مخطط استيطاني جديد لإقامة «القدس الكبرى» 2020

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت سلطات دولة الاحتلال، تنفيذ مخطط استيطاني جديد لإقامة «القدس الكبرى» حتى العام ألفين وعشرين، بضم الكتل الاستيطانية، لحسم القضية الديموغرافية لصالح المستوطنين، وجعل الفلسطينيين أقلية في تجمعات وأماكن معزولة.. وكشف مدير دائرة الخرائط في السلطة الفلسطينية والخبير في شؤون الاستيطان بالقدس المحتلة، خليل التفكجي، أنه يجري الحديث عن تمديد مخططات ما يسمى بالقدس الكبرى حتى العام ألفين وخمسين، بإقامة مستوطنات وبنية تحتية وشبكة أنفاق وشوارع وسكك حديدية، وكذلك بناء مطار بين القدس وأريحا على مساحات واسعة من الأراضي، وهو ما يحقق ربط جميع المستوطنات داخل حدود بلدية القدس وخارجها وعزل القرى والأحياء الفلسطينية..وأشار «التفكجي» إلى أن مخططات الاحتلال تقوم على أساس إقامة «دولة من المستوطنات» داخل الضفة، وتجمعات معزولة من المدن والقرى الفلسطينية، تتصل فيما بينها بشبكة من الجسور والأنفاق.             1974 .. بداية مخطط «مشروع القدس الكبرى» ومشروع القدس الكبرى الذي أعلنت عنه دولة الاحتلال لأول مرة في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 1974 كشف عن مخططات إسرائيل لتهويد القدس وتوسيع منطقتها، وتكريس الأمر الواقع ، إذ ضم المشروع ثلاث مدن و27 قرية عربية مجاورة ، مما أدى إلى إخضاع مائة ألف فلسطيني آخرين تحت سلطة الاحتلال .. واتخذت سلطات الاحتلال العديد من القرارات التي تمكنها من مصادرة مساحات واسعة من القدس ، وإقامة المستعمرات اليهودية.             منطقة المركز .. الركيزة الأساسية لمخطط التهويد  والمشروع الإسرائيلي للقدس الكبرى ، أو ما يعرف بمنطقة المركز، هو الركيزة الأساسية لكل مخططات إسرائيل الخاصة بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية واستيطانها بواسطة اليهود ، إذ تعتبر القدس مركزا لكل الأرض والتجمعات البشرية فيما بين البحر المتوسط ونهرالأردن ، أي مركزا لكل الأرض الفلسطينية قبل التقسيم .. وتشمل منطقة المركز  ضمن المخطط  الإستيطاني الجديد : مدينة القدس نفسها ، وكل القرى الممتدة من حدودها الشمالية حتى قرى بيت عور، والطيرة ، ثم مدينتي رام الله والبيرة ، لتمتد شمالا بحيث تصل إلى عين يبرود ، ودورا القرع ، وكذلك كل القرى الممتدة من حدودها الجنوبية حيث بيت لحم ، وبيت ساحور، وبيت جالا ،حتى نحالين ، ثم بيت فجار، وتفوح ـ وتقدر مساحة المنطقة كلها بحوالي 45 كيلو مترا في الإتجاهين الشمالي والجنوبي ، و15 كيلو متر شرقا .. ومشروع القدس الكبرى يتكامل مع تخطيط المدن والقرى داخل إسرائيل ومع شبكة الطرق الإسرائيلية، وبهدف أن يصبح عدد السكان اليهود في هذه المنطقة أضعاف عدد السكان الفلسطينيين .           وسائل مصادرة أراض القدس المحتلة وسبق أن اتخذت سلطات الاحتلال العديد من القرارات التي تمكنها من مصادرة مساحات واسعة من القدس ، وإقامة المستعمرات اليهودية ، ومن أبرز وسائل المصادرة :   1ـ اعتبار الأراضي أملاك دولة ، وهي تشمل وفقا لما قررته إسرائيل الأراضي المسجلة باسم الخزينة الأردنية أو الحكومة الأردنية، والأراضي التي تقع بين المدن أو القرى وتستغل لرعي الماشية ، كما أصبحت تضم وفقا لمفهوم عسكري صدر لاحقا ، جميع الأراضي المملوكة للحكومة ومجالس المحليات بما في ذلك البلديات .   2 ـ تطبيق قانون أملاك الغائبين لعام 1950 والإستيلاء على أملاك الآخرين الذين أجبروا على ترك فلسطين عام 1948، ومصادرة أموال وأملاك مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة الذين منعوا من العودة بعد عدوان يونيو1967 بالإضافة للذين تم ترحيلهم خلال فترة الإحتلال .   3 ـ الشراء الإجباري للأراضي والعقارات الفلسطينية، بالإرهاب أو عن طريق التزوير والاحتيال.   4 ـ وضع اليد على الأراضي بدعوة الإحتياطات الأمنية ، ثم تتحول تدريجيا لمستوطنات مدنية ، أو بمصادرة الأراضي بدعوى المصلحة العامة، أو بدعوى تخطيط المدن ، مثل تخطيط مدينة القدس الذي تم بطريقة تعرقل التوسع في المباني العربية وتطويرها، ويساعد على تداخل المساحة المخصصة للإسكان اليهودي مع المناطق المخصصة للأراضي الزراعية ، مما ييسر استغلال هذه الأراضي لمصلحة اليهود .             مخطط جديد .. لمشروع قديم  المخطط الإستيطاني الجديد لإقامة «القدس الكبرى» 2020 يعد مرحلة متقدمة في مشروع قديم  لتهويد القدس العربية المحتلة .. وتناولت التفاصيل دراسة عن ( الاستيطان اليهودي في القدس القديمة) للباحث البريطاني في جامعة أكستر «مايكل دمير» .. وتقول الدراسة التي أعدها  «دمير» بعد سنوات من البحث وتقصي الحقائق وتوثيقها ـ إنه بعد احتلال المدينة القديمة في يونيو/ حزيران 1967 ، كان أول ما بادرت السلطات العسكرية الإسرائيلية إليه ، تجاه السكان الفلسطينيين ، قيامها بتدمير حي المغاربة تدميرا شبه كامل وطرد السكان المقيمين فيه، وقد تم ذلك من أجل إنشاء ساحة واسعة للمصلين اليهود أمام الحائط الغربي للحرم الشريف «حائط البراق»، وكانت المصادرات وأعمال الهدم قد بدأت حتى قبل أن تضع حرب 1967 أوزارها ، فمنذ ما بعد ظهر يوم الأربعاء السابع من يونيو/ حزيران ، وهو اليوم الثاني من الحرب ، كانت القوات الإسرائيلية قد استولت على المدينة القديمة ورفعت علمها على قبة الصخرة بعد أربعة أيام ، أي في الحادي عشر من يونيو/ حزيران             طمس الطابع العربي والإسلامي للمدينة المقدسة وأضافت الباحث البريطاني: قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت قوات إسرائيلية بنسف المنازل في حي المغاربة قبالة الحائط الغربي للحرم الشريف «حائط البراق»، وتجرف الأنقاض بعيدا بوساطة الجرافات، وقد منح السكان ساعتين أو ثلاث ساعات لمغادرة المكان ، وفي الثاني عشر من يونيو م حزيران ، كان الحي قد سوى بالأرض تماما ، من أجل إفساح المجال أمام اليهود الراغبين في التعبد أمام الحائط ، وكان في جملة المباني التي قوضت، مسجد البراق القديم، ومسجد الأفضلي، مع ما كان يلحق بهما من زوايا ، أما الخانقاه الفخرية الذائعة الصيت والمتكئة على الحائط الغربي للحرم الشريف ، فقد هدمت بعد عامين في أثناء الحفريات التي أجرتها إسرائيل تنقيبا عن الآثار في تلك الناحية .وجاءت المرحلة الثانية من الإستيطان الإسرائيلي عقب ذلك مباشرة ففي 18 أبريل/ نيسان  1968، أصدر وزير المالية الإسرائيلي ـ وقتئذ ـ  «بنحاس سابير» أمرا باستملاك 116 دونما من القسم الجنوبي من المدينة وتواصلت ممارسات طمس ومحو الطابع العربي والإسلامي للمدينة المقدسة، وتغيير معالم البناء التي تميزت بها مدينة القدس عبر القرون الطويلة، وبدأت حملة إرهاب قاسية ضد الفلسطينيين لحملهم على مغادرة أراضيهم، بقصد تفريغها وإحلال المهاجرين اليهود بدلا منهم ، وعمدت سلطات الاحتلال فورا بالحفر والتنقيب أسفل العمارات العربية والإسلامية مما تسبب في تصدع المئات منها.

مشاركة :