قوات سوريا الديمقراطية تخوض آخر معاركها في الرقة

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرقة (سوريا) - في شوارع يعمها الدمار وبين أبنية مهدمة، يعلو صوت مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية عبر مكبرات الصوت "أيها المدنيون، نحن بانتظاركم، اخرجوا إلى المناطق الآمنة" في وقت تشهد مدينة الرقة آخر المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتلاحق قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، آخر فلول الجهاديين في مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سوريا بعد معارك عنيفة دامت نحو أربعة أشهر. بين جدران أبنية مدمرة، يقف مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يترقبون خروج مدنيين من شارع قرب صوامع الحبوب قبل أن يدخلوا إليه لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منه. ويقول المقاتل احمد أبو الشيخ، الذي يقود وحدة خاصة لإنقاذ المدنيين، "جئنا إلى هنا لوجود تجمعات للمدنيين بالقرب من هذه النقطة وقد حصلنا على معلومات بخروجهم". ويضيف الشاب ذو اللحية السوداء وهو يلف رأسه بوشاح اسود "هناك 70 مترا تفصلنا عن المدنيين، وسوف نقوم بإخراجهم من قبضة داعش". وضع المقاتلون على ظهر شاحنة مكبرات صوت ضخمة في شارع تكسوه الحجارة المحطمة وتحيط به الأبنية المدمرة وبقايا شراشف علقها الجهاديون بين العمارات تفاديا لتحديد مواقعهم من قبل طائرات الاستطلاع. وعبر ميكروفون يصيح احد المقاتلين مرات عدة "إلى أهالينا الذين لا يزالون موجودين تحت رحمة داعش، نتمنى من كل الأهالي الذين يسمعون الصوت التوجه إلى مكان الصوت التوجه إلى المناطق المحررة". مدنيون في المستشفى وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ السادس من حزيران/يونيو معارك داخل مدينة الرقة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من معقله الأبرز في سوريا، في ما سيشكل اكبر هزيمة للجهاديين في هذا البلد. وباتت تسيطر على الجزء الأكبر منها. ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي، وآخرون برصاص الجهاديين أثناء محاولتهم الهرب. وتتضارب التقديرات حول عدد المدنيين المتبقين داخل المدينة، وتحدثت الأمم المتحدة في آخر تقديراتها عن وجود نحو 15 ألف شخص في أوضاع معيشية صعبة. وانعكست المعارك دمارا كبيرا في المدينة التي لا تزال تنتشر فيها مخلفات تنظيم الدولة الإسلامية من شعارات ولافتات تدعو إلى "الجهاد"، كما كتب بالخط الأسود العريض على أبواب بعض المحال التجارية "الله اكبر". في شوارع المدينة، تنتشر السواتر الترابية التي شكلت خلال المعارك الخط الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وتتفقد المتحدثة باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في الرقة "غضب الفرات" الشوارع والأحياء التي باتت تحت سيطرة القوات بالكامل، من شارع سيف الدولة إلى شارع المعتز والمحافظة في المدينة القديمة المحاطة بسور اثري من العهد العباسي. وتقول جيهان شيخ احمد "نعبر للمرة الأولى من الجبهة الغربية للرقة إلى الجهة الشرقية بعدما سيطرت قواتنا على غالبية المدينة". وكانت قوات سوريا الديمقراطية دخلت أساسا مدينة الرقة من جبهتين الشرقية والغربية وتقدمت من الجهتين لتحاصر الجهاديين في وسط المدينة. وتؤكد شيخ احمد "نسيطر على 80 في المئة من الرقة والعشرين في المئة المتبقية تحت نيران قواتنا". وتدور معارك في آخر عشرين في المئة من مدينة الرقة في بقعة يتواجد فيها مقاتلون من الطرفين، وفق قوات سوريا الديمقراطية. وتقوم قوات سوريا الديمقراطية بعمليات تمشيط في المدينة، وفق شيخ احمد التي تضيف "يتحصن عناصر داعش في المستشفى الوطني والملعب البلدي والحدائق المحيطة بالملعب" في وسط المدينة. وتضم هذه المنطقة وفق قولها، "أنفاقا تمتد إلى العديد من الأماكن الإستراتيجية". وتسعى قوات سوريا الديمقراطية حاليا إلى "السيطرة على المستشفى الوطني ولكن داعش يحتجز مدنيين فيه كدروع بشرية ما يؤخر تقدمنا لتحرير المستشفى". وتؤكد شيخ احمد "نحن في المرحلة الأخيرة بانتظار أن نزف النصر لأهلنا في الرقة خلال أسابيع النصر قريب". "صفحات التاريخ" تبدو الأجواء حماسية بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين خاضوا معارك عنيفة في شوارع هذه المدينة، ولا يأبه هؤلاء لدوي الانفجارات الناجمة عن غارات تشنتها طائرات التحالف الدولي ضد آخر مواقع الجهاديين، ولا للدخان الأسود المتصاعد من بعيد. وتوضح القيادية في حملة غضب الفرات روجدا فلات وحولها مقاتلات من وحدات حماية المرأة الكردية "لم يعد لديهم القدرة الكافية لشن الهجمات وتفجير السيارات المفخخة، ويتضح ذلك في تحركاتهم الأخيرة". وتضيف "نتوقع أن يتم قتلهم جميعاً في الرقة". على وقع موسيقى تقليدية، يرقص مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية الدبكة. يتجول آخرون في الشوارع، وتلتقط مقاتلات وضعن على رؤوسهن شالات كردية تقليدية مزركشة صورا تذكارية. ويقول المقاتل العشريني برخدان "وعدنا أصدقائنا الذين استشهدوا بالنصر". ويضيف "نشعر بالسعادة لأننا نشهد لحظات تاريخية بسقوط الرقة وهزيمة داعش سوف يدخل تحرير الرقة في صفحات التاريخ".

مشاركة :