35 عاما على «مذبجة الضمير الإنساني» ..الجرح الفلسطيني النازف

  • 9/16/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم السبت 16 سبتمبر/ ايلول  2017 الذكرى الـ 35 لمجزرة صبرا وشاتيلا ( مذبحة الضمير الإنساني) التي ارتكبتها  قوات دولة الاحتلال  والميلشيات اللبنانية عام 1982 في مخيم صبرا وشاتيلا بلبنان. ليسجل التاريخ فصلا دمويا غير مسبوق في العالم، للإبادة البشرية .. وتبقى الذكرى «الدموية .. السوداء» جرحا فلسطينيا نازفا حتى الآن.           لم تكن مجزرة صبراوشاتيلا أولى مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ولا الأخيرة، فقد سبقتها مجازر الطنطورة ، وقبية، ودير ياسين، وأعقبتها مذبحة مخيم جنين، ومجازر منسية أخرى في غزة والضفة الغربية، لكن بشاعة مجزرة صبرا وشاتيلا وطبيعة ظروفها شكلتا علامة فارقة في الضمير الجمعي الفلسطيني.           ومن مشاهد الجرح  الفلسطيني النازف، أنه لا يعرف أحد ، حتى الزمن الراهن، عدد شهداء المجزرة، التي استمرت 48 ساعة متواصلة، منذ مساء الخميس 16 سبتمبر/ أيلول، إلى ظهر السبت 18 سبتمبر/ أيلول 1982، في منطقة صبرا ومخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة اللبنانية بيروت، لكن أدق الأرقام تتراوح بين الـ 3500 إلى 5000 شخص، من أصل 20 ألف نسمة كانوا يسكنون المخيم وقت حدوث المجزرة.           وهدفت المذبحة إلى بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم للهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 في لبنان انتقامًا من الفلسطينيين الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الصهيونية طيلة ثلاثة أشهر من الحصار، الذي انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت.     مشهد اللحظة الدموية الأولى، بدأ  مع أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير..بعد أن أصدر كل من «الجزار الدموي» آريل شارون، وزير الحرب آنذاك، ورافايل إيتان، رئيس أركان الحرب الإسرائيلي، في حكومة مناحيم بيغن، الحشد العسكري مع المجموعات الانعزالية اللبنانية وما سمي جيش لبنان الجنوبي (عملاء اسرائيل)  لمحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا، وإبادة الفلسطينيين من سكان المخيمين.           وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم،  وأخذوا يقتلون المدنيين قتلا بلا هوادة .. أطفال في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم، وحوامل بقرت بطونهن، ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، ورجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألما لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.             ولم تشهد الوقائع الدموية في التاريخ الإنساني، فصولا من جريمة ذبحت الضمير الإنساني، كما حدث  طوال 48   ساعة متواصلة من القتل المستمر، وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة .. وبعد أن أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاق كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر/ أيلول حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، ليجد جثثا مذبوحة بلا رؤوس، و رؤوسا بلا أعين، و رؤوسا أخرى محطمة ! ليجد قرابة  5000 جثة شهيد ، ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني.           وحاصرت مجزرة صبرا وشاتيلا الكيان الاسرائيلي أمام الرأي العام العالمي فحاول قادة الاحتلال التملص من الجريمة، وفي 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1982 أمرت حكومة الاحتلال المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وفي 7 فبراير/ شباط 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الحرب الإسرائيلي أرييل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة، فرفض أرييل شارون قرار اللجنة واستقال من منصب «وزير الدفاع»،  وفي 16 ديسمير/ كانون الأول  1982 دانت لأمم المتحدة المجزرة ووصفتها بالإبادة الجماعية.

مشاركة :