جولة صاحب السمو الخارجية تنبئ عن بوادر حلف جديد

  • 9/16/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أكاديميون وباحثون لـ «العرب» أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد اَل ثاني أمير البلاد المفدى لكل من تركيا وألمانيا وفرنسا بمثابة إعلان فشل الحصار، وهي شكر للدول الصديقة على مواقفها الداعمة لقطر في الأزمة، موضحين أن الزيارة ستتضمن مناقشة المصالح الآنية والمستقبلية، كما تنبئ عن بوادر لحلف جديد في المنطقة على رأسه تركيا وقطر، وهو حلف سياسي داعم لتطلعات الشعوب في المنطقة. وحول زيارة سموه لتركيا أوضحوا أن التحالف بين قطر وتركيا جزء من تحالف اقتصادي كبير في سوق الطاقة القائم على إنتاج وتسويق الغاز، وهو يشمل بالإضافة إلى قطر وتركيا، إيران، الصين وروسيا، فرنسا، ألمانيا، حيث تتعاون هذه الدول في إنتاج الغاز ونقله وتسويقه. الأنصاري: محور سياسي داعم لتطلعات الشعوب قال الدكتور ماجد الأنصاري أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد اَل ثاني أمير البلاد المفدى لتركيا، وهي أول زيارة خارجية له منذ بدء الحصار، تعتبر إشارة واضحة لانتهاء تصعيد الأزمة وفشل الحصار في تحقيق أية مكاسب على الأرض. وقال إن الجولة التي بدأها صاحب السمو بتركيا هي بمثابة شكر وتقدير لمواقف الدول الصديقة التي دعمت قطر خلال هذه الأزمة، مشيراً إلى أن تركيا ظلت داعمة للموقف القطري بشكل كبير منذ بداية الأزمة. وأضاف أن قطر تسعى لتعزيز وتنمية العلاقات العسكرية الاستراتيجية بين قطر وتركيا، والتي كان لها دور كبير خلال هذه الأزمة، مشيراً إلى أن هذا الملف من الأولويات في العلاقة بين البلدين، كما أن زيارة صاحب السمو ستدعم العلاقات الاقتصادية أيضاً، وأوضح الأنصاري أنه على المستوى السياسي سيكون هنالك تعزيز للمحور القطري التركي الداعم لتطلعات الشعوب في المنطقة. مطر: تعاون في الملف الاقتصادي قال الدكتور زكريا مطر الباحث والمحلل الاقتصادي، إن التحالف بين قطر وإيران وتركيا لديه أسباب اقتصادية منطقية قوية، حيث إن دولة قطر ستكون ثالث دولة بالعالم مصدرة للغاز الطبيعي، وأنها وإيران ستشكلان أكبر منظومة عالمية للغاز، وأن الوسيط في ذلك سيكون دولة فرنسا بواسطة شركة توتال الفرنسية التي وقعت مع قطر وإيران اتفاقية نقل الغاز بالمليارات. وأشار زكريا إلى أن الصين طرف في هذا التحالف لأنها الجهة التي ستبني وتشيد خط النقل الذي سيمتد من قطر عبر البحر إلى إيران، كمركز تجميع ومنه إلى روسيا والصين وكل دول آسيا. وأوضح أن الدور التركي في هذا التحالف الاقتصادي محوري لأن تركيا هي مركز التجميع الذي سيعاد منه تصدير الغاز إلى كل دول أوروبا، والتي هي من أكبر المستهلكين للطاقة. وأكد زكريا أن الصين اشترطت أن يباع الغاز باليوان الصيني، ولكن أميركا تحفظت على المشروع لأن الغاز والبترول يباع بالدولار، وهذا ما يجعلها خارج المنافسة الدولية بهذا الخصوص، وعليه تحركت جدياً لإفشال المشروع برمته. وقال زكريا إن هذا سبب الزيارة الأخيرة لترمب للمنطقة، إذ أعطى الضوء الأخضر للسعودية والإمارات والبحرين للتحرك ضد قطر، إلا أن بعض الدول كفرنسا وألمانيا، وقفت ضد التحرك وتم ذلك بالتنسيق مع تركيا للتدخل لدعم مصالحها مع قطر. عبد الرازق: زيارة تركيا تؤكد «وحدة المصير» أكد الباحث أبوبكر عبد الرازق أن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد اَل ثاني أمير البلاد المفدى إلى تركيا في هذا التوقيت غاية في الأهمية بالنسبة للدولتين ومستقبل العلاقات بينهما، فبحسب بيان الرئاسة التركية سيناقش الجانبان العلاقات الثنائية بينهما والوضعين الإقليمي والدولي، بمعنى أن هناك ثلاثة محاور رئيسية ستكون هي مثار الاهتمام في هذه الزيارة. وأضاف أن دلالات هذه الزيارة تشير إلى ما هو أعمق من البروتوكولات الدبلوماسية والزيارات الروتينية، ليس فقط بالنسبة لقطر، وإنما كذلك بالنسبة لتركيا التي تخلت بلا رجعة عن عقيدة رئيس وزرائها السابق داوود أوغلو الساعي إلى الانكفاء داخلياً والحذر من التدخل في القضايا الإقليمية والدولية، وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضي، حيث اتجهت حكومتها إلى الاهتمام بشكل متعاظم بقضايا محيطها. وأكد أن توجه الحكومة التركية السريع والحاسم بداية الأزمة الخليجية وحصار قطر، وإعلانها الوقوف إلى جانب دولة قطر وتفعيل الاتفاقيات العسكرية بين البلدين، وإقرار البرلمان التركي في وقت وجيز تسريع اتفاقية إقامة القاعدة العسكرية التركية في الأراضي القطرية، كلها مؤشرات قوية تؤكد أن تركيا صارت تفضل التصدي للأزمات خارجياً قبل أن تتفاجأ بها في عقر دارها كما حدث مع الانقلاب الفاشل، من هنا يمكن فهم زيارة صاحب السمو لتركيا كتأكيد على وحدة المصير بين الدولتين، فكلاهما تعرضت وما تزال إلى محاولات فاشلة لتغيير النظام بأياد خارجية، بعضها نفذ وفشل كحالة الانقلاب في تركيا، والأخرى لم تنفذ وأجهضت قبل أوانها كما حدث مع دولة قطر إبان الأزمة الماثلة. وقال بالنسبة لتركيا كانت قطر أول الدول التي رفضت رسمياً الانقلاب، وغطت قناة الجزيرة على مدار الساعة ملحمة الأتراك حينما خرجوا لرفض الانقلاب، فكان أن لعبت هذه التغطية وموقف قطر الرسمي دوراً محورياً في تماسك جبهة المقاومة ودحر المحاولة الانقلابية، وعلى هذا الأساس أيضاً يمكن قراءة التجاوب التركي السريع مع قطر والوقوف إلى جانبها مما أحبط هو الآخر مخططاً لتغيير النظام في قطر، وبالتالي فإن المصير المشترك هو ما يجمع بين دولتي قطر وتركيا. وأضاف أن هذا المصير تم تعضيده بتعاون اقتصادي فريد من نوعه بين البلدين، بدأ منذ نشوب الأزمة الخليجية وهو في تزايد مضطرد اليوم، ويتوقع أن يبلغ مستويات متعاظمة حتى نهاية هذا العام، ما يعني أن العلاقات بين قطر وتركيا لن تظل فقط علاقات عاطفية مبنية على الشجون المشتركة، وإنما ستتضمن المصالح الآنية والمستقبلية، وهو توجه يبين أن عقيدة قطر في العلاقات الدولية تركز في هذه المرحلة على حماية سيادتها في مواجهة محيط إقليمي غير مأمون، ما ينبئ عن بوادر لحلف جديد في المنطقة على رأسه تركيا وقطر، يمكن أن يجذب العديد من الأطراف ذات التوجهات المشابهة كالكويت وسلطنة عمان والعراق وإيران، في مواجهة حلف آخر تقوده إسرائيل وتنضوي تحته بقية بلدان المنطقة.;

مشاركة :