توقع محللون ماليون أن تحقق المصارف الإسلامية المقيدة في أسواق المال الإماراتية، أداء مالياً قوياً في الربع الثالث، لتستكمل مسيرتها الإيجابية المحققة منذ مطلع العام الجاري، بعد نمو الأرباح الصافية لأكبر 4 مصارف إسلامية، مدرجة بنسبة 16% إلى 3.93 مليارات درهم. وقال المحللون لـ «البيان الاقتصادي»، إن توقعاتهم ترجح أن تشهد أرباح البنوك الإسلامية خلال الربع الثالث والرابع من العام الحالي، نمواً أقوى من المحقق في الأرباع المقبلة، مشيرين إلى أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وحثيثة، لكي تتصدر مراكز متقدمة في سوق الصيرفة الإسلامية على المستويين الإسلامي والعالمي. ووفق آخر بيانات رسمية صادرة عن المصرف المركزي، شهدت البنوك الإسلامية، وتيرة نمو أكبر من نظيرتها التقليدية، من حيث إجمالي الأصول والائتمان الممنوح والاستثمارات والودائع المصرفية خلال يوليو 2017، مقارنة مع يوليو 2016. وارتفعت أصول البنوك الإسلامية 6.9 % إلى 528.6 مليار درهم، بينما ارتفعت أصول التقليدية 4.1 % إلى 2.1 تريليون درهم. وبلغ حجم الائتمان الممنوح من قبل البنوك الإسلامية نحو 354.6 مليار درهم، بنمو 8.2 % في يوليو 2017، مقارنة مع يوليو 2016، فيما ارتفع بوتيرة أقل في البنوك التقليدية بنسبة 2.3 % إلى 1.24 تريليون درهم. نمو متوقع وقال عصام قصابية المحلل المالي لدى مينا كورب للخدمات المالية، إن البنوك الإسلامية المقيدة، وهي: دبي الإسلامي، والشارقة الإسلامي، والإمارات الإسلامي، وأبوظبي الإسلامي، أظهرت أداء قوياً في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة المقارنة من العام الفائت، مع زيادة إيرادات التمويل الإسلامي بنحو ملحوظ، وارتفاع إيجابي في الودائع. وأضاف قصابية، أن نتائج البنوك أظهرت سيطرتها على التكاليف، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الاقتصاد العالمي، بالتزامن مع تراجع أسعار النفط، مؤكداً على أن استمرار نمو قطاع الصيرفة الإسلامية في الإمارات، رغم غموض الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والعالمية، يعتبر تأكيداً على نجاح هذا القطاع في تلك الفترة. وتوقع قصابية أن تحقق البنوك الإسلامية نتائج أقوى في الربع الثالث، يفوق التوقعات على أن تواصل نموها في السنوات المقبلة، في ظل مساعي الإمارات الحثيثة على تصدر مراكز متقدمة في سوق الصيرفة الإسلامية على المستويين الإقليمي والعالمي. أداء قوي من جانبه، قال المحلل المالي والخبير المصرفي عمرو حسين، إن التوقعات ترجح أداء مالي قوي للبنوك الإسلامية في الربع الثالث، خصوصاً بعدما أظهرت نتائج النصف الأول أرباحاً وإيرادات قوية، مشيراً إلى أن النمو المحقق جاء على الرغم من حالة التباطؤ التي يشهدها الاقتصادان الإقليمي والعالمي. وأكد حسين على قوة أداء القطاع المصرفي الإماراتي بشكل عام، والمصارف الإسلامية بشكل خاص، بدعم رئيس من قوة ومتانة الاقتصاد الإماراتي، لا سيما مع استمرار الإنفاق الحكومي على المشاريع الكبرى، وارتفاع نسبة الاستثمار الوطني والأجنبي في هذه المشاريع وغيرها من المشاريع الوطنية الكبرى. وأشار حسين، إلى أن البنوك الإسلامية الإماراتية، تعتبر واحدة من أعمدة الصيرفة الرئيسة في دول الخليج، ولها أصول بمئات مليارات الدولارات، وتقتسم حصة كبيرة في صناعة الصيرفة بدول الخليج. صلابة ومرونة وقال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذي لشركة "الصفوة مباشر" للخدمات المالية، إنه على الرغم من التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد العالمي، وتراجع أسعار النفط، إلا أن القطاع المصرفي في الإمارات وخصوصا المصارف الإسلامية استطاع الحفاظ على صلابته ومرونته في مواجهة جميع التحديات. وأضاف رشاد أن المصارف الإسلامية في الإمارات تعد ضمن الأكثر امانا واستقرارا في المنطقة بما يمكنها من وضع بصمتها في سوق التعاملات المالية والمصرفية العالمية. وتوقع رشاد نمواً بنسب أكبر في أرباح وإيرادات المصارف الإسلامية خلال الربع الثالث.