أثارت التحذيرات الدولية، التي توالت خلال الساعات الماضية، من أكثر من سفارة غربيّة في بيروت، الهلع بين اللبنانيين، الذين ما زالوا يحلّلون في ما ورائيّات تلك التحذيرات، وإذا ما كان مصدرها معلومات دقيقة وردت إلى دوائر استخباراتيّة غربيّة، حول وجود نوايا جرميّة لجهات إرهابيّة بالإقدام على عمل أمني ما. وما زاد من التكهّنات حولها أنّها أتت في وقت كان الجوّ العام في البلد يحذّر من ردود فعل قد يقدم عليها إرهابيون ردّاً على هزيمتهم في الجرود. وتربّع الهاجس الأمني على سطح المشهد الداخلي، في ضوء التحذيرات الدولية التي رفعت منسوب القلق لدى اللبنانيين من أن يكونوا أهدافاً لعمليات إرهابية خطيرة، خصوصاً أن النبرة الحازمة، التي تضمّنتها هذه التحذيرات إلى رعاياها في لبنان، بدت وكأنها مبنيّة على معطيات أمنيّة شديدة الخطورة حول استهداف مراكز حيوية وتجمّعات في لبنان، ووصلت إلى حدّ تحديد موعد حصول عمل إرهابي خلال ساعات، في حين تردّد وجود معلومات استخباراتية عن أن عملاً إرهابياً كان يتمّ الإعداد له، وأن مخابرات الجيش اللبناني، في تقاطع معلومات مع الأميركيين، ضبطت خيوطاً له، ما سمح بتعطيله، كما بإجراء توقيفات عدّة. ومع ارتفاع منسوب الكلام في الشأن الأمني، يتوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك اليوم، للمشاركة في أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة لبنان الخميس المقبل. وذلك، في أوّل إطلالة دولية له في سنته الرئاسية الأولى. بعد التحذيرات التي أطلقتها الولايات المتحدة وكندا لرعاياهما في لبنان، انضمّت فرنسا إلى التحذير، عبر رسائل نصيّة قصيرة بعثت بها القنصلية الفرنسية إلى رعاياها، تدعوهم إلى «تنبّه استثنائي عند ارتياد الأماكن العامة، نتيجة وجود خطر أمني خلال الساعات الـ48 المقبلة»، من دون أن تحدّد ماهية الخطر وحجمه، والجهة التي تقف خلفه، والموقع الذي سيستهدفه، على غرار ما ورد في التحذير الأميركي الذي حدّد كازينو لبنان كهدف محتمل. وبدا جلياً أنّ هذه التحذيرات، التي اتبعتها الأمم المتحدة وقيادة «اليونيفيل» بتحذيرات مماثلة، وتردّد في سياقها أيضاً أنّ ألمانيا وجّهت تحذيراً لرعاياها والانتباه في تنقّلاتهم في لبنان، لم تأتِ من فراغ، إذ أكدت على ذلك مراجع معنية بالأمن، لا سيما وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي أكد أنّ تحذير السفارات الغربية في لبنان مبنيّ على معلومات من أحد أجهزة الاستخبارات الأجنبية، مطمئناً إلى أن «الأجهزة الأمنية تقوم بمتابعتها للتحرّي عن صحّتها ودقتها، ولا داعي للخوف».
مشاركة :