خبراء أردنيون: العزلة أسقطت المشروع القطري في دعم الإرهاب

  • 9/18/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان: «الخليج» 100 يوم من العزلة، كانت كفيلة بكشف أوجه قطر الحقيقية الداعمة للإرهاب، ويدها الطولى في أزمات واسعة في المنطقة، وتورطها الفاضح في ملفات سياسية وأمنية سوداء، وبحثها عن تفرّد وهمي من خلال استقطابات مفتعلة وتحالفات تخريبية، فبعد هذه الفترة سقطت أقنعتها التجميلية المُدّعية قيامها بأدوار إنسانية ودينية ونهضوية، وأظهرت مآرب ظلامية تلتقي فيها النرجسية الطاغية على حساب كل شيء، وفتح الأبواب على مصراعيها للأطماع في فضائها الخليجي ودول عربية.يؤكد الباحث الأردني الدكتور محمد غنيمات، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في رؤية يقدّمها حول إرهاصات سبقت الوصول إلى قرار العزلة، وما تكشّف خلالها من نوايا مسيئة من الدوحة، أن الوضع كان يوحي منذ سنوات قريبة بتحركات مشبوهة للقيادة في دولة صغيرة تريد حصد مكانة كبيرة تفوق حجمها وإمكاناتها السياسية، مع بوادر للتحالف حتى «مع الشيطان» من أجل الظفر بدور بارز ومؤثر وتغيير خريطة قوى المنطقة لصالحها، وتسرّبت مبكراً وثائق ومقاطع مرئية للأمير حمد بن خليفة بعقد لقاءات تتسم بمودة متبادلة مع زعماء صهاينة، قبل رصد تسجيلات صوتية مع العقيد الليبي السابق معمر القذافي للتآمر على السعودية ودول الخليج.ويقول غنيمات: ثبت جلياً أن ما قدمته الدول المقاطعة في بيانها الأول تزامناً مع قرار العزلة كان صحيحاً، ومع مرور الأيام اتضحت الصورة أكثر، وأن قطر والإرهاب توأمان متصلان لا ينفصلان، فهي لم تكتف بتمويل جماعات مخربة في مصر وتونس وليبيا واليمن واستقبال كبار قادة الفتنة وإيواء رؤوس الخطابات المحرّضة على العنف والحرب، لكنها أكثر من ذلك كانت تقف، وبكل ما تملك، وراء اتساع حضور إيران، وتقوية ذراع الاستيطان في فلسطين، على عكس ما كانت تظهره، فضلاً عن ثبوت تحريك الاحتجاجات الملازمة لأعمال شغب في دول آمنة، ومحاولتها إيصالها إلى البحرين والسعودية وحتى الأردن. ويضيف: نحن في الأردن على صعيد النُخب السياسية والثقافية والفكرية راجعنا مداخل قطر للبلد، بعدما اتخذت الدول الأربع موقفاً موحداً تبعه فرض الأردن خفض التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة وإغلاق مكتب قناة الجزيرة في عمّان، وعند المراجعة الدقيقة أصبحت رؤية النشاط القطري غير الجلي للعيان على الساحة الأردنية محفوفة بريبة، ولم يقتصر على تدفق المال السياسي إبّان ما يطلق عليه «الربيع العربي»، ومحاولة تحريك الشارع بصورة مغرضة وغير سلمية في المحافظات الأردنية، ولكن كذلك دعم بعض المحسوبين على اللاجئين السوريين عينياً ومادياً ومساندة شخصيات مؤثرة في التظاهرات الشعبية تحت غطاء إنساني وإصلاحي على غير الحقيقة. ويشير غنيمات إلى إبداء مسؤولين أردنيين في وقت سابق توجساً من التدخل القطري في الساحة الداخلية، ومحاولات تكرار العبث في دول محيطة، وظهور بوادر لذلك عبر أداتها الإعلامية «الجزيرة» في عمّان. وشدد الكاتب السياسي اليساري موفق محادين بندوة في عمّان ناقشت تداعيات ما أطلق عليه «الربيع العربي» على تورط قطر في المال السياسي على الساحة الأردنية، عبر دعم محسوبين على «الثورة السورية» وتمويل جماعة الإخوان المسلمين التي فقدت شرعيتها. وسجّل محادين حينها دلائل يُمكن إسقاطها بوضوح على كشف أوراق قطر خلال عزلة ال 100 يوم، منها دخول تمويل الدوحة في الأردن عبر بوابة مركز للأبحاث والدراسات السياسية يشرف عليه «المُتلوّن حسب مصالحه» عزمي بشارة، ومد أذرعه نتيجة علاقات حميمة مع إعلاميين وسياسيين، فضلاً عن محاولة منتدى للحراك الشبابي في الدوحة استمالة شباب عرب، بينهم أردنيون لتبني فكر «الإخوان» وتحويلهم إلى أدوات تحريك وعناصر تخريب وفقاً لما يخدم السياسة القطرية. ولفت المحلل السياسي عامر التل إلى محاولة قطر تمويل خطباء في الأردن ودول عربية محسوبين على الدين الإسلامي، وهو منهم براء، كانت مهمتهم تأجيج المشاعر وإشاعة الفوضى وافتعال أزمات، وتحقق ذلك بصورة كبيرة في عواصم مازالت تعاني تداعيات الخراب. ولا يستبعد التل دعم قطر تصفية القضية الفلسطينية ومحاولة دعم مشاريع صهيونية تحث على الوطن البديل، بما يتوافق مع كشف ضخها أموالاً هائلة للجماعات الإرهابية، وبث شائعات ونشر معلومات مغلوطة غايتها ضرب الأمن في كل مكان لصالحها.ويتوقف محمد المجالي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية عند ما يصفها «خسائر سياسية فادحة وبالجملة» كشفتها فترة العزلة حتى الآن قائلاً: سقط المشروع القطري الإرهابي برمته في المنطقة، وتعرّت مظاهره بالكامل، وحتى إذا عادت الدوحة إلى بعض صوابها وقررت تنفيذ الشروط والالتزام بما عليها، وهذا مستبعد، فإنها ترجع ضمن حجمها الصغير مع إحباط محاولات مدسوسة قد تتكرر عبر أوجه جديدة. ويضيف: قطر تمد يداً إلى إيران وأخرى إلى «إسرائيل» لاعتقادها أنهما الأقوى، ويمكنها الولوج من خلالهما إلى بوابات سياسية أوسع، استطاع المقاطعون وصدها، لا سيما بعدما أظهرت العزلة وثائق فاضحة بشأن محاولات المساس بالأمن القومي الخليجي، وتبنّي الطائفية وبث الفتن.ويتابع: حالة عدم السيطرة على الأمور التي لفّت قطر بُعيدَ العزلة دفعتها للتخبط، وأفشت ما لديها، فخسرت المزيد من الحضور العربي والدولي، وكانت التصريحات الرسمية بشأن العلاقات الوثيقة مع مليشيات بينها «حزب الله» الذي ظهر تواصله مع تنظيم «داعش» الإرهابي إلى جانب «الحوثيين» في اليمن ودعم الانشقاق في الفصائل الفلسطينية والانخراط مع جهات مُتّفق على تخريبها وتطرفها بمثابة «مهازل» جديدة أفقدت الدوحة كل ما تبقى من رصيدها السياسي القائم على أرض هشّة.

مشاركة :