مصر قلب العرب النابض - د.محمد ناهض القويز

  • 7/17/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كثيراً ما نردد أن مصر هي قلب العالم العربي، وهي أملهم في مستقبل أفضل. حتى أصبحت هذه المقولة من ثوابت السياسة والتحليل السياسي للمنطقة العربية. ولعل هذا ما يبرر المقالات الكثيرة التي تتناول الشأن المصري من البلاد العربية بما فيها هذا المقال. لا أحد يشكك في دور مصر الريادي ولا في عمقها الاستراتيجي. ولكن أين يفترض أن تكون مصر. لكي نكون منصفين فقد كانت حالها عند الاستقلال أفضل بكثير من دول تعتبر الآن من أكبر الدول الصناعية ومن القوى الاقتصادية الفاعلة. صناعيا واقتصاديا وعلميا كان المتوقع لها أن تكون في موقع مماثل لموقع اليابان أو كوريا أو الهند. يفترض أنها يابان أفريقيا صناعيا واقتصاديا. ولكن الحقيقة المؤلمة أن مصر فقدت حتى صناعاتها التقليدية كصناعة الغزل والنسيج ولم تتمكن من المنافسة على أي مستوى. ولم تسلم الثروة الزراعية من عوامل التعرية السياسية التي قضت على كل شيء. مصر التي كانت قبلة التعليم في العالم العربي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي تدهور فيها التعليم بشكل متسارع. هذا كله قبل أن تعصف بها الثلاث العجاف التي مرت منذ ثورة يناير 2011. بقي أن يوجد الفريق الذي يترجم هذه المقومات إلى واقع يلمسه المواطن المصري العادي. بلا شك هذا الفريق لم يوجد أيام الرئيس مبارك ولا مع فريق الرئيس مرسي ولا حتى مع حكومة الببلاوي. مصر تستحق أفضل من ذلك بكثير. من حق المواطن المصري أن ينعم بخيرات بلاده التي لاتنضب، وأن يتمكن في موطنه من عيش الحياة الكريمة والحرية الفكرية والدينية. ولعل أهم ما يواجه الحكومة الجديدة هو مداواة الجروح الدامية والقضاء على الاقصائية والتخوين اللذين تفشيا مؤخرا في مجتمع مصر، وقسماه إلى فريقين متناحرين. ما هيأ المناخ لنمو تيار تكفيري يهمه نشر القتل والخراب بمبررات دينية تكفيرية. على الفريق الجديد أن يبادر بحفظ الأمن وتأمين العيش الكريم وضمان حرية التعبير حتى يستكمل مسيرة التنمية التي تليق بالشعب المصري الذي ضحى كثيرا. لقد أصبح تأمين رغيف العيش همّ كثير من الأسر المصرية، ولا بد أن يكون هو همّ الحكومة القادمة. المؤشرات تبشر بخير ولكن تأمين رغيف العيش لن ينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة. كما لن تغير الأموال المتدفقة على مصر من الداخل والخارج من وضع مصر، ما لم يصاحب ذلك تغيير في شتى مناحي الحياة السياسية والاجتماعية. مصر بحاجة إلى ثقافة مجتمع جديدة في التخطيط والتنفيذ والمهنية والعمل والعلم والإعلام يفتقد لها الغالبية من مصريي الداخل، بينما تكون من أهم مميزات مصريي الخارج والسبب الرئيس في تفوقهم على مستوى العالم. إيجاد الثقافة الجديدة في المجتمع المصري هي مهمة الحكومة والتعليم والإعلام وهذا يتطلب تغييرا في النهج المتبع حاليا.

مشاركة :