الابتسامة لغة جسدية جميلة لا تحتاج لترجمة تزرع، فهي تزرع السعادة وتنزع النكاد. فيها أيضاً ترويح للنفس ودواء للرجس، هي مفتاح سحري للقلوب المغلقة، وبرد وسلام على معظم شرارات الغضب، وهي باب من أبواب الصدقة ومظهر من مظاهر الخُلق، وقد تأسى بها سيد الخلق فابتسامتك هي التي تحدد مشاعرك وتدل على شخصيتك. يقول علماء النفس إن الأشخاص الذين يضحكون عادة هم طيبون ومسالمون، واعتبرها بعضهم وصفة لعلاج الجسم، وتعدى بعضهم ذلك حينما جعلوا من الضحكة ما يعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق.. إنها ابتسامة تعبِّر عنها بإظهار أسنانك سواء كانت ذكية أو غبية، في حين لا تأخذ منك وقتا ولا تكلفك جهداً، وأنجح الناس في هذه الحياة المملوءة بالجهد والجد هم المبتسمون، ومع الأسف لأولئك القلة الذين يرون في التكشيرة الجامدة ويعدون النظرة الحادة من كمال الشخصية وتمام الرجولة خاصة لمن كان صاحب منصب أو مدير إدارة، وما علم المسكين أن النفس البشرية بفطرتها لا تميل إلا «للهاش الباش». لقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة جيت باك وهي شركة متخصصة في تطبيقات دليل السفر لنحو 150 مليون صورة في 600 مدينة حول العالم أن أكثر الشعوب العربية ابتساما هم اللبنانيون يليهم المصريون ثم التونسيون وتذيلت دول الخليج العربي ذلك التصنيف! هل عرفتم أين أوصلتنا تكشيرتنا في العمل والبيت والشارع؟ وكأنها مصيدة تسلل لكيلا تسجل عليك مزيد من الأهداف. فنحتار كعادتنا في تحليلها كما توصل باحثون في الجانب الآخر إلى أن هناك فوارق واضحة بين الابتسامتين البريطانية والأمريكية وقال الباحثون التابعون لجامعة كاليفورنيا حسب صحيفة للرأي العام- إن ابتسامة البريطانيين صادقة ونابعة من القلب، في حين ابتسامة الأمريكيين تتسم بالجمود والنمطية الجافة وخير مثال لديهم هو الابتسامة النمطية التي أطلقوها على ابتسامة ولي عهد بريطاني. التكشيرة لدى أي أحد منا تعني انكماش 47 عضلة بالوجه، يقول رئيس اللجنة العليا لمشروع قياس وتحقيق رضا المستفيدين من خدمة الأجهزة الحكومية الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي إن مسحا ميدانيا أظهر أن الغالبية العظمى من موظفي الدولة لا يبتسمون ولا ينادون المراجعين بأسمائهم ولا يختمون معاملة الجمهور بعبارة هل من خدمة ثانية؟ إن خدمة المستفيد من أولئك المراجعين هي أكثر أهمية من تجميل المكاتب بل أولى منها من خلال تلك الابتسامة التي ترسمونها على وجوهكم. اجعلوا الكبير من المراجعين كوالديكم والصغير منهم كأبنائكم ابتسموا حتى وإن لم تقضوا مطالبنا فكيف ولو قضيتم مطالبنا وابتسمتم! كثير من الدوائر الحكومية التي نحتاج زيارتها تغيب فيها الابتسامة عن وجوه كثيرين منهم، وماعلموا أن المراجعين هم أكثر الناس حاجة للابتسامة. كيف ولو علموا كم تكبد المراجع المسكين من متاعب حتى وصل إليهم، وكم قطع من مسافات للوقوف بين يديهم، لربما وقتها قدمو له تلك الابتسامة الحقيقية التي يعلنون من خلالها رغبتهم في خدمته. إنها البسمة التي لا نتقن منها إلا سلبياتها وهي التي قد تجعل من التعب فرحا ومن الكرب فرجا أرأيتم كيف كانت الابتسامة ظاهرة حضارية وثقافة إنسانية يشار إليها في كثير من الدراسات؟ أصحاب المناصب تبسموا وكونوا مصدراً لسعادتنا، ألم يخاطبكم ولي الأمر حفظه الله ورعاه وهو يقول: المواطن أهم مني وحقه حق لي. أيها الموظف أياً كانت رتبتك وفي أي مكان ابتسم أولا تبتسم فهذا شأنك أما التكشيرة فلا وألف لا!!!
مشاركة :