ديموقراطية العراق تقتلها الطائفية وهمجية الجماعات الإرهابية السنية والشيعية. ديموقراطية لبنان تقتلها الطائفية. ديموقراطية مصر كادت تقتلها الجماعات الدينية كما فعلت بالسودان ديموقراطية ليبيا تقتلها القبيلة. وثورة سورية تقتلها الجماعات الإرهابية. تلك هي أشجار الديموقراطية العربية التي لم يكتب لها النجاح بل كانت سببا في النزيف العربي المستمر من خلال معارك قبلية أو طائفية أو تعطيل غير مبرر لعجلة التنمية. وقد ينتج عنها تقسيم الوطن الواحد إلى كانتونات قبلية أو طائفية أو عرقية. لا يصح أن نلقي باللائمة على الدول الأجنبية حتى وإن كان لها دور في الأحداث التي تعصف بالبلاد العربية فالملوم الأول هم العرب. لو اقتصر ضرر الطائفية والقبلية والبوليتيكودولار "الدولار السياسي" على تقويض العملية الديموقراطية فقط لهان الأمر. لقد تعدى ضررها إلى قتل المدنيين وتشريدهم وسلب أموالهم وانتهاك أعراضهم وتخريب ديارهم واستنزاف خيرات البلاد العربية كافة وتعطيل عجلة النمو. كل ذلك مورس باسم الدين وباسم القبيلة وبتمويل البوليتيكودولار. وبرغم الضرر الكبير لهذا الثالوث الخطير "الدين والقبيلة والبوليتيكودولار" نجد أن هناك تناميا كبيرا لعناصره في بقية الدول العربية التي لم يطلها الأذى المباشر. فنار الطائفية تتقد وجمرها يتلظى في دول الخليج، وللأسف فالناس لا يعتبرون من مصير التقاطب الطائفي وما خلفه من دمار في الدول التي تبنت التقاطب. وفي ظاهرة مشابهة يتسابق النشء على التطبيل لقبيلته والتحقير لقبائل أخرى من ذات الوطن من خلال الشعر الشعبي والقنوات الفضائية ومهرجانات الهجن وبعض النظم الاجتماعية والسياسية. وبرغم أن الانتساب للقبيلة لايتعارض مع الوطنية إلا أن المبالغة في ذلك تكون على حساب الوطنية كما يحدث في اليمن وليبيا. أما البوليتيكودولار فلا يزال يؤجج تلك الحروب، وللأسف فمن ينظر إلى الإرهاب سيرى أنه ليس للعدو الخارجي يد فيه إلا من خلال استغلاله لظروفنا وخلافاتنا. أما ما خفي من قنوات التمويل البوليتيكودولارية فأعظم بكثير مما ظهر لنا.
مشاركة :