مع كل بداية لعام دراسي جديد، يضع أولياء الأمور أيديهم على قلوبهم ويتوجسون خيفة من شكل الأسعار الخاصة بمستلزمات بداية الدراسة. وفي كل عام دراسي جديد، نرى العجب العجاب من تقليعات الأسعار الفاحشة، وآخر تلك الفواحش، وصول سعر الشنطة الدراسية إلى 36 ديناراً!... هل يعقل هذا في بلد مثل الكويت، والذي لا يدفع فيه التاجر الذي يستورد من الخارج، إلا رسوم جمارك شبه رمزية، وفي كثير من الأحيان لا تتجاوز قيمة أجور الشحن؟ بما معناه أن أهم التكاليف التي يحسب لها حساب من قبل التاجر في أي بقعة من بقاع العالم، هي رسوم الجمارك المستوفاة من الدولة... فإن كانت خيالية وتقصم الظهر هنا يكون الغلاء مشروعا إلى حد ما، وإن كنا قد بالغنا في التعبير. ما نريد قوله، ان التسهيلات التي يحصل عليها التاجر لا نجدها في أي بلد آخر لرخصها وقلة مبالغ رسومها. وفي المقابل، فإننا نرى وضعاً معاكساً ومغايراً لما يقتضيه ضمان حسن سير العملية التجارية بين التاجر والمستهلك... ويحدث في المقابل العكس، كما أشرنا، فإننا نجد غلاء فاحشاً للأسعار وغير منطقي، وفي اعتقادي قد تتجاوز نسبة الأرباح الخيالية التي يضعها بعض التجار الجشعين الـ 100في المئة في كثير من الأحيان. وفي تقديرنا، أن وزارة التجارة هنا في هذا المقام مقصرة بدرجة كبيرة، إذ ان تلك القلة من التجار الجشعين يعيثون فساداً في وضع الأسعار الخيالية وعلى مرأى ومسمع من الوزارة. ويحدث أن نسمع بعض الأصوات التي تهاجم غلاء الأسعار من هنا وهناك. ولكن في النهاية فإن الموضوع يمر مرور الكرام مثله مثلما يحدث في كل عام. كما ينسحب موضوع مقالنا على الغلاء في الأعياد والمناسبات وشهر رمضان، حيث يحتاج المستهلك للشراء... وحتى لا نكون قد ظلمنا البعض في حديثنا، نقول ان هناك بعض التصريحات المقرونة بالعمل لبعض مسؤولي وزارة التجارة باتخاذ العديد من الإجراءات لمحاربة الغلاء والعبث بالعملية الاستهلاكية. كما اننا نقول ان تلك التصريحات والأعمال تعد متواضعة جداً قياساً بما يعانيه المستهلك في أوجه وأشكال متعددة حين يقوم بتوفير مستلزمات الاستهلاكية من السوق المحلية. وزارة التجارة مطالبة بوضع حد لهذا الغلاء الفاحش الذي يطل برأسه كلما اقتربت مناسبة أو موسم أو حدث مهم تزداد معه حركة الشراء من المستهلك البائس الذي تراه يلهث هنا وهناك وراء أنسب الأسعار التي تناسب ميزانيته. فهل نشهد تحركاً له قيمة من قبل وزارة التجارة... نتمنى ذلك. والله الموفق. Dr.essa.amiri@hotmail.com
مشاركة :