كثيرة هي المواقف الصعبة التي يتعرض لها الأطباء، ومنها استئصال عضو من أعضاء الجسم نتيجة التشوهات الخلقية أو الحوادث أو الأمراض الخبيثة، التي تستدعي استئصال العضو قبل أن تتفاقم حالة المريض. ومع تطور الطب، أصبحت صناعة الأطراف التعويضية فنّاً قائماً بحد ذاته، خاصة مع دخول الطابعات الثلاثية مختلف مجالات الحياة. وسخّر النحاتون مواهبهم أيضاً للإسهام في تخفيف حالات الحرج التي يتعرض لها بعض الأشخاص وتقليلها. أشواق الهاشمي، التي تعد أول نحاتة طبية على مستوى الدولة، قالت لـ«البيان» إنها استطاعت حتى الآن تصنيع 500 عضو لمصابين من خارج الدولة وداخلها، لتغطية التشوهات التي نتجت عن تشوهات خلقية أو حوادث أو أمراض خبيثة تستدعي استئصال العضو. تقول الهاشمي: «إن مهنة النحت الطبي تعتمد على الإبداع والإحساس الفني العالي، لأن من يقوم بهذه المهنة لا بد أن يمتلك رؤية ومهارة فنية في الرسم والنحت، لصنع أطراف مطابقة ومماثلة، تحمل شكل الطرف المستأصل أو المبتور ذاته؛ حتى يستطيع الشخص المتضرر من فقدان الطرف أن يعيش حياته بشكل طبيعي، دون بالخجل من نظرات الآخرين إليه التي تشعره بالنقص. ولكن لا يعني ذلك أن كل نحات أو فنان يصلح لهذه المهنة؛ إذ لا بد من امتلاك المعرفة الطبية لمختلف الحالات الصحية قبل تركيب العضو، التي تمكّنه من التعامل مع كل حالة على حدة، بشيء من المعرفة والعلم اللذين يضمنان عدم وجود أي تأثيرات سلبية للعضو الاصطناعي بعد التركيب». «أمنيتي» وأشارت الهاشمي إلى أنها تصنع العيون وأجزاء من الوجه، كالأنف والأذن، واليد والأصابع والقدم والثدي والقطع التعويضية، ولعدم توافر هذا النوع النادر من التخصص في الدول المجاورة، تعتبر الهاشمي أنها الوجهة الأولى لكثير من المراجعين الذين يبحثون عن الجودة في التصنيع، إذ يستقبل مركز التجميل الكثير من المراجعين من دول مجلس التعاون. ومن مصر والعراق وفلسطين والسودان والأردن ولبنان وسوريا واليمن والهند وغيرها. وأضافت أنها كانت تحلم من الصغر بمساعدة الآخرين من خلال فنها، واستطاعت بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إنشاء مركز أطلقت عليه اسم «أمنيتي»، لتحقيق أمنيات كل من يتجه إليه وتلبية احتياجاتهم، في الإمارات وخارجها.
مشاركة :