ملتقى الفتاة العربية.. أحلام شابة وطموحات مشروعة

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» على مدار 5 أيام شاركت فتيات يمثلن 7 دول عربية في فعاليات ملتقى الفتاة العربية الذي عقد بالقاهرة، قدمن خلاله العديد من الأفكار، وعرضن تجارب ورؤى جديرة بالاحترام في تجربة يمكن وصفها بالنادرة؛ لأنها أتاحت لهن التعبير عن أنفسن.المشاركات تحدثن عن بعض المشاكل التي تعانيها الفتاة العربية في بعض المجتمعات، وطموحاتها والمطلوب منها للتغلب على ذلك، وكيفية إتاحة الفرصة لها عبر برامج التمكين لتحمل المسؤولية، إلى جانب الرجال في أعمال التنمية. وقالت ريم عبد العزيز العلي، عضوة الوفد الإماراتي: «الفتاة العربية أصبحت تطمح إلى المزيد، ولم تركن إلى الجلوس في المنزل لتربية الأطفال، فأصبحت لديها الرغبة في أن تمثل دولتها في المحافل، وأن تخدم وطنها وأن تتساوى مع الرجل. وأستطيع القول إن المرأة الإماراتية باتت لا تشعر أن هناك فرقاً بينها وبين الرجل في شتى المجالات، حيث اعتلت المناصب الإدارية العليا، وهو ما يميز الإمارات ونتطلع إلى تحقيق المزيد».وأضافت العلي: «الفتاة العربية بحاجة إلى تبادل خبراتها مع شقيقاتها بما يحقق المساواة بينهن، وأن تمثل بلدها بشكل أكبر، فتخرج من البيئة المحلية إلى الإقليمية والدولية».وتعتبر العلي الملتقى فرصة لتقارب وجهات النظر بين الفتيات العربيات، وكذلك لتبادل الخبرات وتعزيز العمل العربي المشترك، ونقل المبادرات الإنسانية والاجتماعية، بما يسهم في إسعاد الشعوب العربية.وترى حليمة خليفة الصريدى، عضوة الوفد الإماراتي، أن مشاركتها في الملتقى كانت مفيدة للغاية؛ إذ تبادلت الوفود الاقتراحات وطرحت العديد من المشكلات وحلولها. وأضافت: «وفد الإمارات طرح في الملتقى مبادرة شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، في تأسيس حلقات شبابية تتضمن تخصصات مختلفة، وهي المبادرة التي لاقت قبولاً واسعاً داخل الملتقى، وإعجاباً بالتجربة الإماراتية في إشراك الفتيات في الشأن الوطني العام، وكذلك طرحنا مبادرة «عام الخير» القائمة على العمل التطوعي، بهدف خدمة البلد الذي ظل يعطي شعبه وما يزال».وأشارت إلى أن أية طالبة بالإمارات لا تستطيع أن تتخرج من الدراسة، إلا إذا حققت عدد ساعات معين من العمل التطوعي، وهي ميزة لا تجدها في أي بلد آخر، ونظام أشبه بالخدمة الإلزامية للوطن.الصريدى ثمنت فعاليات الملتقى التي دارت حول كيفية إيجاد دور الفتاة في مكافحة الإرهاب، ووصفته بأنه ملتقى وطني قومي عروبي، يعزز الولاء للوطن وللأمة، فضلاً عن أنه وسيلة لتقارب الشعوب وتبادل الثقافات والخبرات.وقالت شمسة حسن، عضوة الوفد الإماراتي: «الدولة أسست مجالس لحل أي مشكلات تواجه الفتاة أو الشاب بشكل عام، وتسعى لمساعدة المواطنين بكل الوسائل لتحقيق الرفاهية. ورأت أن الفتاة العربية بشكل عام تتطلع إلى تمكينها في مختلف مناحي الحياة، وهي واعية بكل المخاطر التي تحيط بالوطن والأمة، وتسعى إلى غرس قيم الولاء وحب الوطن والتمسك به والدفاع عنه». واعتبرت مشاركتها في الملتقى فرصة لزيادة الوعي من خلال تجارب الدول العربية الأخرى، وتبادل الخبرات بين أعضاء الوفود العربية.وذكرت نجوى أقطفان، رئيسة الوفد الفلسطيني، أن الفتاة العربية تتعرض لعدد من المشكلات أبرزها الاضطهاد النفسي الذي يمارس عليها من فئات المجتمع وأسرتها، فضلاً عن نظرة الآخر لها باعتبارها شخصية ضعيفة.وأكدت أن الفتاة الفلسطينية تتعرض لاضطهاد مضاعف بسبب الاحتلال، ولعل أبسط أشكال هذا الاضطهاد هو ما تقوم به سلطات الاحتلال من تفتيش أمني دقيق للفتاة أو السيدة الفلسطينية، وهو ما يثير غضب الفتاة أكثر، فضلاً عن الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يتعرض لأبشع أنواع القهر، وعدم الاهتمام بهن، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وقالت: «لا أحد يثير قضية الأسيرات في أي من المحافل الدولية، فقط كل ما يثار هو حول الأسرى ومعاناة الرجال، في حين أن النساء والفتيات الأسيرات يتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد».ورأت أقطفان أن مشاركتها في ملتقى الفتاة العربية أكسبتها خبرات استمعت إليها وفود الدول المشاركة، واعتبرت الملتقى فرصة كبرى لتبادل الخبرات ونقل التجارب والمبادرات. وأضافت: «الفتاة العربية تطمح إلى أن تصل إلى أعلى مستوى ريادي وقيادي في الدول العربية، وأنا كفتاة فلسطينية أطمح إلى أن أصبح رئيسة دولة».وقالت عهد ياسين؛ إحدى عضوات الوفد اليمني المشارك في الملتقى: «التهميش هو أبرز المشكلات التي تواجه الفتاة العربية، فهي تعامل في كثير من البلدان بشكل ثانوي، مما يحد من طموحاتها وتطوير ذاتها بشكل كبير». وعن التجربة في اليمن، قالت: «نواجه صعوبات كثيرة، فالبعض حتى اليوم يرى في تعليم المرأة أو الفتاة عيباً، ويقف حائلاً أمام رغبتها في التعليم، ولا تجاري الرجال في مجال الوظيفة العامة».وأضافت: «الفتاة لابد أن تتاح أمامها فرص التعليم الحقيقي والتمكين، حتى تشارك الرجال في مجال التنمية والاقتصاد، وتحمل المسؤولية المشتركة باعتبارها نصف المجتمع».ورأت فاطمة حسين، من جيبوتي، أن الفتاة تعاني التهميش في بعض البلدان العربية، ونظرة المجتمع إليها نظرة ثانوية، باعتبارها أقل قدرة من الرجل، وخاصة في تولي مناصب القيادة.ولفتت إلى أن مثل تلك المشكلات تحد من دور المرأة والفتاة في المشاركة المجتمعية، على الرغم من أنه يمكنها أن تسهم في أعمال التنمية، والوقوف إلى جانب الرجل في مواجهة التحديات الوطنية.واعتبرت نورهان محمد فتحي، عضوة الوفد المصري، أن الملتقى فتح أمام الفتيات المشاركات آفاقاً جديدة، بإطلاعهن على تجارب بعض الدول. وقالت: «الملتقى بالنسبة لي فرصة كبيرة لتكوين صداقات مع فتيات عربيات من المشاركات، وسنتواصل بعده لتبادل خبراتنا».وقالت زميلتها إسراء راجح: «الفتاة العربية تعاني في بعض البلدان مثل اليمن ندرة التعليم، فضلاً عن التهميش في كثير من المجتمعات الأخرى، بفعل الموروث الثقافي، الذي حرم كثيراً من الفتيات من فرص المشاركة والتمكين والمساواة».وانتقدت ما أسمته بالمحاصصة أو «الكوتة» في بعض المجتمعات العربية، التي أرادت أن تشرك الفتاة أو المرأة في الشأن العام، على الرغم من أنها لا تخلق فرصاً متساوية قائمة على الكفاءة والخبرة والتميز والابتكار. وثمّنت نموذج الإمارات في مجال تمكين المرأة، الذي لا يتنافى مع التقاليد والعادات العربية.وطالبت بأن تضطلع الفتاة العربية بدورها وتحديد مصيرها بنفسها، دون وقوعها تحت أي ضغوط مجتمعية، وتتجاهل حالة التهميش التي قد تتعرض لها بأن تقحم نفسها في العمل العام، بهدف المشاركة في بناء الوطن وتنميته.وقالت بتول علم الدين، من فلسطين: «المجتمع العربي ذكوري في حقيقته، لا تأخذ فيه الفتاة العربية نصيبها كاملاً من الحقوق، كما أن هناك تمييزاً يقع على الفتيات في بعض الدول، التي تتعامل مع المرأة بشكل عام باعتبارها درجة ثانية، ولابد أن تكون تابعة». ورأت أن أسلوب تربية النشء في بعض البلدان يتسم بالعنف، وهو ما يخلق جيلاً من المتطرفين.وقالت إيمان عبدون من السودان: «الفتاة العربية تواجه تحديات كبيرة باعتبارها تعيش في مجتمع يمنح حقوقاً أكثر للذكور، في حين أن المرأة هي التي تربي وتعلم وتُلقى عليها مسؤولية تربية النشء وفق قيم وأخلاق محافظة». وتمنت أن تحظى الفتاة العربية بعدالة مجتمعية، وبالتعليم الجيد والأمان، وأن يتعامل معها المجتمع باعتبارها شريكاً وليست تابعة.وقالت ليلي البلوشي، رئيسة وفد البحرين: «بعض الدول العربية ما تزال ترفض فكرة التمكين للفتاة أو المرأة، خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، على الرغم من أن الفتاة العربية طموحة، ولديها من العلم ما يمكّنها من تحقيق إنجازات لا تقل عما يذهب إليه الشباب أو الرجال».وأشارت رئيسة الوفد البحريني إلى النجاحات التي حققتها المرأة العربية خلال الفترة الأخيرة، بوصولها إلى المستوى العالمي، بعدما حققت إنجازات في الوطن العربي، فأصبحت وزيرة ورئيسة للبرلمان.مكاسب الإماراتياتغادة الزعابي رئيسة وفد الإمارات، قالت: بفضل قيادتنا الرشيدة تحولت المشكلات إلى تحديات، وكل تحد تستطيع الفتاة التغلب عليه يتحول فيما بعد إلى شيء إيجابي في حياتها. واستطاعت الإمارات خلال العقود الماضية منح الفتاة والمرأة العديد من المكاسب، وحققت الكثير من الإنجازات في مجال التمكين، بحيث أصبحت الحكومة الإماراتية تضم أصغر وزيرتين واحدة للشباب والأخرى للسعادة، وهو ما يدفع الفتيات إلى الانخراط أكثر في المجتمع عبر المشاركة في شتى المجالات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.

مشاركة :