نوستالجيا فرحة العودة - مقالات

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني الكويتيون من متلازمة النوستالجيا، كل الكويتيين، الكويت بأسرها تعاني. ما هي معاناة الكويت؟ ما هي النوستالجيا؟ هي شعور حاد بالحنين إلى حد الألم، وهذا الحنين معروف لمن، للبيت القديم، بماضيه وذكراه وذكرياته، والخوف حد الهلع من عدم التمكن من العودة وضياع الطريق. كلنا خائفون، كلنا ضائعون، حائرون بين ماض متقدم وحاضر متخلف عنه، وحواضر حاضرة حولنا، يتخلف حاضرنا عن الركب أو حتى مواكبته. بات أمل الحاضر في المستقبل أن ينتشلنا الماضي الجميل، وإن لم يكن جميلاً جملناه، فهو يبدو في عيننا دائما وأبدا أجمل رغم مشاقه وصعوباته ومعاناته، ورغم ما نتمتع به من تطور وحضارة ورفاهية نتمنى لو نطوحها أينما كانت تحت قدمي الماضي، لو يعود ونحن نعلم مسبقاً أنه لن يعود. كل أحلامنا وطموحاتنا للمستقبل أن يشبه ماضياً لم نعشه وتمنى أهله لو عاشوا حاضرنا، لكنها النوستالجيا يا عزيزي، تحكمنا ولا نحكمها، تتحكم فينا، نحسبها دواء وهي داء، لكنه داء لا نرجو منه شفاء فوجوده يشفينا. كل تجارب الكويتيين الناجحة هي استحضار لتجارب سابقة، دع عنك نقد الناقدين الذين يبحثون عن النقد للنقد والذين يعيبون النوستالجيين وهم أكثر نوستالجيا منهم. الكويتيون أبدعوا في مزج الماضي بالمستقبل، فقدموا حاضراً جميلاً حضر بقوة في كل إبداعات الفن، تحدوا المشككين وأنفسهم أولاً فتقدموا على الماضي، لذلك فرحنا بفرحة العودة. كل عودة مفرحة وكل عودة جميلة وإن كانت عوداً على بدء، ولِم لا إن كانت البدايات جميلة والذين لا ماضي لهم ليس لهم مستقبل. ما علينا، بعيداً عن كل هذه الفلسفة، أردت قول شيء لم أقله، فالفرح عدو التعبير القويم والمعاناة أم الكلام كله الذي توقف لوصف جمال ليلة عشناها في مركز جابر الثقافي الذي عشقنا الاختلاف حوله حتى بالاسم الذي فضَّل البعض تسميته بدار الأوبرا الكويتية ونحن نتابع عرضاً فنياً متميزاً لا يخلو من السلبيات، لكن سلبياته تجمله في كويت جميلة بتنوعها واختلافها حتى حول الأسماء والمسميات. ورغم تسمية الليلة الفنية تلك «مذكرات بحار»، تبقى ذكرياتها محفورة في الذاكرة كليلة من ألف ليلة فرحة بالعودة، عودة للكويت فمتى تعود الكويت لنا لنعيدها بنوستالجيتنا كما كانت؟ reemalmee@

مشاركة :