معصوم يحرم المالكي ولاية ثالثة بتكليف العبادي

  • 8/12/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كلف رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، أمس، القيادي في حزب الدعوة الإسلامية نائب رئيس البرلمان عضو ائتلاف دولة القانون، حيدر العبادي، بتشكيل الحكومة الجديدة، بوصفه مرشح الكتلة الأكبر، في البرلمان "التحالف الوطني" الذي يضم القوى الشيعية، فيما دعا بعض أعضاء "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي إلى تنظيم اعتصامات في جميع المدن العراقية؛ احتجاجا على ما وصفه بخرق الدستور وحرمان زعيمهم من الحصول على الولاية الثالثة. وطرح "التحالف الوطني" الذي يضم القوى الشيعية طرح مرشحه العبادي بعد إصدار المحكمة الاتحادية قرارا جاء في خبر عاجل بثته فضائية العراقية صباح أمس، أكدت فيه أن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي، الكتلة الأكبر في البرلمان. في غضون ذلك، وجه المالكي كتابا إلى المحكمة الاتحادية ومجلس النواب ورئيس الجمهورية، بيّن فيه أنه لا أحد يمثل ائتلاف دولة القانون، وحزب الدعوة غيره، ولا يحق لأي شخص أن يقدم نفسه مرشحا بدلا عنه. وأعلن المالكي في خطاب متلفز في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، أنه حذر رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والمحكمة الاتحادية مسبقا من التجاوز على الدستور والاستحقاقات الانتخابية، عادا أن رئيس الجمهورية قد تجاوز تلك الاستحقاقات، وهذا سيؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها في البلاد، وأشار إلى أنه سيقدم شكوى رسمية ضد معصوم إلى المحكمة الاتحادية لارتكابه المخالفة الدستورية، داعيا رئيس مجلس النواب إلى ضرورة قيام السلطة التشريعية بواجبهاتها الدستورية في مساءلة رئيس الجمهورية على خرقه الصريح للدستور. وأعلنت الولايات المتحدة، فجر أمس، دعمها الكامل لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم. وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية بيرت ماككورك: "نعلن الدعم الكامل للرئيس العراقي فؤاد معصوم كحام للدستور. والمرشح الذي سيعلنه التحالف الوطني" في إشارة واضحة إلى رفض واشنطن تكليف المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة. وشهدت بغداد أمس، انتشارا مكثفا، خاصة في أحياء الكرادة والصالحية وغيرها من المناطق الواقعة بالقرب من المنطقة الخضراء المحصنة، تمثل بانتشار عدد من المدرعات والعجلات العسكرية. وأبدى ائتلاف متحدون للإصلاح بزعامة رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي تمسكه بموقفه السابق في رفض الولاية الثالثة للمالكي. وقال المتحدث باسم الائتلاف النائب ظافر العاني لـ"الوطن"، كما "أعلنا سابقا نحن متمسكون بموقفنا في رفض الولاية الثالثة، ونتحرك لتشكيل جبهة واسعة تضم أطرافا من التحالف الوطني والقوى الكردية؛ لتشكيل الحكومة الجديدة لضمان سلامة أمن البلاد، ومواجهة التحديات الأمنية يتطلب تشكيل حكومة بوجوه جديدة، تتجاوز أخطاء المرحلة السابقة في ظل ثماني سنوات تولى فيها المالكي الحكومة". من جهته دعا العبادي العراقيين إلى التوحد ضد الحملة الهمجية التي يشنها مسلحو "داعش". وقال في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي بعد أن تم تكليفه بتشكيل حكومة، إن على الجميع أن يتعاون للوقوف ضد الحملة الإرهابية التي تشن على العراق، وإيقاف كل الجماعات الإرهابية. وهنأت كل من الأمم المتحدة و الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، العبادي. واتصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس العراقي ليعبر عن دعم بلاده لموقفه وموقعه كضامن للدستور، ومشيدا بتكليف العبادي. ورحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بقرار الرئيس معصوم، تكليف العبادي برئاسة وزراء العراق خلفا للمالكي. وعبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، عن قلقه البالغ لتطورات الأوضاع السياسية في العراق. وقال في بيان إن "على رئيس العراق فؤاد معصوم القيام بواجباته تماشيا مع الدستور والعملية السياسية الديموقراطية، ويجب على قوات الأمن أن تمتنع عن الإجراءات التي يمكن أن ينظر إليها على أنها تدخل في المسائل المتعلقة بنقل الديموقراطية للسلطة السياسية". إلى ذلك أعربت أوساط سياسية عن اعتقادها بأن المالكي لن يتنازل عن حقه، وسعتمد الكثير من الخيارات التي ستعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، من خلال تأجيج الشارع، والتشجيع على القيام بأعمال شغب، وقال المحلل السياس عامر العبيدي لـ"الوطن"، العراق يمر اليوم بمرحلة خطرة، وثمن التخلي على السلطة سيكون باهظا؛ لأن المالكي ومريديه بإمكانهم إثارة وتأجيج الشارع بأعمال الشغب في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد". وشهدت العاصمة بغداد أمس، تظاهرة بساحة الفردوس لأنصار المالكي، شارك فيها المئات مطالبين بولايته الثالثة. أمنيا، أفاد مسؤول محلي في محافظة ديالى بأن قوات البيشمركة حرس إقليم كردستان، حشدت وحداتها في أطراف ناحية جلولاء، وتنتظر تعزيزات عسكرية، وإسناد الطيران الحربي لمهاجمة "داعش" وطرد عناصره من الناحية. وقال عضو مجلس المحافظة ماجد التميمي لـ"الوطن"، إن عناصر "داعش" هاجموا أمس جلولاء بثلاث سيارات مفخخة إحداها صهريج، وعشرات العبوات والأحزمة الناسفة، فسيطروا على الناحية، فيما تستعد قوات حرس الإقليم لدخول الناحية وتطهيرها من المسلحين". وفي بغداد أصيب خمسة أشخاص بانفجار في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد، كما شهدت سقوط 14 شخصا بين قتيل وجريح بسقوط قذائف هاون على منطقة عكركوف التابعة لقضاء أبو غريب، غربي بغداد، كما سقط عشرة من عناصر الجيش العراقي وتنظيم "داعش"، بين قتيل وجريح في اشتباكات مسلحة بناحية اليوسفية جنوبي بغداد.

مشاركة :