أمي قولي أحبك كي أعترف لك متى بدأ عمري

  • 8/11/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على ذكرى أعوام طويله رحيلك أيتُها الأم بلغت كما هو في دفتر حياتي المنسوخ على الأرقام ولازلت صغيراً خدعوني حينما ألبسوني الرجوله . علميني على ذكراك متى يبدأ الصباح كي اعزف لآقدامي الرحيل إليك حين أخطوا بقدماي المتلعثمة أبتسمي فأنني لم أعرف ضوء الشمس أو نور الوجود إلى بتلك الإبتسامة التي لم أتذكر منها شيء حين تعلمت كيف أسير ولولا تلك بداية هي إطلاقة سراحي إلى يديك نحوي .على ذكر مرور الليل كانت أبتسامتك على كبري تعني أن النساء يصبحن بعيني كالأجنة المتطايرة مع الريح فالصدور يا أمي كثيرةً لن تكون البديل فإنها وأن تكن فمازالت بالنسبة لي تعمل بالوكالة فلاً أشعر بالدفء ولو تحسستُها وهي تضع خلفي نظراتها السامقة نحو الفوز . أمي وكل أماً تقرأ أيات القرآن وتتلوا الأدعية المأثورة على غواليها . مه أنتِ لا يشبهك كل معنى يتحدث عن النضوب أو اليأس في تاريخ الإنتهاء أو لحظة التوقف الأخيرة , تغفوا كل عين وتبقى عينيك فلا تغمض طرف . أمي لم يبقى بيننا إلا أوراق سطرتها الذكريات بعد رحيلك الطويل حين طفولتي , فهي من معين العمر الجميل فأنتِ من وزع على أسطح الغيوم متخذاً من ألوان الطيف أقلاماً لا تكتب ولكنها تنحني خشية وخجلاً منك . أمي هل سألتي اليوم عن المواليد لقد كبروا وأصبح لديهم إستراحات وسيارات وتلفزة وجوالات وأصبحت الأم تجلس في الركن الهادي تنتظر عل لها يبتسمون بدلاً من قساوة الحجارة كيف ينطق الحديد ويتحدث فراحة إبتساماتهم توزع بالمجان اليوم يا أمي الأم أضحت مجرد أم لا أحد يسأل عنها حتى تعلن ساعة الرحيل حينها سيكتبون ويبكون لحظة افتقدوها حين يُصابون الحزن وأما في لجة الفرح فالأجساد ترقص وهي تتغزل بالجمال . أمي جميل أنك رحلتي بجوار ربك هو أرحمُ مني ومنك بنفسك ولكنني أخاطب القلوب التي لازالت تنبض ألسنتها تلهج بكل لحظة أمي ألا يتركونها حتى يسكنون أجمل صدر وألذ امرأة تنطقها ألسنت الكبار والصغار وهي تردد كل صباح مساء أمي وأنتِ لا أعلم بماذا تردين إلا أنك تمدين يديك لهم وكأنك تودين إرجاعهم للرحم الذي خرجوا منه حباً وخيفةً عليهم من ألم الأيام ووخزات الجسد أمي لم أجد بعد حتى حينه وقلبتُ السماء ببصري وأفترشة الأرض بجسدي ما يكافئ حقك علي فرجعتُ كسير إلا من لساني وهو يدعوا لك عند الله أن يرحمك ويرحم كل من توسدت التراب يا أجملُ أم ... الكاتب والروائي محمد الفلاج

مشاركة :