علماء يتصدون لنجمات البحر للحفاظ على الحاجز المرجاني

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سيدني (استراليا) - رجح علماء الاثنين اطلاق كميات كبيرة من رخويات تعرف باسم بطنيات الرِجل في الحاجز المرجاني الكبير لحماية هذه الجوهرة الطبيعية الاسترالية المهددة بنجمات البحر القاتلة. والحاجز المرجاني الكبير مدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية منذ العام 1981 وهو يمتد على مساحة 345 الف كيلومتر مربع على طول الساحل الاسترالي ويشكل اكبر مجموعة من الشعاب المرجانية في العالم مع ثلاثة الاف "نظام" مرجاني ومئات الجزر المدارية. الا انه مهدد راهنا بظواهر ابيضاض خطرة ومتكررة لمرجانه بسبب الاحترار المناخي والنشاطات الصناعية والزراعية فضلا عن نجمة بحر حمراء غازية تعرف باسم "اكليل الشوك". وتقتات نجمات البحر هذه حصرا على المرجان وقد يصل قطرها الى المتر ولها شوك قد يكون ساما للانسان. واظهرت ابحاث اجراها المعهد الاسترالي لعلوم البحر ان نجمات البحر هذه تتجنب المناطق التي تنتشر فيها الودعة العملاقة واسمها العلمي "كارونيا تريتونيس" وهي من رخويات بطنيات الرِجل. وهذه الرخويات لها اصداف كبيرة قد تصل الى 50 سنتمترا وحاسة شم متطورة جدا تستخدمها للصيد. لا نعرف شيئا واظهرت الابحاث انها تلتهم خصوصا "اكليل الشوك". إلا ان عددها تراجع في المحيطات لانه يتم اصطيادها لانتزاع قوقعتها. واعلنت الحكومة الاسترالية الاثنين تمويل البحث حول تربية بطنيات الرِجل هذه. وقال النائب وارن انتش "في حال اتت الابحاث ثمارا سيدرس العلماء تأثير الودعات الضخمة على سلوك إكليل الشوك وسيختبرون كذلك قدرتها كوسيلة للحد من نفوق المرجان". ووضعت ودعات عملاقة في مختبر المعهد الاسترالي لعلوم البحر بيوضا ادت الى ولادة اكثر من مئة الف يسروعة خلال الشهر المنصرم. الا ان المعلومات حول دورة حياة هذه الحيوانات لا تزال محدودة جدا. واحتاج المعهد الى سنتين لجمع ثمانية من هذه الرخويات الكبيرة. وقالت شيري موتي المسؤولة عن الابحاث والخبيرة في العلاقات بين الكائنات الحية ومحيطها الطبيعي "لا نعرف شيئا تقريبا عنها وهي اول محاولة لتربيتها". وترتكز اعمالها على نمو اليسروعات. ويكمن الهدف النهائي في التمكن من إطلاق هذه النماذج خلال مواسم اجتياح نجمات البحر للشعاب المرجانية. واوضحت موتي "في حال تمكننا من التسلح بحيوان قانص طبيعي قادر على القيام بالعمل مكاننا ستكون النتيجة جيدة". وقالت "لا يزال امامنا الكثير. نأمل ان نزيد معارفنا هذه السنة". وحتى الان كانت تستخدم مواد كيميائية مكلفة للقضاء على نجمات البحر ما قد يعرض الكائنات الحية الاخرى في الشعاب المرجانية للخطر. واظهرت تجارب اجراها باحثون في جامعة جيمس كوك بالتعاون مع منتزه الحاجز المرجاني الكبير البحري قبل اشهر انه بالامكان القضاء على "اكليل الشوك" من خلال حقن خل. وهذه الطريقة الاخيرة مراعية للبيئة الا ان القضاء على نجمات البحر هذه او التحكم باعدادها من خلال الخل مهمة تتطلب جهدا هائلا لانه ينبغي حقن كل نجمة بمفردها. وكانت دراسة واسعة النطاق نشرت العام 2012 كشفت ان الغطاء المرجاني تراجع بالنصف في السنوات الـ27 الاخيرة. وعزيت 42% من الاضرار الى نجمات البحر. ولا يوجد اجماع علمي حتى الان حول الاسباب التي تفسر غزو "اكليل الشوك" للمرجان وهي آفة منتشرة في الكثير من مناطق المحيط الهادئ والمحيط الهندي.

مشاركة :