وما ذنبي إلا أني فتاة!

  • 8/13/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نُهى السلمي تقول صديقتي: لقد ربى الآخرون فيّ الشعور بأني لست ملائمة لأي فكرة وكأني أتيت لهم كابتلاء ونقمة! لقد بدوت كشيء يتشاءمون بوجوده، وما ذنبي إلا أني فتاة! كنت أعتقد أن الذين يستحقرون المرأة ويهمشونها انقرضوا في ظل التقدم والوعي، بعدما خرجتْ البشرية من انحطاط الشرك إلى حضارة الإسلام، ومن شرنقة الجهل إلى آفاق العلم، تعجبت من وجود هذه الفئة التي تربط وجود الفتاة بالتشاؤم وتقيدها في حياتها ولا ترى أن من حقها أن تعيش حياتها وتأخذ حقوقها، وما هذه إلا جاهلية قذرة، وكبر في نفوس سقيمة، وجهل بقيمتها. حقيقة أجهل الأسباب التي تجعل بعضهم ينظرون لها بنظرة مملوءة بالكره ويفضلون الذكور عليها فيعاملونها بوحشية! كل الذي أعلمه أنّ أفكارهم وأفعالهم هذه ليست من تعاليم دين الإسلام، الدين الوحيد الذي يحث على تكريم المرأة وإعطائها جل حقوقها ولا يزال رسولنا عليه الصلاة والسلام يوصي بها حتى حين وفاته وهو يصارع سعير الموت «وما ملكت أيمانكم» حتى جعل يغرغر بها. إنّ في عِزة المرأة نهضة وفي وعيها ثورة وفي حجابها حرية جعلتم المرأة محور حديثكم تناولتم كل تفاصيلها لكنكم مع الأسف لم تتطرقوا لهمومها وآلامها وما تعانيه من تهميش وظلم في جوانب حياتها! المرأة المسلمة لا تريد مساواة بالرجل بقدر ما تريد إنصافاً وعدلاً والنظر في حقوقها واحتياجاتها، فالآباء قد يجهلون بأصول التربية ومن الأخطاء التي أقولها مسألة أن الآباء يعقدون مقارنة بين البنت وأخيها فيفضلونه عليها ويقيدونها في حياتها فتكون ضحية تربية قاصرة ليجعلها تبحث عن اللطف عند الغريب! كثيراً ما تؤرقهم المرأة التي تثبت وجودها وتفرض كيانها كإنسان فاعل، ببساطة لأنهم ليسوا رجالًا حقاً. أخيراً؛ حقوق المرأة لا تُسّهل الوصول إليها، بل تمنحها صوتاً ترفض به ومكانةً تعتز بها وتستحقها.

مشاركة :