بدأت معالم انشقاقات كبيرة بالظهور في أركان الأسرة الحاكمة في قطر، مع بلوغ الأزمة شهرها الثالث، في ظل تعنت تنظيم الحمدين وإصراره على سياسة المهددة لاستقرار الدول الخليجية. التطورات الأخيرة في قطر دفعت مراقبين للقول إن رحيل تميم بن حمد الداعم الأكبر للإرهاب في الشرق الأوسط بات وشيكاً. حيث تنصل عقلاء الأسرة الحاكمة في قطر من أفعال تميم المشينة، والتي أدت إلى مقاطعة 4 دول عربية للدوحة، إذ أعلنت هذه الدول تمسكها بموقفها إزاء نظام «الحميدين». الانشقاقات توالت والدعوات إلى إعادة ترشيد الحكم في قطر بدأت بالتعالي، ولعل آخرها فيديو نشره الأمير القطري سلطان بن سحيم، والذي يعد جده أول رئيس وزراء في البلد الصغير المساحة، حيث أعلن انشقاقه عن حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني، ومباركة الجهود التي يبديها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز والرامية إلى تصحيح المسار في قطر. وأعرب سلطان بن سحيم عن أمله في استجابة الأسرة الحاكمة والأعيان في قطر لدعوة الاجتماع، مؤكداً دعمه لكل دعوة للاجتماع. كما أعرب عن تخوفه من أن يرتبط اسم القطري بالإرهاب، لافتاً إلى أن الحكومة القطرية ارتكبت أخطاء فادحة بحق إخوتنا في الخليج. وأضاف: «كلي ثقة في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول الأخرى ومحبتهم لنا، مضيفاً: «دورنا اليوم التنمية والتضامن لتطهير أرضنا». أخطاء فادحة وقال بن سحيم، إن الحكومة القطرية ارتكبت أخطاء فادحة بحق إخواننا في الخليج هددت وجودهم، وسمحت تلك الحكومة للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الكارثة. وتابع: الوضع اليوم صعب ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ وأغلقوا دوننا كل باب بسبب أخطاء فادحة في حقهم وممارسات ضد وجودهم استغلها البعض باسمنا ومن خلال أرضنا وأدواتنا وهم أعداء وخصوم لنا بسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها القائمة التي سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل في قطر وبث سمومهم في كل اتجاه حتى أوصلتنا إلى حافة الكارثة. واستطرد الشيخ سلطان: دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم والاستمرار في التنمية التي ترفع اسم قطر عالياً وتزيد دورها الحضاري وقيمها الإنسانية، وأن نكون صفاً واحداً لتبقى بلدنا الحبيبة محصّنة من الإرهاب وأهله وبعيدة كل البعد عن تنظيماته، والله إنني أخشى يوماً لا يُذكر فيه القطري إلا وكان ارتباط الإرهابي به ثابتاً. وقال الشيخ سلطان بن سحيم: أخشى يوماً يعافنا فيه كل بلد ويشك في توجهنا كل أحد، فضلاً عن القطيعة مع جيراننا وأهلنا، وإنه منذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل فيه البقاء في أرض بدا الأغراب يتدفقون عليه ويجوبونه برائحة المستعمر ويتدخلون في شأننا بدعوة حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي الذي نحن امتداد لهم وهم الحضن لنا جميعاً، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم. أمير مستاء وأضاف: والله إنه يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا والتدخل في شؤون الآخرين وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين، ومنبر يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم بينما هم أول من يهرب لو ضاقت بنا الدوائر. لا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب ولن يعنيهم شأننا، فليس لهم جذر لدينا ولا أسرة ولا أهل دون ذكر كراهيتهم المتأصلة لأهل الخليج عموماً وليس قطر استثناء، لكن من العار أن تكون قطر مطية للأعداء. وأن يستخدموها سلاحاً يضربون بها أهلها وعزوتها وتاريخها وكل وجودها، متابعًا: إنني في هذا السياق أدعم كل دعوة للاجتماع، أملاً من جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان التفاعل معها حتى نكون يداً واحدة وعيناً يقظة ترعى قطر من غدر الخائنين وتحصّنها من كيد الحاقدين. وتعليقاً على خطاب الشيخ سلطان بن سحيم الذي ألقاه أول من أمس، قال القحطاني: عقلاء وكبار آل ثاني ينتفضون ضد سياسة الحمدين العدوانية ويتكاتفون مع أعيان قطر الحبيبة. وأضاف: والد الشيخ سلطان هو الشيخ سحيم بن حمد. سليل جاسم المؤسس، وكان الشيخ سحيم هو ولي العهد الشرعي لخليفة والد حمد، وتابع: الشيخ سلطان بن سحيم حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، ومعروف بالكرم، وهو من الوجوه المشرفة علماً وأدباً وثقافةً في قطر العزيزة. هشاشة النظام ويقول متابعون إن الانشقاقات الحالية تكشف مدى هشاشة النظام القطري وضعف التأييد لسياساته، غير مستبعدين أن تشهد الأيام القادمة انشقاقات أخرى، ما قد يعمل على التسريع بالإطاحة بحكم الأمير الشاب، فهل يتلافى تميم هذا المصير؟. وكان من اللافت أن يصدر الشيخ عبدالله آل ثاني بياناً قبل يومين دعا فيه الحكماء والعقلاء في الأسرة الحاكمة بالدوحة إلى اجتماع طارئ لتدارس الأزمة وسبل حلحلة الاختلافات مع بقية الأشقاء في الخليج العربي. وقوبلت تلك الدعوة بترحيب واسع في الأوساط القطرية بحسب ما أكدته مصادر محلية في الدوحة، خاصة بعد أن فرض على المواطن القطري أن يعاني إزاء السياسات الخارجية لبلده. مبايعة وكشفت مصادر خليجية عن وجود تحركات في صفوف المعارضة القطرية لجمع توقيعات لمبايعة الرمز القطري الشيخ عبدالله بن علي الذي ظهر اسمه على السطح بعد نجاحه بجهوده الصادقة في حل أزمة الحجاج القطريين الأخيرة. وقالت المصادر إنه تم إعداد بيان لمبايعة الشيخ عبد الله أميراً لقطر وعزل تميم بن حمد ولو بصورة رمزية في الوقت الراهن، رداً على ممارسات تنظيم الحمدين ودعم الدوحة وإيوائها الكيانات والتنظيمات الإرهابية، وإضرار النظام القطري بعلاقات الإمارة مع محيطها العربي والإسلامي. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مقطع فيديو بعنوان، «تمرد عسكري وغضب شعبي أزمات تعصف بنظام تميم بن حمد»، حيث يبرز هذه الفيديو المعاناة التي يشهدها الشعب القطري، بسبب سياسات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ونظامه. ويظهر الفيديو، الذي تفاعل معه عدد كبير من النشطاء، أربعة عناصر رئيسية قد تعصف بنظام تميم، أولها الاحتقان الشعبي بسبب الاحتلال التركي لقطر، ثانياً المعارضة القطرية التي تشق طريقها لحكم قطر، بعدما عقدت مؤتمرها الأول بلندن، مطالبة بتولي الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله آل ثاني، حاكماً لقطر. وأبرز الفيديو تمرد الجيش القطري، حيث أعلن منذ أيام قادة بالجيش القطري الانشقاق بسبب سياسات النظام المارقة والمثيرة للفتن في الوطن العربي، وأبرز من قرروا التمرد على تنظيم الحمدين، اللواء ركن فهد الدورسي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، والنقيب جاسم السويدي مدير وحدة الطيران الأميري بالقوات الجوية. والرائد حمد بن هذال رئيس وحدة العمليات في الحرس الأميري، والرائد راشد الهاجري قائد القوات القطرية في تمرين رعد الشمال. أسعار شهدت قطر ارتفاعاً في أسعار الأغذية والمشروبات إلى 8.2% في أغسطس الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الإسكان والمرافق 4% في أغسطس مقارنة بالعام الماضي في أكبر انخفاض منذ 2014، ما يشير إلى مغادرة الكثير من الوافدين.
مشاركة :