروبية هذه الأيام أن ضغوط دول المقاطعة بلغت مرحلة حرجة بالنسبة للدوحة، وبدأت تستدعي معها البحث عن متنفس مؤقت قد يخرجها من أزمتها المتفاقمة، والتي يبدو أنها ستأتي بنتائج عكسية، وفق المراقبين.العرب [نُشر في 2017/09/15، العدد: 10752، ص(3)]متى أخرج من العزلة باريس- كشفت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الفرنسية أن قطر تلقت من العواصم الدولية إشارات تفيد بضرورة انصياع الدوحة للمزاج الدولي والإقليمي الداعي إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وأضافت المصادر أن امتناع هذه العواصم عن اتخاذ أي موقف مؤيد لقطر في نزاعها الراهن مع الدول المقاطعة، وضع الدوحة في موقف محرج تطلّب خروج أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في جولة أوروبية عاجلة في محاولة لتحسين موقع بلاده واستكشاف الموقف الدولي عن كثب. وبدأ الأمير القطري جولته الخميس بزيارة تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية بما فيها الأزمة الخليجية، بحسب وكالة الأنباء القطرية. وتكشف الجولة التي يقوم بها الشيخ تميم إلى تركيا وألمانيا وفرنسا الضغط الهائل المتصاعد على الدوحة إثر الأزمة التي وضعت فيها قطر مع دول المقاطعة. وهذه الجولة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب وعملها على تقويض استقرار دول المنطقة واستمرارها في دعم تيارات الإسلام السياسي، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين التي تدرجها هذه الدول على لوائح الإرهاب.الأمير القطري يسعى إلى الاستقواء بالحليف التركي الذي يعتبر مراقبون أتراك أنه يقود بلاده في مرحلة باتت بلاده تعاني من أسوأ علاقات لها مع العالم الغربي ورأت مصادر دبلوماسية خليجية في باريس أن الضغوط الدولية التي تمارس على الدوحة هي التي دفعت أمير قطر إلى التعجيل بزيارة تركيا التي اتخذت موقفا مؤيدا للدوحة في نزاعها مع دول الخليج وبادرت بإرسال قوات تركية باتجاه القاعدة العسكرية التركية في قطر. وتقول المصادر إن الشيخ تميم يحتاج إلى مشورة حليفه أردوغان في كيفية مقاربة الضغوط الدولية المتصاعدة. ويسعى الأمير القطري إلى الاستقواء بالحليف التركي الذي يعتبر مراقبون أتراك أنه يقود بلاده في مرحلة باتت بلاده تعاني من أسوأ علاقات لها مع العالم الغربي منذ نشوء الجمهورية التركية الحديثة. ويحاول الشيخ تميم الخروج من الأزمة عبر جولة علاقات إلى أنقرة وبرلين وباريس لتعزيز الثقة ومحاولة التنفيس من الضغط الداخلي، بعدما فشلت الجولات السابقة التي قام بها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى العواصم الغربية. ولفت مراقبون فرنسيون إلى المأزق الذي يعيشه أمير قطر والذي يتجلى في طبيعة جولته الأوروبية الحالية في الوقت الذي يحتدم فيه الخلاف بين تركيا والاتحاد الأوروبي عامة وألمانيا خاصة. ورأى هؤلاء أن الدول الأوروبية جميعها منسجمة في موقف واحد للمحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي، وأن باريس وبرلين متفقتان على دعم الوساطة الكويتية، أي دعم الحل داخل البيت الخليجي، وعلى وقف أي علاقة مشبوهة مع منظمات الإرهاب، وهو شأن سبق لتقارير أوروبية أن أشارت إلى تورط قطر فيه. ويجري الشيخ تميم آل ثاني الجمعة مباحثات في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها وآخر التطورات الإقليمية والدولية، وفق الإعلان القطري الرسمي. ويتبعها بزيارة للعاصمة الفرنسية باريس، حيث يلتقي فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء مباحثات تتناول سبل تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى الأزمة الخليجية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ونقلت مصادر سياسية خليجية مطلعة أن النظام السياسي في الدوحة بات يدرك أن المواجهة مع دول المقاطعة باتت مفتوحة بعد أن مرت الفترة الأولى للمزايدات والمماطلة، وأن دول الخليج كما العالم أجمع باتت مستعدة للتعايش مع الأزمة لوقت طويل، وهو أمر لا تتحمله قطر اقتصاديا ولا تقوى على التعايش معه جيواستراتيجيا.
مشاركة :